الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هشاشتنا في مواجهة الارهاب

المصدر: النهار
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
هشاشتنا في مواجهة الارهاب
هشاشتنا في مواجهة الارهاب
A+ A-

فيما كان مصدر امني يؤكد لـ"النهار" ليل امس ان لا معلومات عن تهديد #داعش لجامعة الروح القدس في الكسليك، وقوله ان الاجهزة اللبنانية تتابع كل "شائعة" وتأخذها على محمل الجد تحسبا للأسوأ، طالما هي في حرب مفتوحة مع #الارهاب، كانت الشائعات تتطاير من كل حدب وصوب، ووسائل اعلام تؤكد الخبر، واخرى تعنون "نجاة الجامعة من كارثة" واخذ البعض يهنيء الجامعة وطلاب " العمل الرعوي الجامعي" فيها على سلامتهم من تلك الكارثة المحتمة، والتي انقذهم منها التسريب الاعلامي.


هكذا تكشفت امس هشاشتنا. هشاشة الاعلام اولاً الذي بدا كأنه يروج للارهاب ولتخويف اللبنانيين، او كأنه وقع على صيد ثمين ومثير. اعلام لا تهمه الحقيقية بقدر ما يركض وراء الاثارة. اعلام لا حدود للمنطق فيه، ولا حس وطنيا، ولا رادع اخلاقيا. هل سألنا لماذا لم يكشف الاعلام الفرنسي عن الجثث والرؤوس المقطوعة والاشلاء المتطايرة؟ لانه اعلام ما زال يحترم الانسان وخصوصياته ومشاعر اهله. وهذا الاعلام مع إلحاده وعلمانيته المفرطة يملك من القيم والمباديء والضوابط اكثر بكثير مما نملكه نحن المتمسكين بقشور الديانات والتقاليد الاجتماعية وقيم العائلة. وتكشفت هشاشة الاعلام في عدم بحثه عن الحقيقة اذ ليس من عادة تنظيم " داعش" الارهابي ان يعلن عن اهدافه عبر "انونيموس" بل عبر بيانات صوتية وشرائط تلفزيونية . لم يسأل احد عن المصدر ويستدل اليه او تسعى وكالات دولية او اعلام محلي الى سؤال قادة " داعش" عن الامر للحصول على اجابة من اي نوع كانت ولم تستقصي مواقعهم المعتادة.


وظهرت هشاشة الناس في خوفهم غير المبرر اذ لم يؤكد مصدر رسمي الخبر، بل بدأ الناس يتداولونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واحيانا بطريقة محرفة ومبالغ بها. والاسوأ ان احدا لم يسأل عن مصدره. وبدأت الاسئلة " كيف سنرسل ابناءنا الى الجامعة الثلاثاء طالما هي مهددة؟" ولم يسألون كيف سيرسلون ابناءهم الباقين الى المدارس؟ فاذا كانت الكسليك باتت مهددة بهذه الطريقة، فمعنى ذلك ان لبنان كله مهدد بل انه صار تحت سيطرة الارهاب لان الكسليك تقع في قلب لبنان وليست منطقة حدودية، ولأن الذي يصل الى الكسليك يمكنه ان يبلغ مناطق اخرى كثيرة واهداف اسهل، لان اجراءات الدخول الى حرم الجامعة معقدة بعض الشيء. اضف الى ذلك ان الارهاب ليس طارئا على لبنان وهو يصيبنا باستمرار، واخر فصوله تفجيري برج البراجنة. وقد بشرنا وزير الداخلية بأننا مقبلون على المزيد، فهل نستسلم امام هذا الواقع ونمنع اولادنا من المدرسة والجامعة، ونلزم نحن منازلنا من دون عمل.


ما حصل امس من تهديد ليس بتهديد حقيقي، يجب ان يدفعنا الى مزيد من الواقعية في التعامل مع اخبار مماثلة، طالما ان لا خطة وطنية لدينا لمواجهة الارهاب، ولا رؤية لدى حكومتنا لذلك، ولا غطاء سياسيا رسميا للاجهزة الامنية في ملاحقتها الارهابيين، فانه علينا ان نتكل على انفسنا كلبنانيين ، كما فعلنا دائما، وقاومنا باستمرار، وانتصرنا عشرات المرات، ودفعنا اثمان غالية سواء من حياتنا ومالنا، وخصوصا شهداء. فوفاء لهؤلاء، وفي محاولة تعويض ما فات، علينا ان نحتاط لكل شيء، فنساعد القوى الامنية، ونصمد ريثما تمر الرياح العاتية التي هبت علينا مرات.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم