الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مين معو حق؟

المصدر: "دليل النهار"
اندره جدع
A+ A-

عجبك أو ما عجبك انه عصر المفاتن الملتهبة لا زمن المواهب المثقفة، وخصوصاً المواهب الناعمة، لأنه مش كتير مهم شهادات كليات الفنون في الجامعات إذا لم تكن مصحوبة بقوام رشيق وطلة سكسي تجعل المتفرج يفتح "فاه" صارخاً "يخزي العين". لذلك فإن ثلاثة ارباع المطلوب حالياً "كوني مثيرة واصمتي" لتتهافت العروض والادوار، وما في مانع من اقتحام عالم الطرب والكليبات مع ثورة الكومبيوتر الذي يحوّل نعيق البومة الى تغريدة كنار تتحول معها "الطارئة" على دنيا الفنون نجمة تغط الطائرات الخاصة لاصطحابها الى "المهرجانات" الخاصة ايضاً ضمن أربعة جدران أو "حيطان" سميكة. أما صاحبات المواهب الحقيقية وحاملات شهادات التخرج الفنية فإنهن مكتوب عليهن تمضية شهور في التدريبات المسرحية من أجل عرض عمل فني لائق لا يجد صالة إلاّ بشق النفس لفترة لا تتعدى الاسابيع القليلة. طيب، هون الحق على مين؟ ناس تقول ان ما تعرضه الشاشات التلفزيونية يساهم الى حد كبير في التأثير على ذوق المشاهد الذي يعتاد، تدريجاً، الاعمال "السهلة" وتصبح خياراته منقسمة بين قوام هذه النجمة أو صدر عرمرمي لتلك، وفئة ثانية تحمّل المسؤولية للفئة "المثقفة" التي تصرّ على البقاء في أجواء القرون الماضية من دون أن تأخذ في الاعتبار اسلوب الحياة العصرية والمتطورة. وبين الآراء المنقسمة عمودياً يبقى المشاهد متنقلاً بين دراما لبنانية انتاجها متواضع، ودراما تركية فارغة المضمون انما غنية بديكوراتها المبنية والطبيعية، اضافة الى برامج محلية صارت تعتمد، ويا للأسف، على نكات جنسية تافهة ونجمات تقتصر مواهبهن ونسبة نجاحهن على المقاييس المناسبة لعارضات الازياء لا الممثلات، وخناشير "فاتوا" باللعبة ورضيوا تجسيد أدوار وحوارات لا تليق بتاريخهم الفني مرددين على طريقة "الزملاء" المصريين "أكل عيش". الى أين؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم