الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بالفيديو- طفلان نجَوا من التفجيرين بأعجوبة أحدهما مرّ بجانب الانتحاري (خاص "النهار")

المصدر: خاص "النهار"
إيلده الغصين
بالفيديو- طفلان نجَوا من التفجيرين بأعجوبة أحدهما مرّ بجانب الانتحاري (خاص "النهار")
بالفيديو- طفلان نجَوا من التفجيرين بأعجوبة أحدهما مرّ بجانب الانتحاري (خاص "النهار")
A+ A-

 


ما إن تطأ قدماك موقع التفجيرين في حي عين السكة في #برج_البراجنة، في #الضاحية_الجنوبية لـ#بيروت، حتى تنخر عظامك رائحة الدماء المنتشرة في الشارع الشعبي. وجوه تراقب بحذر كل مارٍّ بشارع انتهك حرمته أمس انتحاريان تمكّنا من إصابة عشرات الضحايا والجرحى. نساء متّشحات بالأسود يجُبنَ الشارع بوجوه متجهّمة، رجال أمن وانضباط ينتشرون في المكان ببذات خضراء مرقطة أو زيتية داكنة. شباب يثبّتون إلى الحائط لافتة كتب عليها "لن تقتلوا فينا ثقافة الحياة والمقاومة".


إذا كنت قادماً من مستشفى #الرسول_الأعظم باتجاه المكان فيستوقفك أولاً موقع التفجير الثاني حيث انقض #عادل_ترمس على ثاني الانتحاريين مانعاً إياه من استكمال مجزرته. قرب "الإكسبرس" لجهة اليمين نجح ترمس في تدارك عشرات الضحايا المحتملين - بينهم الطفلان مريم وعلي ترمس - وهنا عُلّقت لافتة تؤكد أن التكفير لن يرهب الضاحية وأنها لن تركع.



 


في مكان التفجير الثاني تلتقي طفلين شهدا على التفجير ونجوا بأعجوبة، كما نجا والداهما. منزلهما يبعد أمتاراً قليلة من هنا. الطفل علي أحمد ترمس (7 سنوات) كان في الجامع يصلي حين وقع التفجير الأول فخرج هارعاً إلى المنزل بحثاً عن والده ومتفقداً إخوته. لم يخف علي رغم أن الجميع حذر من احتمال وقوع انفجار ثانٍ. مرّ بالقرب من الانتحاري وما لبث أن وصل إلى المنزل حتى وقع التفجير الثاني. بالقرب منه وقفت عمته تتطرح عليه الاسئلة، تودّه ان يشهد لأعجوبة خلّصت عائلة شقيقها.


 


[[video source=youtube id=dvT4GkZynUY]]


 



إلى جانبه شقيقته مريم أحمد ترمس (9 سنوات) التي تخبرك بعينين دامعتين بأنها كانت على شرفة المنزل حين وقع الانفجار الأول، وكيف أرعبها غياب أهلها عن المنزل وهي الابنة البكر للعائلة. دخلت إلى المنزل وبقيت بجانب شقيقها وشقيقتها الصغيرين ولم تستطع تركهما لتخرج بحثاً عن أهلها.


 


[[video source=youtube id=fnofrVQ-o_M]]


 


تتقدم وئيداً من مكان التفجير الثاني نحو مكان الأول متخطياً الزجاج المتناثر أينما اتفق. تحتاج إلى 50 قدماً لتصل إلى الموقع حيث فجّر الانتحاري الأول نفسه قرب مفترق ضيق يؤدي إلى مسجد الإمام الحسين هدف الانتحاري الذي لم يبلغه كما رُجِّح. يمنعك رجال الأمن من الاقتراب أكثر حرصاً عليك من أعمال إزالة الحطام من الطريق وشرفات المباني المجاورة.



 


على بعد أمتار من التفجير الأول تجد إلى يسارك منزلاً متواضعاً بابه مفتوح تجلس في صدره حاجة استشهد ابن ابنة اختها، محمد مزهر. أجرت أم محمد حديثاً عملية لعينها وممنوع عليها الغضب أو الانفعال لكن التفجيرين في الحي الذي تسكنه أتيا على ما تبقى لها من قوة.


 


[[video source=youtube id=G0TLMpZxNU4]]


 


يصاب أمامك الطفل حسين (7 سنوات) بنوبة بكاء في منزل الحجة أم محمد بفعل اطلاق الرصاص خارجاً تخونك قواك على تهدئته فترافقك صورته طيلة اليوم وأنت تفكر بعشرات الحالات المماثلة. تصعد إلى سطح المنزل فتدرك أن الخيم المصنوعة من الخشب والحديد صالحة أيضاً للسكن. تطل من فوق على الشارع المؤدي إلى مسجد الإمام الحسين يغصّ بمشيّعي الشهيد حسين حجيج (22 عاماً). تعلو الهتافات ويتقاطر الغاضبون إلى السطوح مطلقين الرصاص في حضرة الوداع.



 


صاحبة أحد محال الحلويات في الشارع كانت موجودة لحظة التفجيرين. شهدت على آلام الناس في لحظات الرعب تلك. استفاقت من الصدمة تنظر إلى نفسها إن كانت لا تزال على قيد الحياة. أمامها استشهد أحد العابرين حين توقف أمام أحد محلات الهواتف.


 


[[video source=youtube id=Kak7Q0qhvb0]]


 


تعرف الحاجة سلام أن تفجير يوم الخميس الدامي هو الأقوى بين تفجيرات الضاحية. تطالب الدولة بالتشدد في حماية أمن المنطقة وتردف "صامدون ليس في اليد حيلة لن نخاف بوجود المقاومين". يحمل وائل شحيمي (15 عاماً) يده المصابة. استشهد عمه الخمسيني المريض بالقلب داخل المسجد جراء الصدمة. سمع وائل الانفجار الأول فهرع إلى المكان بحثاً عن والده لكن الانفجار الثاني كان أسرع فأصاب يده.


في عام 2006 قصف العدوان الاسرائيلي على لبنان مبنى بلدية برج البراجنة وبقيت المنطقة آمنة حتى يوم أمس. كانت فقط تهتز على وقع الانفجارات الارهابية التي طاولت قبل عامين الضاحية. يسودها الحزن اليوم وهي تودع شهداءها وتستجمع قواها لتقف من جديد، أما الحذر فسيّد الموقف لأن زمن التفجيرات عاد ليطلّ برأسه ليلة أمس.


[email protected] 


Twitter: @ildaghssain

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم