الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أردوغان "وحيداً في القيادة"... فهل يفقد الأمل؟

المصدر: "أ ف ب"
أردوغان "وحيداً في القيادة"... فهل يفقد الأمل؟
أردوغان "وحيداً في القيادة"... فهل يفقد الأمل؟
A+ A-

بعد خسارته في انتخابات السابع من حزيران، التي وصفت "ببداية النهاية" بالنسبة اليه، يأمل الرئيس التركي رجب طيب #اردوغان، من خلال دعوته الناخبين الى اقتراع جديد، في تكريس سلطته الكاملة على البلاد، لكنه يواجه مجدداً احتمال أن يضطر إلى تقاسمها.


وتجمع استطلاعات الرأي التي نشرت عشية الانتخابات التشريعية المبكرة، على ان الاتراك سيكررون على الارجح موقفهم الذي عبروا عنه في حزيران، على الرغم من التوتر الناجم عن تفجيري انقرة واستئناف النزاع الكردي.


قبل خمسة اشهر، جاء حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ، الذي يقوده اردوغان، في الطليعة، بحصوله على 40,6 في المئة من الاصوات. لكنه خسر الاغلبية المطلقة التي كان يحظى بها منذ 13 سنة في البرلمان.


وشكلت هذه النتيجة نكسة لرجل تركيا القوي وحدت من طموحه في امتلاك صلاحيات رئاسية "فائقة".
وبعيدا من الاعتراف بهزيمته، سعى اردوغان في الاسابيع التي تلت الاقتراع الى تخريب المفاوضات لتشكيل ائتلاف. وبعدما لاحظ فشلها، دعا الى انتخابات جديدة على أمل "استعادة قوته".


وقال الباحث في مؤسسة كارنيغي – اوروبا، مارك بييريني، إنّ "الرئاسة التنفيذية التي دافع عنها رئيس الدولة رفضت في حزيران".
واضاف "اذا جاءت النتيجة مماثلة الاحد، فان اوروبا تأمل في ان تخرج تركيا من هذه الفترة الانتقالية التي ليست جيدة للبلاد، عبر تشكيل حكومة ائتلاف".
لكن اردوغان لا يريد، على ما يبدو، الاكتفاء بتعايش "على الطريقة التركية".
وخلافا لما جرى في بداية الصيف، تخلى رئيس الدولة عن الاجتماعات العامة اليومية التي يطالب فيها بلا لبس وخلافا لنص وروح الدستور، باغلبية 400 نائب لتعزيز صلاحياته.


وقال سنان اولغن من مركز الدراسات حول الاقتصاد والسياسة الخارجية في اسطنبول انه "غير التكتيك". واضاف أنّ "استطلاعات الرأي كشفت ان تدخله خلال الحملة في حزيران اضرّ بحزب العدالة والتنمية".
وتابع اولغن انه "تكيّف مع الشكل لكن طموحه لم يتغير".


إلّا أنّ اردوغان الذي بالكاد نجح في الالتزام ببعض التحفظ، يواصل، في كل ظهور علني له، التعبير عن رغبته في الاحتفاظ بمقاليد السلطة.


"وحيدا في القيادة"


وقال اردوغان أخيراً: "لم اصل الى هذا المكان لانني سقطت من السماء". واضاف "كنت رئيسا للوزراء لاحد عشر عاما ونصف العام. هناك مشاريع قيد التنفيذ ومن واجبنا متابعتها".
في الجوهر، لم يعط اردوغان اي اشارة تهدئة الى الذين ينتقدون نزعته التسلطية، واكبر دليل على ذلك مداهمة الشرطة محطتين تلفزيونيتين قريبتين من المعارضة.
ومع استئناف المعارك بين قوات الامن التركية و #الاكراد في تموز، والهجوم الانتحاري الذي أسفر عن سقوط اكثر من مئة قتيلٍ قبل اسبوعين في انقرة، قدّم اردوغان نفسه على انه الضامن لوحدة البلاد وأمنها، على أمل كسب تأييد الناخبين القوميين.
وقال الصحافي قدري غورسيل، كاتب الافتتاحيات الذي طردته صحيفة ميلييت أخيراً، "الدماء تسيل في تركيا واردوغان يحاول استغلال اجواء التوتر هذه بدفع البلاد الى الاختيار بين الفوضى والنظام".


واضاف "لكن هناك احتمالا ضئيلا بأن تسمح له هذه الاستراتيجية باستعادة الاغلبية المطلقة"، مشيراً الى أن "الاستقطاب يسود المجتمع التركي الى درجة أنّ احتمال تبدل التوازنات السياسية الكبرى ضئيل جدا".


وترجّح استطلاعات الرأي أن يحصل حزب العدالة والتنمية على ما بين 41 و43 في المئة من الاصوات اي بعيدا من العتبة التي تسمح له بالحكم بمفرده.
ويخشى البعض في ظل ذلك، ان تجد البلاد نفسها مساء الاول من تشرين الثاني، في الوضع نفسه الذي يتسم بالجمود والتوتر والذي ساد بعد انتخابات حزيران الماضي.


وتوقع سنان اولغن ان "تكون المفاوضات لتشكيل تحالف اكثر تعقيدا". واضاف "اذا فشل حزب العدالة والتنمية في استعادة الاغلبية المطلقة بفارق طفيف، فقد يفكر اردوغان بالدعوة الى انتخابات للمرة الثالثة".


وتساءل كاتب الافتتاحية مراد يتكين في صحيفة حرييت "ديلي نيوز": "هل سيقبل باردوغان بأنّ تفلت منه السلطة". واضاف ان "رده (...) سيسمح بالحكم على نوعية الديموقراطية في تركيا".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم