الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المطامر تدخل دائرة "المستحيلات"... هل تفشل الخطة؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
المطامر تدخل دائرة "المستحيلات"... هل تفشل الخطة؟
المطامر تدخل دائرة "المستحيلات"... هل تفشل الخطة؟
A+ A-

ماذا لو أعلن وزير الزراعة أكرم شهيب فشل خطته بعد تعذر حل مشكلة المطامر؟ ربما من المبكر طرح هذا التساؤل لكن الأجواء لا توحي بأيّ ايجابية. لا مطمر في البقاع الشمالي، والطريق نحو مكب سرار في عكار لتحويله مطمرا لا تزال غير معبدة، أما مكب برج حمود لم يعد في الأذهان والنائب بقرادونيان اعتبره "خطاً أحمر"، وعلى الرغم من الاعتراض على فتح مطمر الناعمة لسبعة أيام، إلا أن امكانية ذلك ترتبط بفتح باقي المطامر.


معادلة "مطمر سنّي مقابل مطمر شيعي" لم تنجح، ولا تزال ثقة اللبنانيين بالحكومة وخطتها معدومة. وتساقط الأمطار بغزارة بالأمس زاد من حدة التعاطي في هذا الملف. الجميع يدرك أن ابقاء النفايات في المكبات العشوائية والشوارع سيحوّل لبناننا إلى مزبلة، فهل تحصل "المعجزة" خلال هذا الأسبوع وتسلك الشاحنات طريقها نحو المطامر؟



لا مطمر في عكار في حال لم يتوفّر المطمر في البقاع الشمالي، فالأهالي يريدون مشاركة المسؤولية وليس تحمّلها وحدهم، ينقسم الاعتراض على فتح المطمر بين سياسي وواقعي، ويقول عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان لـ"النهار": "هناك اعتراض من جهات معينة لاهداف سياسية من أجل تعطيل الخطة والضغط على حكومة الرئيس تمام سلام والتصويب على فريق سياسي معين"، وزهرمان أكثر ميلاً إلى ما أطلق عليها "اعتراضات واقعية ومنطقية" ويوضح: "الاعتراض يرتبط بقضية المشاركة في توزيع المسؤولية، ويبدو أن الخطة لم تعد متعلقة بعكار فحسب، بل بأماكن أخرى كالبقاع، وأعتقد أن الوزير شهيب لا يزال ينتظر الايجابية من فريق سياسي معين لايجاد مطمر في البقاع الشمالي"، معتبراً أن "المشكلة في عكار أصبحت في الدرجة الثانية من الأزمة ولم تعد الاولى".



ومن الاعتراضات أيضاً بحسب زهرمان: "عدم ثقة الأهالي بالدولة، فهم يخشون عدم التزامها بالوعود ويسألون: هل ستلتزم الدولة بالمدة التي وضعتها، وإنشاء مطمر وفق المعايير والمواصفات البيئية؟"، مشيراً إلى أن "البعض لا يزال لديه الخوف من تأثير ذلك على البيئة والصحّة، كما هناك اعتراض على مرور الشاحنات من بعض المناطق في عكار".



ويعتبر أن "هذه الاعتراضات مبنية على معطيات واقعية"، وعلى الرغم من ذلك يرجح زهرمان أن "تخطي مسألة التشاركية في المسؤولية (مطمر في البقاع الشمالي) قد يؤدي إلى تذليل باقي العقبات باعطاء الناس الضمانات وتبديد الهواجس، لكن الأكيد أن فتح مطمر البقاع لن يحل كل المشكلة لأن التشاركية هي من العوامل وليست كلّها". والخلاصة بالنسبة إلى زهرمان أنه لا يزال هناك الكثير من العوائق أمام الخطة"، ويعتبر أن "المشكلة تكمن في اننا انتظرنا وقوع المشكلة لمعالجتها ولم نضع خطة وطنية متكاملة، بل أصبحنا نبحث عن حلّ موقت يليه حلٌّ مستدامٌ، ويأتي ذلك في ظل عدم فعالية الحكومة وغياب الاحساس بالمسؤولية لدى كل الافرقاء السياسيين، لأن هناك من رفع يده عن الملف واعتبر ان الامر لا يعنيه، فيما هي مشكلة وطنية تعني كل اللبنانيين".


 


المطمر المستحيل
في البقاع الشمالي، يبدو أن امكانية فتح مطمر هناك "شبه مستحيلة" ولم يعد القرار بيد "حزب الله" و"حركة أمل"، ففي ظل الأوضاع المعيشية المزرية من يستطيع أن يقول للأهالي: سنقيم مطمرا لديكم؟، وبحسب المعلومات "لا طلب رسمياً لإقامة مطمر في البقاع الشمالي، ولم تقدّم أي جهة وزارية طلباً بذلك إلى المحافظ، ولا يزال موضوع المطمر في البقاع الشمالي مقتصراً على التداول في وسائل الاعلام وبين السياسيين، وما إن يتم الحديث عن منطقة ما، حتى يسارع الأهالي إلى الاعتصام رفضاً لفتح المطمر لديهم".



وينقل مراسل "النهار" في بعلبك وسام اسماعيل وجود "رفض عام من سياسيين ومواطنين وبلديات لاقامة مطمر"، ومن الاسباب التي يتناقلها السكان أن المنطقة فيها مياه جوفية غزيرة ونقية واقامة المطمر ستلوث المياه، كما انهم يرون أن هناك تقسيماً طائفياً في الأمر لأن الحديث عن مطمر في البقاع الشمالي بدأ من الشمال، من دون اغفال الحجة القائلة بأن نقل النفايات من بيروت إلى البقاع وجرده مشقة كبيرة تستوجب ايجاد الطرق للشاحنات.
الصالونات السياسية لم تشهد اعتراض "حزب الله" و"حركة أمل" لكنهما لن يعلنا انهما سيحدّدان المكان، وما إن يعلم الناس ان هناك لجنة ستكشف على المنطقة حتى ينتفضوا. ويبدو أن السياسيين يظهرون تسهيلهم للأمر لكن في الحقيقة لا يستطيعون ان يقولوا للناس اننا نريد اقامة مطمر، وتعتبر مصادر أهلية ان "الجهات السياسية لم يعد لديها المونة كثيرا على الاهالي في البقاع خصوصا في ظل التقصير الخدماتي والانمائي".



لا تصريحات واضحة إزاء القضية، ومن الصعب الحصول على موقف من نواب حزب الله وحركة أمل، ومنذ أيام أطل عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النيابية في لبنان النائب حسين الموسوي بموقف اعتبره البعض "مجتزءاً" أشار فيه إلى ان "حزب الله واتحاد بلديات المنطقة يستطلعون في الجرد لإقامة مطمر للنفايات".
وكشفت المصادر عن "لقاءات داخلية بين عدد من فعاليات المنطقة ورؤساء البلديات، عبرت عن رفضها لإقامة مطمر من أي جهة كان". وكان النائب نوار الساحلي قال لـ "النهار"، ان"حزب الله" واهالي المنطقة مع حلّ لمشكلة النفايات بالمطلق ولكن ليس من منطلق طائفي على قاعدة مطمر في منطقة شيعية مقابل مطمر في منطقة سنية، وليس البحث في المناطق المحرومة والفقيرة، أما محافظة بعلبك - الهرمل فلها مطمرها ومعمل فرز النفايات، ومناطقنا تنتشر فيها الينابيع وبالتالي هناك شبه استحالة لإيجاد مطامر، بخاصة أن هذه المنطقة تعاني مشاكلات عدة، ولا تنقصها مشكلة جديدة، وعلى الدولة أن تبحث عن حل للمشكلات الأمنية والاجتماعية في المنطقة وليس أن تحملها فوق طاقتها وأن ترسل إليها نفايات بدل أن ترسل إليها الأمن والحلول الاجتماعية".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم