الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سليمان فرنجيه رئيساً

ميشيل تويني
ميشيل تويني
سليمان فرنجيه رئيساً
سليمان فرنجيه رئيساً
A+ A-

ترددت أخيراً معلومات عن إمكان إعلان ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، وباتت تتردد أقاويل عن ان "حزب الله" سيرشح فرنجيه، وان الرئيس الحريري والنائب جنبلاط يدعمان هذا الاتجاه.
وهنا نطرح سؤالاً: هل يمكن الذين عارضوا ترشيح الجنرال ميشال عون ان يقبلوا بترشيح سليمان فرنجيه علماً انه لا يمكن من يعترض على سياسة الجنرال ان يتفق مع سياسة فرنجيه، وان شعبية الجنرال وكتلته النيابية أكبر من "المردة" وهو يمثل أكثر من غيره؟ فكيف يتحول المنطق الرافض للجنرال الى قابل بفرنجيه؟ أو انها ملهاة جديدة للمماطلة والمراهنة على موقع الرئاسة الاولى؟
هذه السنة ايضاً جاء عيد الاستقلال من دون عيد لان رأس الجمهورية ليس موجوداَ او منتخباً! هذه السنة ايضاً لا رئيس للجمهورية، ونحتفل باستقلال ونسأل أي استقلال من دون رئيس ومن دون قرار مستقل لزعمائنا ونوابنا؟ وأي استقلال من دون دولة تفاوض لاستعادة العسكريين المخطوفين؟ وأي استقلال من دون دولة مستقلة عن الخارج؟ قبل عام 1943 كان لبنان تحت الانتداب الفرنسي، لكنه اليوم تحت هيمنة اقليمية غريبة ولا يمكن أي زعيم ان يحل أي ملف من دون مفاوضات وتركيبات خارجية اقليمية، من ملف النفايات الى ملف رئاسة الجمهورية! بين روسيا التي تحارب الارهاب و"داعش"، وبين قصف تركيا لروسيا وهجمات باريس والقرار الاوروبي بمحاربة "داعش" والارهاب، وبين الحرب في سوريا التي اصبحت المعادلة فيها بشار الاسد و"داعش"، لم تعد الملفات اللبنانية ضمن الاولويات ولم يصل دور الورقة اللبنانية، والى ذلك الحين زعماء لبنان ينتظرون الحلول الخارجية ويحاولون كسب ما يمكنهم كسبه لتسجيل النقاط، ويراهنون على استسلام الشعب. وهم ليسوا مخطئين، لان الشعب استسلم حتى رضخ للعيش بين النفايات قبل ان يطعم اطفاله السموم وان يتنشق النفايات المحروقة، وتابع حياته كأن شيئاً لم يكن. واليوم آخر خبر هو صفقة محتملة على اسم الرئيس سليمان فرنجيه للرئاسة، اذا كان الأمر عارياً من الصحة فنسأل من وراءه؟ الى متى الاستخفاف بملف كهذا وما الهدف مجدداً من ذلك؟ واذا كان الأمر صحيحاً فالسؤال الذي نوجهه الى جهابذة السياسة ماذا تغير منذ سنتين كي تقبلوا بطرح فرنجيه عندما كنتم ترفضون غيره للاسباب نفسها؟ هل أتت الاوامر الخارجية؟ أو هل ببساطة يتم التحضير لصفقة يعطي كل فئة حصتها كي يتم القبول بفرنجيه؟ والسؤال الأكبر في أي سنة ستحتفلون باستقلالكم أيها الزعماء؟ زعماء الطوائف قبل استقلال لبنان؟ استقلالكم عن الولاء الخارجي؟ وفي أي سنة سيكون ولاؤكم لبنانياً ولوطنكم ومصلحته فقط، قبل أي شيء آخر؟


[email protected] Twitter:@michelletueini

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم