الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ترشيح فرنجيه خلط أوراق ولعبة جديدة يسعى الجميع لربحها

هدى شديد
ترشيح فرنجيه خلط أوراق ولعبة جديدة يسعى الجميع لربحها
ترشيح فرنجيه خلط أوراق ولعبة جديدة يسعى الجميع لربحها
A+ A-

فجأة أصبح ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية على كل لسان، على أنه رأس خيط مشروع التسوية الشاملة التي دعا اليها الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، وأن القرار الأوحد للملف اللبناني بات روسياً بغطاء أميركي، وأن ايران والمملكة العربية السعودية سلٰمتا بقواعد اللعبة الجديدة في المنطقة، ولبنان من ضمنها. حتى إن الحديث وصل الى رئاسة الحكومة التي لن تكون الا لرئيس وسطي شبيه الرئيس تمام سلام. ويحكى في الكواليس أن النائب وليد جنبلاط كان أول المبادرين الى ترشيح النائب فرنجيه، ولطالما ردّد في المرحلة الأخيرة أن أفضل انتخاب رئاسي شهده لبنان هو الذي أوصل سليمان فرنجيه الجدّ الى رئاسة الجمهورية بفارق صوت واحد. وفي هذا السياق تندرج اللقاءات المتسارعة، سواء تلك التي تنعقد في الرياض او في باريس. فالمطلوب من الرئيس سعد الحريري أن يكون عرّاباً لهذه التسوية بتأمينه النصاب لجلسة الانتخاب، ومن النائب وليد جنبلاط أن يكون شريكاً بتأمينه المطلوب من الأصوات. ووفق هذه المعطيات، فإن الجانب الروسي أبلغ وزير الخارجية جبران باسيل أن لا قدرة على إيصال العماد عون الى رئاسة الجمهورية.


في هذا الوقت، كشف النائب احمد فتفت حصول اللقاء بين الحريري وفرنجيه، ووصفه بأنه "مجرد تواصل"، وعلّل سبب نفيه بداية بالضرورات الأمنية لتتسنّى عودة احدهما الى الرياض والآخر الى لبنان. وقال فتفت لـ"النهار": "الترشيح جدّي لدى النائب فرنجيه، واذا أصبح توافقياً (حيث لم ينجح العماد ميشال عون بأن يكون،) فنحن نسير به وأهلاً وسهلاً، وسنرى بالممارسة ماذا سيفعل". وفتفت ليس متأكداً "من اننا دخلنا في مدار تسوية جدّية قبل حصول أي تطوّر في سوريا، ولذلك نحن في حالة تحضيرية"، وفق تعبيره.
وكأن سيناريو ترشيح الرئيس ميشال سليمان في تشرين ٢٠٠٧ قبل انتخابه نتيجة تسوية الدوحة في أيار ٢٠٠٨، يتكرّر اليوم بترشيح فرنجيه.
ووفق مصادر مطلّعة، أن النائب وليد جنبلاط طرح منذ مدّة ترشيحه، فردّ له التحية بالمثل بأنه "رغم الخلافات بالعمق معه الا ان مبادرته دين" في رقبته. وهذا الطرح كان في خلفية طاولة الحوار الموسع الذي اقامه رئيس المجلس نبيه بري. بقي الطرح يُطبَخ بهدوء لدى القوى الفاعلة، الى ان خرج الى العلن في اللقاء الذي رتّب في باريس بين الحريري وفرنجيه. سُرّب خبر اللقاء ونفاه الطرفان، الى ان تطايرت شظايا الخلافات داخل الصف الواحد لدى كل من الحريري وفرنجيه، ولم يعد في إمكانهما "اخفاء السموات بالقبوات".
ووفق المصادر، ان اعلان ترشيح ميشال سليمان في تشرين الثاني ٢٠٠٧ كان أصعب من ترشيح فرنجيه اليوم.
ورغم مسارعة الجميع الى إعلان تأييده لهذا الترشيح، ما زالت أوساط الثامن من آذار تنظر الى الخطوة من جانب الحريري وجنبلاط على انها مخطط فتنوي لتوسيع الهوّة بين أطراف الصفّ الواحد، بإغراء فرنجيه، وإرباك "حزب الله" وإزعاج عون وضرب تحالفهما، وزعزعة "بيت الثامن من آذار"، وإغراق الساحة الداخلية بتناقضات متعدّدة. كما يسأل هذا الفريق عن دور المملكة العربية السعودية في محاولة كهذه وما إذا كانت فعلاً قد سلّمت بإحجامها عن أي شراكة في الملف اللبناني. ولسان حال هذا الفريق أن "حزب الله" لم يتخلّ عن ترشيح عون، ولا يراهنن أحد على إبعاده وإيران عن أي تسوية حتى وإن جاءت من روسيا، لأن أي اتفاق دولي لن يمر في المنطقة بعد الاتفاق النووي الا من خلال ايران.
في أي حال، اذا كان ترشيح فرنجيه مناورة أو طرحاً جدياً فالنتيجة واحدة: الأوراق خُلطت ولعبة جديدة بدأت، والعبرة بأن يسعى الكل أن يكون من الرابحين.


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم