الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"بالعكس 2" لجان ماري رياشي: مايسترو واحد في تنويع غني وايغليزياس بالإيقاع الشرقي

المصدر: "دليل النهار"
يوليوس هاشم
"بالعكس 2" لجان ماري رياشي: مايسترو واحد في تنويع غني وايغليزياس بالإيقاع الشرقي
"بالعكس 2" لجان ماري رياشي: مايسترو واحد في تنويع غني وايغليزياس بالإيقاع الشرقي
A+ A-

عام 2006 قرّر الملحّن والموزّع الموسيقي جان ماري رياشي إصدار ألبومٍ يحمل توقيعه، لكنّ مشروعه لم يبصر النور قبل عام 2009، وشهدنا على ولادة "بالعكس". اليوم، بعد مرور نحو ستّ سنوات على الألبوم الأول أصدر رياشي "بالعكس 2".
سبع أغانٍ وسبع مقطوعاتٍ موسيقية تجتمع في ألبومٍ واحد، قاسمها المشترك: مزيج مميّز بين الآلات الشرقية والغربية.
منذ اللحظة الأولى والأغنية الأولى يجد المُستمع نفسه مندهشاً. خوليو إيغليسياس يغنّي أغنيته الشهيرة Je n'ai pas changé على وقع أنغام شرقية. الحنين الذي يظهر لمجرّد سماع هذه الأغنية يذهب إلى أبعد درجاته مع ناي رياشي وكمانه.


لا يكاد الحنين يُطفئ جمراته، حتى تأتي المقطوعة التالية لتزيح الرماد وتشعل النار من جديد. "تفتا هندي" بإيقاع سريع والكثير من الآلات التي نشعر بأنّ الواحدة تمسك يد الأخرى وترقص جميعها في دائرةٍ تجعلنا نشعر بالرغبة في الإنضمام إليها.
ننتقل بعدها إلى أغنية جديدة، طريفة، عنوانها "رايح ع دُبي". جان ماري رياشي هو مَن يغنّيها بنفسه، صوته أقرب إلى شخصٍ يتحدّث عبر الهاتف كأنّه يودّع أهله وأصدقاءه قبل السفر. ورغم أنّ اللحن سهل الحفظ، والتوزيع جميل وقريب من السمع، إلّا أنّ كلمات الأغنية لا تُعَدُّ من أجمل ما كتب نزار فرنسيس، حتّى لو أخذنا في الاعتبار أنّ الهدف منها نقدي ساخر.


صوت صلاح نصر acapella في "تقيلة" يلفتنا، قبل أن يسحرنا صوت عبير نعمة في أغنية "هالأسمر". وتكمل يارا مهمة سحر سمعنا في أغنية "عليّ الحَق" التي نعتقد بأنّها ستحظى بإنتشار واسع عند الجمهور. هنا ينجح نزار فرنسيس في كتابة كلمات جميلة على لحن الأوبرا الشهيرة Carmen للمؤلّف الموسيقي الفرنسي Georges Bizet، مع أنّ عبارة "مع إنّك صرت، ما شالله كبرت" (بدلاً من: ما شالله كبير) كانت تحتاج إلى المزيد من الجهد لإيجاد صيغةٍ مناسبة أكثر، عندها كانت الكلمات ستظهر من دون "إنّ".


The swinging Mozart هي المقطوعة التي ستكفل أنّ المستمعين سيتمايلون وهم يتمتّعون بها. المقطوعة التي تستند إلى موسيقى موزار الشهيرة Symphony Nº 40، والتي يعرفها اللبنانيون جيّداً من خلال أغنية "يا أنا يا أنا" لفيروز، وزّعها جان ماري بأسلوب عصري مبتكر.
عاصي الحلّاني يتّصل بنا من خلال صوته، على رغم أنّه في الأغنية يتّصل بـ"دوللي"! Hello Dolly للويس أرمسترونغ يغنّيها الحلّاني فنشعر بخفّة دمٍ في صوته وفي كلمات نزار فرنسيس. التوزيع حافظ كثيراً على روحية الأغنية الأصلية، مع لمسات رياشي الخاصّة.


ختام الألبوم، كما بدايته، مع نجمٍ عالمي هو John Legend الذي يغنّي بتوزيعٍ شرقيّ، "رياشيّ"، أغنيته الناجحة All of me.
لا نستغرب تمكّن جان ماري رياشي من إقناع النجمين العالميين بالمشاركة معه، فاللمسات التي أضافها إلى ألحان أغنيتيهما قادرة على "إجبارهما" على الموافقة سريعاً. ويبدو أنّ هذا ما حصل بالفعل، فخوليو وافق سريعاً على الغناء، وجون ذهب إلى دعوة رياشي للعزف معه في مهرجان دبي.
بين الموسيقيين الذين نقرأ أسماءهم على الغلاف المميّز للألبوم، نجد الكثير من الأجانب. جان ماري رياشي الذي جذب فنانين عالميين للمشاركة معه، والذي حوّل ألحانٍ أجنبية عالمية معروفة إلى ألحانٍ تحمل نكهة عربية بتوقيعٍ لبناني، كنّا نتمنّى لو أنّه بحث أكثر عن مواهب لبنانية، عندها لكان سار مئة في المئة في طريق مختلف عن الباقين... لكان سار "بالعكس"!


أخيراً، ليس لنا إلّا أن نتمنّى ألا يتأخّر الألبوم اللاحق سنواتٍ طويلة قبل أن يبصر النور، فكلّما زاد هذا النوع من الأعمال يصبح هو الأساس، ويصبح الآخرون بالعكس، بالعكس، بالعكس!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم