الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"عملية إنقاذ الحويجة" بين قيادات الحشد والرواية الأميركية والصمت الرسمي العراقي

المصدر: "النهار"
بغداد- فاضل النشمي
"عملية إنقاذ الحويجة" بين قيادات الحشد والرواية الأميركية والصمت الرسمي العراقي
"عملية إنقاذ الحويجة" بين قيادات الحشد والرواية الأميركية والصمت الرسمي العراقي
A+ A-

لم تتوقف ردود الفعل المتناقضة حيال عملية تحرير 70 سجينا لدى #داعش في قضاء الحويجة التابعة لمحافظة كركوك (270 كم شمال العاصمة بغداد)، والتي نفذتها قوات اميركية بمساعدة جنود من البشمركة الكردية. واستنادا الى بيان المتحدث باسم قوة المهام المشتركة الاميركية المقيم في بغداد العقيد ستيف وارن، فإن السلطات الكردية "طلبت مساعدة أميركية لإنقاذ الرهائن الذين يحتجزهم داعش". الامر الذي دفع الجانب الاميركي الى الموافقة و" توفير طائرات هليكوبتر لنقل القوات الكردية".


ويضيف البيان: "هاجمت القوات الكردية (مدعومة من قوة جوية اميركية) سجن داعش، حيث يحتجز الرهائن، فقتلت القوات الكردية 15 حارساً وحررت 70 رهينة". ويؤكد البيان مقتل جندي اميركي واحد "كان يعمل مستشارا خلال المهمة". وعقب تحرير الرهائن "ساوت مقاتلات الـ "ف 15" الاميركية سجن #داعش مع الارض للتأكد من أن التعذيب الشرير سوف لن يمارس في غرفه مرة أخرى". وعلى رغم تنفيذ العملية الخميس الماضي، وقيام قيادة العمليات المشتركة بعد يومين بالكشف عن اسماء 17 من الضباط الاسرى العرب الذين تم انقاذهم اثناء العملية، الا ان ردود الفعل المختلفة حيال العملية مازالت متواصلة. ففي ردود الفعل، رحب رئيس القائمة الوطنية اياد علاوي بـ"العملية الشجاعة والجريئة والموفقة"، وعدها دليلاً على أن الكرد "جزء لا يتجزأ" من #العراق، ودعا إلى "تقارب حقيقي" بين التحالف الدولي والتحالف الرباعي الجديد.


لكن بعض القوى المنخرطة في الحشد الشعبي المقربة من ايران ادان العملية، حيث اعتبرت "اهل الحق"، عملية الانزال الجوي "سابقة خطيرة، مطالبة بالكشف عن اسماء المحررين وهوياتهم الى الراي العام"، في اشارة إلى فكرة ان المحتجزين "عملاء للأميركان".


وبرغم تأكيد بيان المتحدث باسم قوة المهام المشتركة، تبليغ الحكومة العراقية بعملية انقاذ الاسرى، الا ان جهات شيعية منخرطة في الحشد الشعبي تكذب الرواية الاميركية، ولعل سكوت الحكومة العراقية وعدم اصدارها بيانا يعزز من شكوك تلك الجماعات.


على ان الحملة التي يشنها نائب هيئة الحشد الشعبي ابو مهندي المهندس ضد بعض الناطقين الرسميين وبعض وسائل الاعلام وبخاصة قناة "العراقية" شبه الرسمية والذي يتهمها بـ"الانحياز لصالح التحالف الغربي" على حساب اخبار قتال الحشد الشعبي، تذكر بصراع النفوذ الذي يتبادله الاميركيون من جهة والايرانيون من جهة اخرى، فالمعروف ان المهندس احدى اقوى الشخصيات المقربة من ايران في العراق. اذ وجه رسالة الى مدير الشبكة ذكر فيها ان "تغطية العراقية للعمليات في بيجي ظالمة ومضللة وفيها غبن كبير للحشد الشعبي ولشهدائه"، مشيرا إلى أن "زج التحالف الدولي الهزيل وتلميع صورته القبيحة على حساب دماء شبابنا لا يعبر الا عن هزل بل عن بيع القناة للأميركي". على ان المعروف ان مصدر الاخبار التي تنقلها "العراقية" عن المعارك هي "خلية الاعلام الحربي" التابعة لرئاسة الوزراء والتي تضم في عضويتها عناصر من الحكومة والجيش والحشد وغرفة العمليات المشتركة.


ويرى مراقبون، ان حملة المهندس الاخيرة ضد بعض وسائل الاعلام وبعض المتحدثين الرسميين للحكومة تأتي في اطار الضغط باتجاه التقليل من حجم المساهمة الاميركية والتحالف الدولي في الحرب ضد "داعش" لصالح جماعات الحشد الشيعية والتحالف الرباعي المؤلف من العراق وروسيا وايران وسوريا. ويرون ايضا، ان عملية الانزال الاميركية في الحويجة ليست "بريئة" تماما برغم خطورتها ونجاحها في انقاذ كثيرين من يد "داعش"، ويعتقدون انها اتت لتكشف عن القدرة والفاعلية الحربية الاميركية، في مقابل تواضع قدرات "التحالف الرباعي" العسكرية.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم