الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وزير الخارجية المجري لـ"النهار": اللاجئون "مهاجرون اقتصاديون" تعديل موازنة الاتحاد الأوروبي يسمح بدعم الدول المحتاجة

ريتا صفير
وزير الخارجية المجري لـ"النهار": اللاجئون "مهاجرون اقتصاديون" تعديل موازنة الاتحاد الأوروبي يسمح بدعم الدول المحتاجة
وزير الخارجية المجري لـ"النهار": اللاجئون "مهاجرون اقتصاديون" تعديل موازنة الاتحاد الأوروبي يسمح بدعم الدول المحتاجة
A+ A-

فيما كانت بيروت تتلقى دعوة رسمية لحضور مؤتمر فيينا على خلفية أزمة اللاجئين، كان وزير الخارجية والتجارة المجري بيتر سيارتو يجول على المسؤولين مبديا اهتمام بلاده بدعم لبنان في المحنة التي يواجهها. ووسط الخلافات التي تقوّض خطة المفوضية الاوروبية لادارة اللجوء، بلور سيارتو موقف بلاده الداعي الى تمييز واضح بين "اللاجئ" وبين "المهاجر لأسباب اقتصادية"، مؤكدا ان 390 الف مهاجر غير شرعي دخلوا المجر هذا العام "ويجدر بنا تطبيق قوانين دولية مختلفة على اللاجئين". تحدث سيارتو الى "النهار" في فندق فينيسيا، على هامش زيارته الخاطفة الى بيروت امس، فكان معه الحوار الآتي:


¶ كيف تنوي المجر دعم لبنان في ازمة اللجوء، علما ان 710 آلاف لاجئ دخلوا الاتحاد الاوروبي اخيرا من المنطقة؟
- نواجه اكثر التحديات جدية منذ قيام الاتحاد الاوروبي. المشكلة هي ان لا توافق في اوروبا على الموضوع. يتحدث كثر عن ازمة لاجئين، وهذه ليست الحالة. انها ازمة هجرة جماعية. يجب ان يحصل تمييز واضح بين اللاجئ وبين المهاجر لاسباب اقتصادية. من هنا، علينا معاملة المهاجر الاقتصادي بطريقة مختلفة. نتفهم انه يفترض ان يكون لاوروبا رد مشترك على الازمة، انما لسوء الحظ، هذه ليست الحالة اليوم. للمجر مقاربة مزدوجة، اذ يجب ان نعود اولا الى ضبط الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي، وهذا لم يحصل حتى الان. اما العامل الثاني، فمفاده انه يجب ان ندعم الدول التي تتحمل عبئا هائلا.
¶ كيف تنوون ترجمة هذا الدعم في شكل عملي، علما ان بروكسيل استضافت الاحد لقاء لـ12 رئيساً اوروبياً لهذه الغاية؟
- هناك مسألتان اساسيتان لم يحرز فيهما اي تقدم. الاولى تشمل استعادة القدرة على ضبط الحدود الخارجية. فهناك تدفق للاجئين عبر اليونان لا يخضع للسيطرة. اما الأمر الثاني، فيتناول ضرورة التوصل الى اتفاق مع الدول التي تتحمل عبئاً كبيراً، كتركيا ولبنان والاردن وكردستان. يتحمل لبنان عبئا هائلا باحتضانه مليوني لاجئ (1,5 مليون لاجئ من سوريا و500 الف لاجئ فلسطيني). نتفهم انه، لو لم تتحمل هذه الدول هذا العبء الهائل، لكانت اوروبا واجهت تحديات اكثر جدية على مستوى الهجرة.
¶ قرأنا عن قيام صندوق ائتماني بقيمة مليار اورو لدعم الدول المتأثرة بالازمة، غير ان هذا الصندوق لم يبصر النور بعد؟
- قررت المجر اخيرا تخصيص 3 ملايين أورو للصندوق الائتماني "مادا" الذي يهدف الى توفير المساندة للبنان والاردن.
¶ لكنه رقم ضئيل مقارنة بالحاجات (خطة الاستجابة لدعم لبنان ممولة بنسبة 40 في المئة فقط)؟
- هذه مساهمة المجر فقط. على الاتحاد الاوروبي ان يأخذ على عاتقه تمويل مخيمات اللاجئين والتسهيلات المتعلقة بها في هذه الدول الاربع، وذلك اذا اردنا ألا تسمح هذه الدول للمهاجرين بالمغادرة في اتجاه اوروبا. علينا تقاسم الاعباء. تقدمنا باقتراح الى الاتحاد الاوروبي يقضي بأن نعدل موازنة الاتحاد، عبر خفض النفقات بنسبة واحد في المئة او زيادة المتوجبات المالية على الدول الاعضاء بنسبة واحد في المئة. وبذلك، سيكون لدينا ما بين 3 الى 6 مليارات أورو موارد إضافية، على ان نمنحها لهذه الدول.
¶ قلت ان اوروبا تواجه ازمة مهاجرين وليس ازمة لاجئين. هل يمكن ان توضح ذلك؟
- دخل الى المجر 390 الف مهاجر غير شرعي هذا العام، ولدينا خبرة واضحة مفادها ان معظم هؤلاء هم مهاجرون اقتصاديون. هناك طالبو لجوء، انما عندما يغادر احدهم من تركيا الى اليونان ومن ثم الى مقدونيا فصربيا فكرواتيا والمجر وسلوفينيا والنمسا، فهم بذلك لا يغادرون خوفا على ارواحهم. لهؤلاء الاشخاص دوافع مختلفة معظمها اقتصادي. انه طموح شرعي. واذا كان طموحهم كذلك، فلنسمّ الاشياء باسمائها. اذا كانوا مهاجرين اقتصاديين، فيجدر بنا تطبيق قوانين دولية مختلفة على اللاجئين.
¶ هل تسعى بذلك الى تبرير التدابير التي اتخذتها المجر سواء عبر استخدام القوة ضد اللاجئين او في بناء السياج الحدودي؟
- هناك تشريعات اوروبية مشتركة علينا ان نطبقها، سواء تعلق ذلك بنظام "شنغن" او "دبلن"، ومنها ان اجتياز الحدود يجب ان يتم عبر النقاط المحددة. غير ان تدفق الناس بدا غير مضبوط (10 آلاف يوميا) وهذا امر غير اعتيادي. من هنا، لم نجد حلا سوى بناء سياج على الحدود. لدينا 520 كيلومترا حدودا مع صربيا وكرواتيا، وقد اجتاحتها المجموعات المهاجرة. اما في شأن استخدام القوة، فقد حصل ذلك مرة واحدة، عندما تولت مجموعة من المهاجرين رمي حجارة واسمنت على الشرطة لساعات، وهذا امر غير طبيعي ومرفوض كليا وقد نجم عنه جرح 14 عنصراً من الشرطة المجرية.
¶ برر رئيس الوزراء المجري هذه التدابير باشارته الى ضرورة الحفاظ على الوجه المسيحي لاوروبا. ما تعليقك؟
- يحق للدول اتخاذ قرارات، ولا سيما اذا تعلقت بارادتها في ان تتقاسم حياتها مع مجموعة اخرى ذات حجم ملحوظ. اتخذت كل من فرنسا والمانيا قرارات خاطئة، عبر قرارهما تقاسم حياة المجتمعين الالماني والفرنسي مع مجموعة، ونحن نحترم هذه القرارات. لكننا نأمل في المقابل ان يحترم الآخرون قراراتنا.


[email protected] Twitter: @SfeirRita

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم