الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الشارات البيضاء في مواجهة وحول السياسة و"أمطار النفايات"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الشارات البيضاء في مواجهة وحول السياسة و"أمطار النفايات"
الشارات البيضاء في مواجهة وحول السياسة و"أمطار النفايات"
A+ A-

"حاول تبقى بالبيت، ما تنزل عالشغل او المدرسة او الجامعة، وإذا مضطر تضهر، لبوس قميص أبيض أو حط الشريط الأبيض، وين ما تروح، بالشغل، بالمدرسة عالطريق، عالسيارة، على البلكون ووين ما كان. خلينا نوصّل هالتحذير من كلّ اللبنانيين للطبقة السياسية، الكوليرا إجت! والخطر كبير... الشريط الأبيض، ليواجه تاريخن الأسود". دعوة أطلقتها حملة "طلعت ريحتكم" بعد غزو النفايات الطرق يوم الأحد الماضي، دعوة تمّت تلبيتها اليوم من قبل البعض، لتكون حلقة في مسلسل التحركات التي يشهدها لبنان منذ أزمة النفايات.


شارات بيضاء وزِّعت على مداخل بيروت وغيرها الكثير من المناطق، مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بصور متضامنين يضعونها حول معصمهم، تحرك صغير ضد أزمة كبيرة فهل سيؤدي الى نتيجة؟ ولماذا شارات بيضاء وليس أمرًا آخر؟


 


رسائل متعدّدة
الشارات البيضاء ترمز إلى عدة أمور"النظافة والسلمية. تهدف حملة طلعت ريحتكم من خلالها الى ان يرسل المواطنون رسالة إلى السلطة يقولون فيها إنهم متضامنون أحدهم مع الآخر في أزمة النفايات التي نغرق بها، هو إنذار سلمي للسلطة قبل ان نبدأ بالتصعيد السلمي"، بحسب ما قال الناشط في حملة "طلعت ريحتكم" عماد بزي لـ"النهار"، اليوم أشرطة بيضاء والخميس عند الساعة الخامسة مسيرة شموع من المتحف الى عين المريسة، وعلّق بزّي "نريد ان نقول بعد الصدام مع قوى الأمن في التظاهرة الأخيرة إننا سلميّون".


 


بين الخلاف والاختلاف
حتى الشارات لم توحّد الحملات، فاقتصرت الدعوة لارتدائها على حملة "طلعت ريحتكم"، ولفت بزي بعد أن أكد على ضرورة اعادة تركيز الخطاب وتشكيله بشكل جديد الى ان "كل الشعارات المطلبية التي ترفعها الحملات الأخرى محقّة، لكن يجب التركيز على أزمة النفايات قبل الانطلاق الى مواضيع أخرى"، في حين قال الناشط في حملة "بدنا نحاسب" علي رمضان: "نحن غير ملزمين بالشارات البيضاء، لكننا سندعو للمشاركة في التظاهرة غداً بقوة وفعالية وحماسة وتصميم حاملين الأعلام اللبنانية أو شارات بيضاء، المهم أن يكون عددنا كبيرًا وصوتنا هادرًا". وأضاف "هذا ليس خلافاً بل اختلافاً وتمايزاً، الخلاف ممنوع لكن الاختلاف مشروع وواجب، نحن كحملة نلعب دوراً توافقياً بالمطلق".


 


أزمة الحراك
هناك أزمة لدى السلطة وأزمة لدى مكونات الحراك بحسب رمضان، الذي شرح "لا نريد الاختباء خلف إصبعنا، لكن هذه الازمة يجب الا تجعلنا نيأس بل ان نجهد لإيجاد حلول لها. هناك من يفكر بإقامة ائتلاف لمجموعات الحراك. بالنسبة إلينا هذا حراك شعبي ولن ندخل بأي ائتلاف يحدّ من تمايز المجموعات الضروري، وهذا رأي "طلعت ريحتكم" كذلك. وهذا ما أدى الى خلاف بين المجموعات، ويجري العمل على حلّه. نحن نعتبر ان التنسيق يكون بالامور العامة على ان تحافظ كل مجموعة على خصوصيتها وتمايزها وأجندتها".


 



(عن صفحة "طلعت ريحتكم" على فايسبوك")


 


ماذا لو فشلت "الخطة"؟
ماذا لو فشلت خطة الوزير أكرم شهيب؟ عن ذلك أجاب الوزير السابق شربل نحاس الذي لعب دوراً في اجتماعات نسقت لخطى الحراك في محطات سابقة، بأنه وفي حال فشلت خطة شهيب فإن "مسؤولية البلديات والدولة أن تتصرف، وليس عمل من هم في الحراك ازالة النفايات".


وعلى السؤال عيه علق بزي قائلاً: "ليس عملنا ان نجد حلاًّ لأزمة النفايات، فهذا عمل السلطة. من يعرقل تطبيق خطة شهيب هي السلطة على الرغم من اتهامها لنا بتعطيلها"، مذكراً بما قاله الرئيس تمام سلام أنّ "ما يعرقل عقد الجلسة عدم وجود توافق سياسي عليها. ما معناه ان على المواطن اللبناني ان يعيش وسط النفايات حتى يتقاسم من هم في السلطة 6 و 6 مكرر". وهذا ما أكده الناشط في حملة "بدنا نحاسب" قائلاً: "خطة شهيب السيئة عطّلها من هم في السلطة، الذين لا يفكرون سوى طائفياً ومناطقياً".


 


غاية التصعيد
على الرغم من التهديد بانتشار الكوليرا والتيفؤيد لكن اللبنانيين المتحمسين للحراك ليسوا بالعدد الكبير" من الطبيعي ان يشهد حماس الجمهور هبوطًا وصعودًا، ويجب ألا ننسى أن معظم اللبنانيين يريدون نتيجة فورية. بينما هذه معركة ضد سلطة تماطل وتسوّف وتخترع حججاً، هذه المعركة يجب ان تُخاض حتى النهاية، اذ لم تعد حركة مطلبية بل قضية حياة او موت" قال بزي. من جانبه اعتبر نحاس أن "الأزمة ليست أزمة نفايات بل أزمة سلطة أمر واقع غير شرعية وفاشلة في ملف النفايات وكل الملفات"، وأضاف "التصعيد له غاية اساسية هي فرض انتخابات نيابية وفق قانون لا يأتي بمن هم الآن في السلطة كي نخرج البلد مما هي فيه".


 


في النهاية "نحن قادمون على كارثة بيئية في الاسبوع المقبل ولن يكون هناك خيار أمام الناس سوى النزول الى الشارع"، تصور ختم به رمضان كلامه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم