اشترِك في نشرتنا الإخبارية
... أما تلك المرأة التي تطمح الى دخول صالات البرلمان ومجلس الوزراء لا تحمل من عناوينها الشهية إلا العناوين، فهي لا تنفّذ أحلاماً ملونة طالعة من جوارير سلطة تشريعية لا تشرِّع... تلك المرأة الطموحة في لبنان على مرّ تاريخه الحديث حيث الرجل الاقطاعي ابن الاقطاع النابت من كل مناطق وطن أصابته عين أهل الاقطاع المذهبيين فأيبسته... تلك المرأة التي تنزل الى شوارع العاصمة تطالب بحقوقها في ألف شيء وشيء، نزلت بالأمس القريب كما الحراك المدني، كما أهل سلسلة الرتب والرواتب، وكما، وكما، تطالب بحقها السليب في منح جنسيتها اللبنانية لأطفالها لو هي متزوجة من أجنبي.
وممنوع ان يحمل طفل وُلد في لبنان من أم لبنانية جنسية أمه، وخصوصاً اذا كان والده فلسطينياً، سنّياً، لجأ الى لبنان يوم خدعه العرب أجمعين بقيادة إسرائيل قائلين له: اخرج لأسبوع او لأسبوعين فقط لنحلّ معضلة هذا الاحتلال الغاشم، ثم تعود. وخرج حاملاً معه مفتاح بيته، كل ما بقي له من فلسطين، بقي منها اليوم مسجد أقصى، محور ما يشغل بال أصحاب الحق الضائع، المتقلّص مع مرور الزمن الى زوال.
ويبدو ان المرأة العربية التي ولدت في أمة عربية مقطعة الأوصال، مفتّتة الى قبائل مذهبية نائمة، وتصحو متى تدعو الحاجة لتتقاتل وتهدم ما بنَت. هذه المرأة تنافس الرجل في شتى الميادين إذ هي مثقفة، خريجة جامعات ومديرة مدارس وجامعات وشركات، إلا أنها مقموعة ذكورياً منذ بدء نشوء هذه الأمة، وبعد نشوء الأديان وانتشارها.
ستظلّ المرأة اللبنانية تطالب بحقها في منح جنسيتها لأولادها، وستظلّ الزبالة تغطي كل مساحات لبنان لأن فساد بلديات لبنان يتفوّق على فساد كل مؤسسات الدولة المهترئة براً وبحراً وجواً، وسنظلّ بلا رئيس للجمهورية، وليتنا كنا بلا مجلس تشريعي غير شرعي، وبلا مجلس تنفيذي عاجز، وبلا مراجع مذهبية، روحية، مع كل احترامنا للروح البشرية علّها تستفيق على نظام كوني تتساوى فيه طاقَتا الرجل والمرأة، الذكر والأنثى، الثنائية التي تشمل كل كائنات الكوكب، فلا تعود أدياننا بفَهمنا المتحجّر لها، تتحكّم بمصائرنا التي يتحكّم بها أقوياء غرب الكوكب مستغلاً عصبية انتمائنا "الروحي" بينما أرواحنا هاجعة، لا انتماء لها.
نحن متخلّفون، أهل سلطة وشعباً، فأهل السلطة عبيد مصالحهم الخاصة، والشعب النقّاق يحاول عبثاً الحصول على بعض حقوقه، فيقف بينه وبينها "مذهبه" الذي يحارب من أجله ويُقتل، وينتخب "مذهبياً" من يمثّله في مؤسسات دولة صفراء سقطت مع أصفر ورق الخريف.
