الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لبنانيون في أسوج بين قرار تسفيرهم والمصير مجهول أسّسوا مصالح ودفعوا الضرائب... والإقامة مُنحت للسوريين!

مرجعيون – رونيت ضاهر
لبنانيون في أسوج بين قرار تسفيرهم والمصير مجهول أسّسوا مصالح ودفعوا الضرائب... والإقامة مُنحت للسوريين!
لبنانيون في أسوج بين قرار تسفيرهم والمصير مجهول أسّسوا مصالح ودفعوا الضرائب... والإقامة مُنحت للسوريين!
A+ A-

من صراعات لبنان ونزاعاته ومن حروب عبثية ومستقبل مجهول، هرب مئات اللبنانيين الى أسوج البلد الاسكندنافي المسالم الذي فتح أبوابه منذ عشرات السنين أمام اللاجئين فرأوا فيه ملاذاً آمناً و"غربة دافئة"، تكفل لهم حياة كريمة ومستقبلاً أفضل...


نشدوا الأمان في بلد يحترم حقوق الإنسان أيّا تكن هويّته او انتماؤه او طائفته، وحلموا بجنسية تضمن لهم وجوداً قانونياً وإنسانياً، الا ان شظايا حرب "الجارة" طاولتهم في غربتهم بعدما طاولت ذويهم في لبنان. فتدفُّق آلاف اللاجئين السوريين الى أسوج، دفع سلطاتها الى الانحياز غير العادل الى عائلات ستعيش عالة على الدولة، في حين أن مئات العائلات اللبنانية التي استقرّت هناك منذ اكثر من عشرة اعوام، أسّست مصالح خاصة وتدفع ما عليها من ضرائب، في انتظار نيل اقامة لم تحصل عليها حتى اليوم! هكذا نالت آلاف العائلات السورية اللاجئة، الاقامة فور وصولها الى البلاد، بينما قررت السلطات الأسوجية طرد العائلات اللبنانية التي لم تحصل على الاقامة، وتسفيرها بعد "تواطئها" مع السلطات اللبنانية المختصة بتسهيل استحصالها على جوازات سفر لهولاء اللبنانيين، مما يطرح مسألة انسانية ملحة حول الاطفال الذين وُلدوا هناك، والذين تأقلموا في مدارس أسوجية، وعائلاتهم التي بنت لها اشغالا خاصة وتلتزم القوانين ولا تريد العودة الى "وطنها الأم" لأن الوضع فيه غير مستقرّ سياسياً وأمنياً واقتصادياً...
تواطؤ الدولتين اوقع عشرات العائلات "ضحية" تنتظر الساعة الصفر لإيصالها عنوة الى المطار وارسالها الى لبنان، فهل قرار الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية التساهل مع السلطات الأسوجية بذريعة ان الوضع آمن، ويمكن استعادة اللبنانيين في مقابل "تصدير" السوريين، مبني على دراسات منطقية، ام انّه قرار عبثي اتُخذ في لحظة "مواطنة" ظاهرها شعارات برّاقة باستعادة ابناء الوطن المغتربين؟
"النهار" اتصلت بعدد من اللبنانيين المقيمين في منطقة بوروس التي يسكنها نحو ثمانين لبنانيا وقد ألّفوا أخيراً لجنة متابعة، وكان تعليقهم على هذا القرار أنّ "السوريين يأخذون حقوقنا. نحن أسّسنا وندفع الضرائب، وها هم يحصلون على أموال هذه الضرائب من دون تعب او عمل، انطلاقا من حقّ اللجوء الذي منحته لهم مملكة أسوج. لا نطالب بمساواتنا بهم في المساعدات المالية، لأنّنا نعمل وأوضاعنا الاقتصادية جيّدة، ولكن نطالب بالمساواة في منح الاقامة".
25 عائلة هي أوّل الغيث، قرار تسفيرها اتُخذ وسيوضع حيّز التنفيذ بعد مدّة، على ان تتبعها عائلات أخرى مضت على اقامتها أعوام طويلة. وقالت رئيسة قسم بوروس الكتائبي كارمن لطفي عبد الاحد في اتّصال مع "النهار"، أنّ حماستها للموضوع "تنبع من منطلق انساني، بسبب غياب اهتمام المرجعيات بهذه القضية التي تعرّض مصير مئات العائلات اللبنانية للمجهول". وأشارت الى ان هذه العائلات "قرّرت رفع الصوت عاليا وطرح قضيّتها في الاعلام علّها تلقى آذانا صاغية، كما ستطرحه مع السفير في أسوج وسائر الدول الاسكندينافية علي عجمي في لقاء مع الجالية يُعقد (اليوم)".
لن يكون لقاء السفير اللبناني الخطوة الوحيدة في مسار التحرّك الذي بدأته هذه العائلات، إذ إنها ستصعّد احتجاجها علناً، عبر مسيرات سلمية واعتصامات امام الدوائر الرسمية الأسوجية بمشاركة مواطنين أسوجيين يدعمون قضيّتها، لأنّهم خبروا مدى احترام اللبنانيين للقوانين في المجتمع الأسوجي، فهل تؤتي هذه التحرّكات ثمارها؟

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم