السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

غادة تقول غادة تفكّر

جمانة سلّوم حداد
غادة تقول غادة تفكّر
غادة تقول غادة تفكّر
A+ A-

الزمان: ليلة سبت.


المناسبة: غادة تؤدي "الواجب الزوجي" الأسبوعي مع زوجها وليد.


 


غادة تقول بدلال: بليز طفّي اللامبادير، قلبي! بتعرفني ما بقدر ركّز إلا بالعتمة...


غادة تفكّر: (غداً يوم شاق جداً. تـنقصنا أغراض كثيرة ويجب أن أذهب الى السوبرماركت. لحسـن الحظ أن المحال الكبرى باتت تـفتح ايام الآحاد، فلا مجال لكي أجد الوقت الكافي للقيام بتلك المهمّة في بحر الأسبوع. ماذا ينقصنا يا ربـّي؟ ليت شاندي تساعدني في كتابة اللائحة على الأقلّ! أقـسم أنّ دماغ هذه البنت لا يفرز الا خلال أيام عطلتها. دائما تـنتظر اللحظة الأخيرة لتقول لي انّ شامبو "المستر" قد نفد أو انّنا انقطعنا من البنّ).


 


غادة تقول بدلال: آي وليد، شوي شوي، حياتي...


غادة تفكّر: (حسناً فلأحاول أن أتخـّيل اللائحة في رأسي، وعند الصباح أدونـّها فور استيقاظي فلا أنسى منها شيئا. يلزمنا مسحوق غسيل، وبعض المعلّـبات. البرّاد شبه خال من الأجبان والألبان لسندويشات الولدين. عليَّ أن أمرّ بجناح الفواكه والخضر أيضا. لن أطبخ طبعاً، بل سنخرج. أو ربما أعدّ البفتيك والسلَطة اذا كنتُ في مزاج مناسب. على سيرة البفتيك، أترانا نحتاج الى اللحوم، أم لا تزال لدينا كمية كافية في الثلاجة؟ لا بأس، سأتحقق من الأمر قبل خروجي).


 


غادة تقول بدلال:- إي سترينغ جديد، اشتريتو مبارح. عجبك، حبيبي؟ 


غادة تفكّر: (أشعر بصداع رهيب. آمل أن ينتهي المحروس بسرعة كي أنام باكراً. آه تذكّرت، عليَّ أن أشتري للمعلمات هدايا في مناسبة عيد المعلم الأسبوع المقبل. معاش وليد لم يعد يكفي لكل هذه المتطلبات، وانا لا استطيع ان اجازف بالنزول الى سوق العمل. ماذا تقول صديقاتي عني؟ الحالة الإقتصادية في هذا البلد تتراجع أكثر فأكثر يوما بعد يوم. صحيح أنني اكره السياسة لكنّي أتابع "نهاركم سعيد" و"عالم الصباح" بانتظام ولا أترك عدداً من مجلة "ليالينا" يفوتني، لذلك يمكنني القول إني إنسانة مطلعة ومثقفة. والمعرفة ثقل على كاهلنا نحن المثقفين اذ انها تحمّلنا هموما فوق همومنا، فلا تـنفك التساؤلات المصيرية تراودني نهارا وليلا: ترى، هل يحلّ السلام أخيرا في الشرق الأوسط؟ ترى، هل يرجع لبنان في احد الأيام الى سابق عهده؟ وأيضا، وخصوصاً، هل يا ترى ينفع البوتوكس في محو تجاعيدي الكثيرة؟)


 


غادة تقول بدلال: شو؟ ايه! ايه! أنا كمان ما بقى فيي، يللا دخيلك! 


غادة تفكّر: (آمل ان تكون نهى وسمر قد رأتا صورتي في مجلة "نون". لا بد أنهما فـقعتا غيرةً، فقد تغّيرتُ كثيراً بعد عملية شفط الدهون وصار جسمي سكسي أكثر من قبل بكثير. خلال سهرة البارحة لم أُعفِ رجلاً من شرّ سحري. حتى خطيب نهى التي لا تـنفكّ تتباهى بأنه مجنونٌ بها، "شـدّيته" بابتسامةٍ وغمزتين. يه يه! غداً عيد ميلاد الماما، وقد وعدتها بالمرور بها بعد الظهر. كيف السبيل لكي أقوم بكلّ هذا، في اليوم نفسه؟ يا إلهي كم انا متعبة! واجبات واجبات واجبات... لماذا لم يخترعوا حتى الآن وسيلة للتوفيق بين مهمات النساء المتعددة؟ لا احد يقدّر تعب المرأة وكفاحها وتضحياتها. حقاً لا أحد...).


 


غادة تقول بدلال: خلّـصت، شيري؟ ايه أكيد انبسطت، كان حلو كتير... غود نايت.       


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم