الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

صدد المسيحية تواجه "الدولة الاسلامية"... بـ"السوتورو"

صدد المسيحية تواجه "الدولة الاسلامية"... بـ"السوتورو"
صدد المسيحية تواجه "الدولة الاسلامية"... بـ"السوتورو"
A+ A-

تلهو مجموعة من الاطفال على مرأى من جنود سوريين ومقاتلين موالين لهم بالقرب من مدفع على اطراف بلدة #صدد المسيحية في وسط #سوريا، استخدم صباحا لقصف مواقع الجهاديين الذين باتوا على بعد كيلومترات عدة.


يتسلق الاطفال واحدا تلو الاخر دولاب شاحنة ضخم بعد تثبيته ويطلقون العنان لضحكاتهم غير آبهين بالقذائف المجاورة المعدة للاطلاق او بالخوف الذي يلف البلدة الواقعة في ريف محافظة حمص، بعد سيطرة تنظيم الدولة لاسلامية على بلدة مهين المجاورة مطلع الشهر الحالي.


ويقول رئيس بلدية صدد سليمان خليل لوكالة فرانس برس "نزح العديد من العائلات عن البلدة، لا سيما النساء والأطفال، وبقي فيها الشباب والرجال للدفاع عنها"، موضحا ان بعض العائلات "توجهت إلى القرى المسيحية في ريف حمص الشرقي مثل فيروزة ويزدل، وبعضها الاخر إلى دمشق".


وكان نحو 12 الف شخص ينتمون الى طائفتي السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك يقطنون في هذه البلدة التي يعتز سكانها بان اسمها ورد في كتاب العهد القديم (التوراة). وتقع البلدة في ريف حمص الجنوبي الشرقي على بعد حوالي 18 كيلومترا عن مدينة #حمص.


وشكلت البلدة في شهر تشرين الاول 2013 مسرحا لمعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تبادلت السيطرة عليها وقتل المئات من سكانها جراء المواجهات قبل ان تتمكن قوات النظام من استعادتها. ولا تزال اثار تلك المعارك بارزة في الشوارع وجدران المنازل.


يخشى سكان صدد وصول تنظيم #الدولة_الاسلامية الى بلدتهم وتكرار الممارسات التي ارتكبها في المناطق المسيحية التي تمكن من السيطرة عليها، على غرار قرى الخابور ذات الغالبية الاشورية في محافظة الحسكة (شمال شرق) ومدينة القريتين المجاورة.


ويقول احد السكان رافضا الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس "نخاف من حدوث مجازر ونخاف على كنائسنا بعدما فجر تنظيم الدولة الاسلامية الكنائس والاديرة في المناطق التي سيطر عليها في الرقة وسواها".
وتبعد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في الوقت الحالي نحو عشرة كيلومترات عن بلدة صدد التي تضم 12 كنيسة بعضها اثري. وتعرض بعضها لاضرار طفيفة بحسب مراسل فرانس برس.
ويقول حسّان (22 عاما) الذي كان يعمل في دكان قبل ان يحمل السلاح مع اقتراب تنظيم الدولة الاسلامية "نحن مهددون من داعش بصفتنا الطائفية وبصفتنا سوريين". ويضيف بانفعال "داعش يهدد الجميع ونحن كأبناء البلدة بقينا ندافع عنها لكي لا تتكرر المآسي والمجازر التي حصلت في قرى مسيحية أخرى".


وتمكن تنظيم الدولة الإسلامية في الاول من الشهر الحالي من السيطرة على بلدة مهين، واتخذ منها موقعا لقصف بلدة صدد القريبة بأكثر من 300 قذيفة هاون واخرى محلية الصنع، موقعا العديد من الضحايا في صفوف المدنيين والمقاتلين، بحسب الاهالي.


وتشهد صدد حركة مدنيين خفيفة فيما تكثر المظاهر العسكرية في شوارعها حيث تتجول بانتظام سيارات مزودة برشاشات.


ووصل عشرات المقاتلين المسيحيين السريان الى البلدة بشكل تدريجي في الايام الاخيرة، قادمين من محافظة الحسكة. وينضوي هؤلاء المقاتلون في صفوف قوات "السوتورو" وهي كلمة باللغة السريانية تعني الحماية.


وينتشر مقاتلو السوتورو البالغ عددهم نحو 250 عنصرا بالاضافة الى مقاتلين محليين داخل البلدة الى جانب مقاتلي "نسور الزوبعة" الجناح العسكري للحزب القومي السوري الاجتماعي القريب من السلطات.


وقتل ستة من عناصر الحزب قبل نحو ثلاثة اسابيع جراء تفجير انتحاري من تنظيم الدولة الاسلامية سيارته المفخخة على حاجز للحزب يبعد ثلاثة كيلومتلرات عن البلدة من جهة الشرق.


ويقول بديع (26 عاما) وهو أحد مقاتلي السوتورو ويتولى مع اصدقائه التناوب على الحراسة "جئنا إلى صدد لنقف إلى جانب الجيش وندعمه في محاربة داعش، نحن هنا لحماية كل السوريين بشكل عام، ولحماية إخوتنا المسيحيين خصوصا".


ويتخوّف بديع وأصدقاؤه من دخول تنظيم الدولة الإسلامية الى البلدة. ويقول "الدواعش سيرتكبون المجازر، يريدون أن ينتقموا منا لأننا وقفنا مع الدولة والجيش".
وفي ساحة البلدة، بالقرب من مركز البلدية، ينهمك شبان متطوعون داخل غرفة تحولت الى مطبخ في اعداد وجبات الغذاء للمقاتلين الذين يتولون الحراسة والحماية. ويرتدي هؤلاء الشبان سترات كتب عليها "بصمة شباب صدد".


ينتشر عناصر الجيش النظامي على اطراف البلدة وفي محيطها، حيث للقوات الروسية ايضا مواقع خاصة بها، وفق مصادر محلية.
ويتخذ العسكريون الروس من مطار يقع بين صدد ومهين، مقرا لهم. ويقر مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس بان "هناك دعما من قوات الحلفاء الروس عن طريق تواجد استشاريين على مرابض المدفعية".


وبحسب المصدر ذاته، فإن قصف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في بلدة مهين ومحيطها يتم "بإشراف مباشر من قبل المستشارين الروس".
ويقول احد سكان صدد بعد ان يعرض صورة التقطها الى جانب عناصر روس "رأينا الروس في البلدة والتقط عدد من الاهالي صورا تذكارية معهم".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم