الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مرابطو "القاعدة" يتنافسون مع "داعش" على عرش التوحّش

المصدر: "النهار"
أ . ق
مرابطو "القاعدة" يتنافسون مع "داعش" على عرش التوحّش
مرابطو "القاعدة" يتنافسون مع "داعش" على عرش التوحّش
A+ A-

إعلان جماعة "المرابطون" الجهادية التي تنشط في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية والمرتبطة بتنظيم #القاعدة مسؤوليتها عن العملية الارهابية في فندق "راديسون بلو" في العاصمة المالية باماكو، يطرح سؤالا عما اذا كانت "القاعدة" الأمّ تحاول استعادة عرش الارهاب العالمي التي سلبته اياه ربيبها #داعش الذي اعلن مسؤوليته عن سلسلة عمليات اجرامية خارج حدود "دولة خلافته" من انقرة الى #شرم_الشيخ الى الضاحية البيروتية، واخيرا في #باريس؟ وهل حفزت هذه العمليات الأمّ "الارهابية" ووليدها على الدخول في صراع وتنافس على التوحّش ضد "الآخر" ايا كان انتماؤه وهويته باسم الدفاع عن راية الاسلام، وبتنا امام مشهد ارهابي جديد في العالم؟


وفق الكاتب الموريتاني محمد محمود ابو المعالي في بحث له نشرته "الجزيرة نت"، فإنّ تنظيم "المرابطون" نشأ في شمال مالي في 23 آب 2013 إثر قرار اميري جماعة "الملثمون المختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس"، و"جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" أحمد ولد العامر المكنى "أحمد التلمسي" (نسبة إلى منطقة تلمسي في شمال مالي)، تطوير تحالفهما الذي استمر نحو سنة ونصف السنة بحل تنظيميهما السابقين ودمجهما في تنظيم يُدعى "المرابطون".


وقال التنظيم الجديد في بيانه التأسيسي إنه يسعى إلى توحيد الجهود لتأسيس "دولة إسلامية"، وتوعد فرنسا وحلفاءها في المنطقة بما "يسوؤهم" وبـ"دحر" جيوشهم و"تدمير مخططاتهم ومشاريعهم"، داعيا إلى "ضرب المصالح الصليبية الموجودة في كل مكان".


وينتمي تنظيم "المرابطون" لتيار "السلفية الجهادية" الذي يؤمن بالرؤية الفكرية لتنظيم "القاعدة" المؤسسة على ضرورة "المفاصلة الجهادية" مع الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي و"حلفائها الغربيين"، تمهيدا لإقامة "دولة الخلافة الإسلامية" لتطبيق أحكام الإسلام.
وحين قرر بلمختار والتلمسي اندماج جماعتيهما اتفقا على ألا يتولى أي منهما قيادة التنظيم الوليد في المرحلة الأولى، وبعد حوار داخلي استقر رأيهما على اختيار المصري أبو بكر المهاجر أميراً للتنظيم الجديد، وكان من الميزات التي أهلته لذلك سابقته في القتال في أفغانستان مرتين، الأولى نهاية الثمانينيات ضد الاتحاد السوفياتي، والثانية بعد أحداث 11 أيلول 2001 ضد القوات الأميركية.


لكن المصري قتل وخلفه احمد ولد العامر (التلسمي) الذي قتل بدوره على ايدي القوات الفرنسية التي دخلت مالي عسكريا لمكافحة الحركات الاسلامية المتشددة. وخلفه أبو الوليد الصحراوي، حيث عادت حال الاستقطاب الثنائي من جديد داخل صفوف الجماعة، بين فريقيْ "الملثمون" و"التوحيد والجهاد".
ورفض بلمختار ومن معه من عناصر جماعة "الملثمون" إمارة الصحراوي واعتبروها غير شرعية، وقالوا إن الصحراوي لا يزال شابا تنقصه الحنكة والتجربة الكافية، فضلا عن أن مدرسته الفكرية والإيديولوجية لا تلائم نهج التنظيم وتميل إلى التشدد والتهور، وفق قولهم.


أما أبو الوليد الصحراوي، فتمسك هو ومن يؤيده من عناصر "التوحيد والجهاد" سابقا ببيعته أميرا للتنظيم، وبدأ في تسيير شؤون التنظيم انطلاقا من موقعه الجديد، لكن الطرفين أبقيا على هذا الخلاف الداخلي في أوساطهما من دون أن يخرج إلى العلن مدة خمسة أشهر.


غير أن اتصالات ومشاورات بدأها المختار بلمختار مع قيادة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تهدف إلى دمج تنظيم "المرابطون" في "القاعدة" من جديد، حركت الخلاف بين الرجلين، فقد سارع أبو الوليد الصحراوي إلى القيام بخطوة اعتبرها قطعا نهائيا للطريق على ذلك الاندماج المحتمل، فأعلن بيعة جماعته لـ تنظيم "الدولة الإسلامية" بزعامة أبو بكر #البغدادي وعدم وجود أي صلة تنظيمية بين جماعة "المرابطون" و"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، مؤكدا سيطرته على شؤون التنظيم وأنه هو الآمر الناهي فيه.


لكن بلمختار سارع خلال أيام إلى الطعن في شرعية بيعة الصحراوي للدولة الإسلامية، وأكد أنها "لا تلزم شورى المرابطين" كونها "مخالفة صريحة البيان التأسيسي الذي حدد منهج وسلوك التنظيم".


وفي تموز 2015، أعلن تنظيم "المرابطون" عزل أميره عدنان أبو الوليد الصحراوي وتنصيب مختار بلمختار أميرا جديدا. قال التنظيم في بيان إنه يتمسك ببيعته تنظيم القاعدة، ويتشبث بمنهج زعيمه ومؤسسها أسامة بن لادن. وقرر تنصيب خالد أبو العباس أميرا على المرابطين. كما أكد تبرؤ "المرابطون" "داعش" الذي واصف تصرفاته بالمخالفات الشرعية، وقال: "نبرأ إلى الله تعالى مما صنعت دولة البغدادي وروافدها من اجتهادات ومخالفات غير شرعية في تفريق صفوف المجاهدين وسفك دماء المسلمين المعصومة".


وسعى مختار بلمختار أحد أقوى المتشددين في الساحل الإفريقي، الى انشاء تحالف مع حركات مماثلة في النيجر وتشاد وليبيا. وتحدثت شائعات مرارا عن مقتله، لكن نبأ وفاته دائما ما كان ينفى. ويعرف عنه انه تخصص في تخطيط عمليات كبيرة في المنطقة وتنفيذها ، كما حصل من احتجاز عشرات الرهائن الغربيين في عين أميناس جنوب الجزائر في 2013، والهجوم المزدوج ضد كلية عسكرية ومصنع لشركة "آريفا" الفرنسية في أغادير وآرلي، وهو ما يتطلب عددا لا بأس به من المقاتلين المؤهلين نفسيا وبدنيا للقيام بعمليات كهذه.


واوضح تقرير اخر نشرته "الجزيرة نت" عن "المرابطين" ان مستجدات عدة طرأت على الساحة دفعت ببلمختار الى العودة لأحضان "القاعدة" التي فارقها أواخر عام 2012، بعد سنوات من الجفاء والخلافات مع قادتها، وفي مقدم تلك العوامل وحدة العدو المشترك، وهو القوات الفرنسية والأفريقية في شمال مالي، وظهور "الدولة الاسلامية" الذي بدأ يتمدد غربا بعدما اكتسح مساحات كبيرة من سوريا والعراق، وصار الغريم الأول لتنظيم القاعدة وفروعه في شتى أنحاء العالم، وباتت دعوته الى تجاوز التنظيمات المحلية إلى خلافة موحدة هاجسا يؤرق قادة "القاعدة" الذين خسروا الكثير من الشباب لصالح الدولة الإسلامية، بحجة انتهاء عهد التنظيمات وبروز عصر "الخلافة الإسلامية".


ومع تمدد "داعش" في شمال افريقيا ووسطها عبر نيله مبايعة تنظيمات خطيرة منها #بوكو_حرام في شمال نيجيريا، و"تنظيم جند الخلافة في أرض الجزائر"، و"أنصار الدولة الإسلامية في ليبيا"، و"ولاية سيناء" في مصر، وجدت "القاعدة" نفسها محاصرة.


وهكذا راح التنظيمين (القاعدة والدولة الإسلامية) يشحذان أسلحتهما الدعائية في معركة استقطاب لمتشددي المنطقة، وتنافس محموم لبسط السيطرة أو التوغل على الأقل فيها. وفي ظل هذا التجاذب الخطير بين المجموعتين الارهابيتين، اتت عملية فندق باماكو لترسم علامات استفهام كبيرة في شأن مدى الخطورة التي قد يشكلها الصراع بينهما، لا سيما انهما لم يوجها اسلحتهما الى بعضهم البعض بل قرّرا التسابق على من يستطيع انزال اكبر الخسائر في "اعداء الامة" لا سيما ما يعتبرونهم "صليبيين" و"مرتدين و"روافض" بابشع اشكال القتل والارهاب للتربع معا على عرش التوحش العالمي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم