الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

التقارير الوطنيّة لوزارة البيئة أرقامها مغلوطة؟

باسكال عازار
التقارير الوطنيّة لوزارة البيئة أرقامها مغلوطة؟
التقارير الوطنيّة لوزارة البيئة أرقامها مغلوطة؟
A+ A-

أصدرت وزارة البيئة الخميس الفائت تقريرها الوطني الخامس للتنوع البيولوجي الذي أعدته بالتعاون مع "مرفق البيئة العالمي" وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركة الأرض، تعلن فيه أن لبنان يضمّ 21,7% من التنوع البيولوجي في العالم، أي ما يعادل 9116 نوعاً من الكائنات النباتيّة، فيما مياهه تمثّل أقل من 1 % من سطح المحيطات وتضم ما يقارب 6 % من الكائنات البحريّة. تلقفت وسائل الإعلام الخبر باهتمام، فنشرته إذ رأت فيه بقعة ضوء وسط أزمات الموت الصحّي والبيئي التي يمرّ فيها البلد. ولا يلام في ذلك الا الوزارة حتماً على نشر تقارير بأرقام مغلوطة.
يبدو التأكيد الذي خلص إليه البيان الصحافي الذي وزعته الوزارة على وسائل الإعلام استفزازياً نوعاً ما، إذ يشير إلى أن "التغييرات الرئيسية التي طالت إدارة التنوع البيولوجي على المستوى الوطني منذ إعداد التقرير الوطني الرابع في تموز 2009 ساهمت في الحفاظ على التنوع في لبنان من خلال تطبيق استراتيجيات متنوعة وبرامج ومشاريع تهتم بإدارة التنوع البيولوجي وحمايته، وتخفف المخاطر عليه وتحدد قيمته الاقتصاديّة". وفات البيان الصادر عن الوزارة ذكر أطنان النفايات التي أطاحت كل جهود الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي.
ووصفت رئيسة التحرير التنفيذية لمجلة "البيئة والتنمية" راغدة حداد تقرير وزارة البيئة بـ"الفضيحة المعيبة، فتقرير بهذا الحجم وصادر عن مؤسسة رسمية بموقع وزارة البيئة يجب أن يكون أكثر دقة، فالأرقام مبالغة". وأوضحت أن "لبنان، الصغير بمساحته، يضمّ وفق التقرير الذي أصدرته وزارة البيئة 21.7% من التنوع البيولوجي. إذا كانت أرقام هذا التقرير صحيحة، فإن ذلك يعني أن في العالم نحو 45 ألف نوع من النباتات والحيوانات أي ما يعادل خمس التنوع البيولوجي العالمي. لكن ذلك غير صحيح، وفي وسع أي مستخدم للإنترنت أن يكتشف ذلك بكبسة زر، على مواقع المنظمات المعنية بالتنوع البيولوجي وعلى مواقع علمية أخرى كثيرة".
وأضافت: "لا أشكك في أن لبنان غني جداً بتنوعه البيولوجي، كما لا أشكك في عدد الأنواع التي ذكرها تقرير وزارة البيئة. ففي لبنان أنواع نباتية وحيوانية من النادر أن تكون موجودة في مساحة صغيرة مثل مساحة لبنان، المتنوع بساحله وسهوله وجباله العالية، وهو يتحفنا بنظام إيكولوجي مختلف كلما ارتفعنا 500 متر. لكن أعداد الأنواع الحية المسجلة ليست نهائية، لأن إحصاءها يحتاج إلى باحثين يكرس الواحد منهم كامل حياته لصنف واحد منها، وهذا ما لم يحصل إلا في حالات معدودة. لذلك إذا كان لبنان يضم 21.7% من التنوع البيولوجي في العالم كما يقول التقرير، فهذا يعني أن فيه نحو مليوني نوع من الحيوانات والنباتات، لأن العالم بأكمله يضمّ 8 ملايين نوع".
وختمت حداد: "خطورة الموضوع لا تقف عند مجرد خطأ حسابي، فالخطأ الحسابي ممنوع في دراسة تعدّها وزارة بحجم وزارة البيئة ويطرح تساؤلاً حول نوعية الخبراء الذين يضعون هذه الدراسات والاستراتيجيات المهمة المتعلقة بملفات مصيرية، خصوصاً أن هذه البرامج تكلف أموالاً طائلة، فيما يعمل فيها هواة يدّعون أنهم خبراء، وهذا لا يجوز".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم