الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وداعاً حليم الحوّاط (أبا زياد)

ريمون عبود
A+ A-

غيّب الموت وجهاً جبيلياً مشرقاً، وركناً بارزاً من أركان المدينة، وهو في عزّ عطائه وتألقه. إنّه حليم نسيب الحوّاط، رجل الصدق والأخلاق والمكارم. ودّعته جبيل، بل بلاد جبيل، بكلّ طوائفها وفئاتها، بأسى عميق الوداع الأخير، بمأتم مهيب وحاشد، ومحمولاً نعشه على الأكفّ من دارته إلى كاتدرائية مار يوحنّا إجلالاً وتقديراً. تعانق صوت جرس الكنيسة مع آذان الجامع، مشهد معبّر عن واقع جبيل وعيشها المشترك قولاً وفعلاُ، وهذا استمرار لخطّ الإعتدال الذي أرساه العميد ريمون إدّه في هذه المنطقة، التي انطلق منها في معاركه الإنتخابية والسياسية، بدعم وتأييد من بيوتات سياسية عريقة، أبرزها جبرايل عبود في جاج، الدكتور أنطوان الشامي، خليل الصيّاح ونسيب الحوّاط. ضنّوا بأموالهم وأوقاتهم وخاطروا بحياتهم، إذ غالباً ما كانت مواكب العميد تتعرّض للمضايقات وإطلاق النار وسقوط ضحايا، ما زاده عناداً وثباتاً على مواقفه وقناعاته في محاربة النفاق السياسي، وتجاوزات رجال المكتب الثاني من تنكيل ومطاردة وتدخّل سافر في الانتخابات لاعلاء الحق وتأكيد استقلالية قراره ورفضه المساومة مسيرة مشرّفة أين منها سياسيّو زمننا الرديء، الذين يتباهون بالتبعية والإرتهان، يحوّلون خصوماتهم قتلاً ودماراً، وتفاهماتهم استعلاءً واستكباراً وازدراءً بالآخرين ونسبة تمثيلهم، ومزيداً من العرقلة والتعطيل، لا قيمة لتفاهم لا يوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وقانون انتخاب منصف وعادل وهذا أمر مستعصٍ بسبب الخلل الديموغرافي المتسارع، رغم ما مرّ على جبيل من جحافل وقوى طارئة وعابرة ومن إرهاب وإغراءات، وممارسات ميليشياوية "داعشية"، وارتداد البعض دون مبرّر، صمد حليم الحوّاط وبقي متمسّكاً بالمبادئ والثوابت الوطنية. وها هو ابنه زياد رئيس بلدية جبيل الذي تتكلم أعماله وإنجازاته عنه، يتابع المسيرة بفخر وإعتزاز، ويجهد محاولاً بما يزخر به من عقل نيّر وما يتوافر لديه من إمكانات، لملء الفراغ الكبير الذي عانته بلاد جبيل، بغياب العميد الضمير الذي لن يموت، وينتظره مستقبل وطني واعد.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم