عن عادل ترمس الذي منع الانتحاري من دخول الحسينية

تخطّى #عادل_اكرم_ترمس مفهوم الشهادة العادي... سار بإرادة وتصميم نحو مصيره، نحو الموت الذي اراده انتحاري ظنّا منه انّه كلّما ازداد عدد "ضحاياه" علت مرتبته في "جنّة" أُوهم بها وصدّقها... عشرات الشهداء الابرياء سالت دماؤهم ضريبة لصراعات وحروب، اندمجت مع دماء ترمس الذي تصدّى للانتحاري الثاني الذي اراد الدخول الى الجامع، أمسك به لريبة في شكله وتصرّفه ودفعه، فانفجرا سويا قبيل حصول مجزرة أخرى. ترك ترمس ابنته ذات الاعوام الستّة في الجامع وخرج لمصيره، علما ان زوجته اتّصلت به للاطمئنان إليه بعيد الانفجار الأوّل، وكان الاتصال الأخير بعائلته... ترك أرملته وطفليه (عمر ابنته ونصف السنة) ليعود أشلاء نثرها حقد أعمى بعد ظهر اليوم الى مسقطه بلدة طلّوسة التي اتّشحت بالسواد حدادا على "شهيد بطل" كما وصفه أهل بلدته. لافتات غطّت معظم شوارع البلدة فيما غصّ منزل عائلته بالمعزّين، والكلّ يتبادل صوره مع عائلته واللحظات الأخيرة قبيل استشهاده في الجامع حيث كان يصلّي.

جدّته الحزينة خذلها الكلام ولكن قالت: هنيئا له الشهادة، فقد أنقذ المئات ممّن كانوا في الجامع". اما رئيس البلدية محمد ترمس فقد ذكر ان اكّد انّه رغم فظاعة ما جرى فأبناء المنطقة اعتادوا الشهادة وهم دوما جاهزون للتصدّي للارهاب واعداء الانسانية ومحاربته".