الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعد 8 تشرين الأول واطلاق الموقوفين... الحراك الى أين؟

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بعد 8 تشرين الأول واطلاق الموقوفين... الحراك الى أين؟
بعد 8 تشرين الأول واطلاق الموقوفين... الحراك الى أين؟
A+ A-

بعد النزول الى الشارع ورفع الصوت وتعدد المطالب، ونشوء حملات عدة، وبعد التظاهرات التي حشدت الآلاف الى اعتصامات بالمئات كان آخرها "الشريط الشائك"، ومن التظاهر السلمي الى الاشتباكات مع القوى الأمنية وما تبعها من جرحى وتوقيفات. سؤال يُطرح: الحراك الشعبي في لبنان إلى أين؟


أزمة ملف النفايات التي من أجلها انطلقت حملة "طلعت ريحتكم"، بعد أن غرقت بيروت وجبل لبنان بها، ثم رأي يقول انها غرقت في مطالب عدة رفعتها حملات عدة، من ملف الكهرباء الى القضاء وغيره، فضاع الشعب مع تعدد المطالب، وخاف البعض الآخر من مشاهد المواجهة مع القوى الأمنية والتوقيفات التي طالت العشرات، فكيف ينظر ناشطو الحراك الى مستقبله؟


 


لن تتراجع
"حملة "#طلعت_ريحتكم" انطلقت من ملف النفايات وستبقى ملتزمة به، ولن تتراجع حتى تصل إلى خواتيم سعيدة ترضي الشعب اللبناني"، بحسب الناشط في الحملة أسعد ذبيان الذي أضاف: "لا يوجد تحرّكات قريبة في الشارع، لأننا نقيّم المرحلة السابقة وندرس الخطوات المقبلة لإيصال رسالة إيجابيّة وواضحة إلى الناس. كلّ لبناني مدعو للانضمام إلى التحرّك، على المواطنين أن يتحرّكوا من تلقاء أنفسهم دون انتظار دعوة من أحد، وأن يكونوا من عوامل التغيير".


 


من يجب محاسبته؟
وعن مستقبل التحرّكات والنتائج التي سيُحدثها، يرد: "الحراك قام بما عليه وفقاً للإمكانيات والقدرات المتاحة له، في وقت لم تمارس السلطة السياسيّة منذ أيلول الماضي عملها، بل أمعن الأطراف في سياسة المناكفات. لقد وضعوا الكثير من المحاذير على الحراك، علماً أن المحاسبة الحقيقيّة يجب أن تطال السلطة السياسيّة العاجزة منذ 25 عاماً عن إيجاد حلول عملانيّة، لا محاسبة الحراك الذي مدّ المواطن اللبناني بالأمل لمكافحة هذه السلطة".


 


لن يندثر
وفي السياق نفسه يقول الناشط في حملة "#بدنا_نحاسب" علي رمضان: "إن هدف الحراك هو الوصول إلى تغيير حقيقي"، ويضيف: "بعد تحرّك 8 تشرين الأوّل كان لا بدّ من وقفة للحراك لدراسة تطوّرات ردود السلطة على التظاهرات، والضغوط السياسيّة التي مورست على القضاء لمنع إطلاق الموقوفين وتالياً إرهاب الشارع". ويضيف: "الحراك لن يندثر، وإمكان نجاحه يتوقّف على رؤيته للتغيير المنشود، لذلك باشرنا العمل على هذه النقاط، ودعَيْنا إلى اعتصام غداً أمام مؤسّسة كهرباء لبنان لأننا نملك الملفات وسنتابع بها جميعاً. لقد نجحت السلطة في إلهائنا عن النزول إلى الشارع، وانشغلنا بالمطالبة بإطلاق سراح المعقتلين، وهذا أمر خاطئ، لكنه لا يعني فشل الحراك، فنحن مستمرّون".


 


النقطة المحورية
وعن ملف النفايات فيقول إنه جزء أساسي من أهداف كلّ الحملات، والنقطة المحوريّة لتحركاتها، ثم يتابع: "لم تنفذ خطّة شهيّب لأن لا ثقفة لنا بالسلطة التي دأبت على سرقتنا، وعجزت عن إيجاد حلول لهذا الملف، علماً أن الحلّ الأسهل موجود ويبدأ من الفرز من المصدر وينتهي بمعالجة صحيّة وسليمة، لكن للأسف تعتاش السلطة من السمسرات ولو كان على حساب قتل شعبها".


 


كنا وسنبقى
يصح القول ان الجمعيات البيئية كانت مشاركة في عملية التحفيز لبداية الحراك، ويقول رئيس الحركة البيئية بول ابي راشد "كنا على الأرض قبل الحراك الذي ظهر وحملة طلعت ريحتكم وما بعدها من حملات، نحن من أغلقنا مطمر الناعمة، فبالنسبة لنا كنا وسنبقى لكن بالتأكيد اذا استمر الحراك يكون افضل، والى الآن لا يوجد شيء يدلّ أنه سيتوقف، لا بل لا يوجد سبب لتوقّفه". واستطرد "لدينا مولود هو الحراك الشعبي، لديه هدف سامٍ وهو ان الناس لم تعد باستطاعتها تحمّل فشل عجز من هم في السلطة وبما ان السياسيين لا يزالون يرتكبون أخطاء فالحراك لن يتوقف".


 


توقعات المستقبل
ابو راشد ينظر بايجابية الى ما يمكن ان يحدثه الحراك من تغيير ويقول: "مرّ الحراك في تجارب عدة منها تشويه سمعة بعض من هم فيه، وسؤال الى اين ليس مطروحاً، نحن الآن في مرحلة ترقب ومراقبة لخطة النفايات، قمنا بما علينا في هذا الملف صوبنا الامور والطابة الآن عند الدولة، واذا استمرت السلطة في عجزها عن حل هذا الملف اتوقع أن تحصل تظاهرات أكبر مما في السابق".


 


فلسفة الحراك
"الحراك كالنهر لديه صعود وهبوط وفيه منعطفات وليس كالاوتوسترادات السريعة، بقدر ما يكون هناك عمل لتوسيعه يمكنه أن يستمر"، بحسب رئيس هيئة التنسيق النقابية الأسبق حنا غريب، الذي اضاف: "لا أحد يعتقد أن ناشطي الحراك هم الذين يحرّكون بل هناك ما يحركهم، ولا يمكنهم ان يحركوا اكثر من ذلك". واضاف "يجب طرح كل الملفات وليس فقط النفايات، اي الاجماع على طرح ملفات الكهرباء وغيرها"، ثمّ تساءل "اين الحراك الذي له طابع نقابي نريد ان نرى حراكًا للبلديات، فنحن نطالب بأموالها ولا أحد من المسؤولين عنها تجرأ على ذلك".


 


غير كافٍ
الحراك نجح بحسب غريب في ان يكون "عنصراً يضيء على المشكلات الكبيرة في البلد لكن هذا غير كافٍ، يجب أن يطرح هو نفسه ليس فقط مشروعًا احتجاجيا استنكاريا، بل يجب أن يكون لديه مشروع بديل، وأن يبلور هويته وبرنامجه وتنظيمه، وهذه الامور تحتاج الى مخاض عسير من النضال، المعركة داخلية وخارجية، للوصول الى بناء حالة تغيير في البلد باتجاه ديموقراطي، التي ان لم تحصل فالبديل عنها نظام استبدادي مذهبي طائفي".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم