الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هدى نعماني سألت عن سرّ الله في الشعر والألوان ابناها بسّام وأنيس كرّما في البيال وجهها الآخر

م.م.
هدى نعماني سألت عن سرّ الله في الشعر والألوان ابناها بسّام وأنيس كرّما في البيال وجهها الآخر
هدى نعماني سألت عن سرّ الله في الشعر والألوان ابناها بسّام وأنيس كرّما في البيال وجهها الآخر
A+ A-

كان عيدها البارحة، لا عيد ميلادها، بل حياة من النضال في هذا " الأنا" المنقّب في الملموس والغياب، في العتمة عن ومضات النور.


لوحات هدى نعماني الواسعة بمدار الكون الباحثة في أسراره، إحتلّت جدران "البافيون رويال" في البيال، فيما كانت توقّع للآتين إلى تكريمها، على كتابها الأخير "السير في الآخرين"، قطوف من ذكريات، والجدار وراءها، رسوم لها بريشة بول غيراغوسيان.
العمر مرّ وبقيت اليد تكتب شعرا وجودياً، وترسم جداريات كمن يرسم خريطة الكون. تكريم نضالها الأدبي والتشكيلي لم يأت من وزارة ثقافة ما، بل من ولديها السفير بسّام وأنيس نعماني اللذين شاءا أن يكون الاحتفال شاملا، حول الأم والشاعرة والرسّامة. فإلى توقيع الكتاب والمعرض التشكيلي، كانت قراءات من شعرها بإلقاء من الشاعرة ندى الحاج في مختارات من ديوان " لمن الأرض، لمن الله" و"خاطبني قال، هدى أنا الحق". كان صوت ندى ينتقل حيا في تردادها "أفتح عيني حتى لا أراك" و"أعطنا فجراً آخر"، إلى غناء هبة القوّاس التي خرقت بموسيقاها كلمات هدى النعماني وحوّلتها بعزفها على البيانو، شدواً شجيّا بصوتها المتمادي في فلك الشاعرة الصوفي.
من المتكلّمين، الدكتورة سعاد الحكيم استاذة الأدب الصوفي في الجامعة اليسوعية والباحث سليمان بختي والشاعر محمود شريح.
سعاد الحكيم وجدت في شعر هدى أسئلة وتساؤلات،، عليها تتبّعت تجلّيات الشاعرة في الكلمات لترصد ملامح وجودها الأنساني، معلّقة على سبع علامات وجودية: السياسة لنشأتها في بيت دمشقي شارك بعض رجالاته في العمل السياسي والتصوّف حيث على أرض الصوفية إنتصرت شجاعتها على الخوف والشعر لغة الوجود والحلم والآخرون، والإهتمام والقيم الإنسانية الممتدة لدى هدى النعماني إلى مناحي الحياة كلّها.
ثم تحدث سليمان بختي فقال: "هدى النعماني تحمل في كيانها تجربة صوفية نضحت وتعمّقت وتكلّلت في المقامات والأحوال والطقوس واللغة. لقد رأت في التجلّيات انغماس النفس وتلاشي جوهرها في مثالها الألهي. لم تكتف بالغرف من التراث الصوفي بل حملت زادها إلى المحيط وبين ماء ونار كان لها المد والمداد. وفي صمت العارفين عبرت إلى القصيدة لتعلن الحب الإلهي أو لا شيء. وهل من طريق إلى الخلاص غير الكلمة، غير الله؟".
ولمحمود شريح ذكريات حميمة مع آل نعماني: "جمعتني السياسة زمن المراهقة بابن صفّي بسّام النعماني فدعاني إلى أهله عبد القادر والده وهدى والدته. كان ذلك في السبعينات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين تبقى هدى النعماني على ما عرفتها، شاعرة وناثرة ورسّامة ونحّاتة والأهم وفي المقام الأوّل ملتزمة فلسطين ووحدة بلاد الشام. هي الدمشقية، المتدرّجة محامية في مكتب خالها سعيد الغزّي رئيس الوزراء السوري، القاهرية، زمن عبد الناصر، البيروتية في "النهار" صحيفة رائدة آنذاك في رعاية شوقي أبي شقرا، مطلق الحداثة الثقافية من عقالها. عند هدى كان صالوناً أدبياً فيه التقيت بقباني ودرويش وشوقي أبي شقرا وأنسي الحاج...".
في الختام عادت هبة إلى ملامسها ومن حنجرتها الملأى بهذا التوق إلى الله تغني للمكرّمة من شعرها "أحبك".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم