الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

روميو لحود : "بنت الجبل" لم يتبدّل فيها سوى الممثلين

نسرين الظواهرة
روميو لحود : "بنت الجبل" لم يتبدّل فيها سوى الممثلين
روميو لحود : "بنت الجبل" لم يتبدّل فيها سوى الممثلين
A+ A-

لم يكن الفنان الكبير روميو لحود بوارد العودة إلى المسرح بعد سنوات من الغياب، لكن وصية زوجته قبل رحيلها كانت أكبر من أي قرار، والوفاء بالوعد أصبح واجباً. العام الماضي عندما التزم عودة المسرح الغنائي، لم يرد العودة بعمل قديم خوفاً من سماع جملة "ما عندو شي جديد يقدمو؟" فكانت "طريق الشمس" التي استمرت نحو ثلاثة أشهر.


حلم روميو لحود في إعادة إحدى مسرحياته القديمة ظلّ يراوده، لذلك أجرى استفتاء بواسطة إحدى أهم الشركات عن العمل المسرحي القديم الذي يرغب المشاهد في متابعته من جديد، فاحتلت مسرحية "بنت الجبل" الصدارة.
"بنت الجبل" عمل مسرحي من كتابة جورج برنارد شو بعنوان Pygmalion تم تنفيذها للمرة الأولى عام 1913. لحود لبنن القصة وقدمها عام 1977 من بطولة سلوى القطريب وأنطوان كرباج وماغي بدوي والياس والياس وغيرهم... ثم قدمت المسرحية ثانية عام 1988 مع الأبطال أنفسهم.
اليوم تعود "بنت الجبل" للمرة الثالثة إنما بشخصيات جديدة: ألين لحود في دور الراحلة سلوى القطريب، وبديع أبو شقرا في دور أنطوان كرباج، وغبريال يمين في دور الياس الياس. في وقت تقدم الممثلة ماغي بدوي الدور للمرة الثالثة. بالإضافة إلى نخبة من الممثلين الشباب نذكر منهم عصام مرعب وماريلين حكيم وغيرهما...
أهمية مسرحية "بنت الجبل" تكمن في الرسالة التي تحملها، وكون التاريخ يعيد نفسه، تتحول هذه القصة برأي لحود إلى رواية صالحة لكل زمان ومكان. أحداث "بنت الجبل" تدور ما قبل المسيح عن كاتب كبير يلتقي بائعة زهور ويقرّر أن يحولها خلال ثلاثة أشهر إلى امرأة مثقفة... وهنا تبدأ رحلة من نوع آخر تعكس فكرة انسلاخ المرء عن بيئته.
في النسخة الثالثة يقول لحود: "لم أبدّل حرفاً في نص المسرحية أو أغانيها". ويؤكد أن هذا العمل أصبح من أساس المسرح الغنائي اللبناني ويُفرحه كيف يتم تعليمها للطلاب في مختلف المدارس اللبنانية.
"بنت الجبل" 2015 إنتاجياً أضخم من النسختين الأولى والثانية بغية نيل إعجاب جيل اليوم من الشباب، إضافة إلى الأجيال التي تابعت العروض الأولى. برأيه ليس سهلاً إرضاء فئتين من الجمهور "اشتغلنا كتير على الديكور والملابس وتصميم الرقص"... يعترف لحود أن العمل أتعبه وخصوصاً أن الترميم وبناء الديكور استغرق نحو عامين. "صحيح ما عندي القوة اللي كانت بالسابق بس عندي شوية حماس ولبنان عايز شوية وفا... وأحسن من القعدة بالبيت اللي بتخليني فكر بالناس اللي خسرتن".
ما الذي شجعه على تقديمها من جديد والوضع العام لا يشجع؟ يجيب بإنفعال: "كل عمري لحالي ما بدق باب حدا وما نطرت سبونسر أو بنك، ولهاللحظة أعمالي من إنتاجي ومكفّا". ويتابع: "في الحرب قدمت 13 مسرحية وكنا نواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى المسرح... واستمرينا. معوّد إهجم... على اللبنانيين أن يقوموا بواجباتهم، ما فينا نتخبى، لبنان بيروح... من غير شي معظم شبابنا سافروا".
وهل الجمهور تغير بين الأمس واليوم؟ يجيب بحرقة: "كتير تغير المشاهد... جمهور الأمس كان أقرب إلى الثقافة في وقت جمهور اليوم أقرب إلى التكنولوجيا والكومبيوتر. معن حق يمكن أهين من الثقافة... وصارو بفضلو النايت كلوب والأركيلة شو بدّون بالمسرح"... برأيه يجب أن نحافظ على ثقافة المسرح في المدارس وفي النظام التربوي لأن المسرح هو الحياة وهو واجهة البلد وخصوصاً أننا نقدم مستوى عاليا من حيث المضمون والإنتاج. "المسرح محرز كتير لأن مستوى شغلنا بيرفع الراس". المشكلة برأيه هي عددنا القليل الأمر الذي يمنعنا من الإستمرار شهورا طويلة.
روميو لحود أعاد بناء "مسرح الفنون" في المعاملتين وترميمه واستثمره لثلاث سنوات ويرغب في تحويله إلى حضن كبير يستقبل الفرق اللبنانية التي يمكن أن تقدم أعمالاً إستعراضية ومسرحية على مستوى عال من الجودة. ويستطرد فيروي كيف أسسس مهرجان "جبيل" بغية تقديم مهرجان كبير يليق بمستقبل لبنان، وهو معترض على طريقة استمراره لليوم، في وقت كان توجهه مختلفاً "بسيطة مع إنو كنت بفضل يكفّي بنفس الروحية اللي بلشنا فيا".
حلم روميو لحود الكبير استمرار مسرحه، وتنفيذ عمل مسرحي ضخم لا يزال على الورق بخطوطه الرئيسية. كما يتمنى عودة العز إلى المسرح اللبناني الذي عاش قبل الحرب فترة ذهبية في مستوى الأعمال الضخمة التي كانت تُقدم على مسرح كازينو لبنان، والتي كانت توازي الأعمال العالمية على المستويات كافة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم