الأسير ورئيس المحكمة لقاء الربع ساعة والوقت الضائع في الملف

مفاجأة محاكمة الموقوف الشيخ احمد #الأسير والمدعى عليهم الآخرين في ملف احداث عبرا اليوم، اعلان رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم ارجاء الجلسة الى الخامس من كانون الثاني المقبل. وهي المرة الاولى التي ترجأ فيها الى امد شهرين ونصف منذ بدء المحاكمات في هذه القضية، بعدما كانت المدة الفاصلة بين الجلسة والاخرى شهرًا تقريبا. ولم يحرك اي من محامي الدفاع عن جميع المدعى عليهم ساكنا تجاه هذا الاعلان. وفي الموعد الجديد ستكون الجلسة مرشحة ايضا للارجاء، حيث ستبلّغ هيئة المحكمة خلالها موقفها من مذكرة بدفوع شكلية، تقدم بها وكلاء الدفاع عن الأسير، وهي قابلة للتمييز ايضا امام محكمة التمييز العسكرية في حال ردها او ضمها الى الاساس في الملف.

وإزاء شد الكباش بين جهة الدفاع التي بنظرها تؤمن حق الدفاع، وبين مسرى الملف الذي كاد يبلغ خاتمته قبل توقيف الأسير من خلال نهج المحاكمة الذي اتبعته المحكمة، سيمرّ فصل الشتاء قبل بدء محاكمة الأسير ان لم يكن الى ابعد من ذلك. وتجاه الوقت الضائع الذي تتداخل فيه عوامل حق الدفاع وربما الرهبة من التهمة المنسوبة الى الموقوف الرئيسي الأسير في هذا الملف، ثمة سؤال يطرح نفسه هو مدى امكان فصل الملف، وكذلك، الى الأسير، وضع الموقوفين الآخرين فيه وقارب عددهم 50 موقوفا. فبطبيعة الحال سيتقدم محامون لاحقا بطلبات تخلية.

التلازم الجرمي

مصادر قضائية ذكرت لـ"النهار" ان التلازم الجرمي بين المدعى عليهم حالَ سابقًا دون امكانية تفريعه وجعل ملف الأسير منفردًا بعد توقيفه. فالى علّة التلازم الجرمي ثمّة مقابلات ستجرى بينه وبين موقوفين آخرين، والتي ستنشأ عن استجواب الأسير نفسه. وتشير الى ضآلة فرص امكانية التخلية مبدية استغرابها من تخلية بعض من أتى الأسير على ذكرهم في التحقيقات الاولية معه والتي طلب وكلاء الاخير إبطالها في دفوعهم. وفي اي حال الاشهر المقبلة ستوضح معالم المرحلة.

في هذه الاجواء عقدت الجلسة في حضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار، وسط التدابير الامنية اياها داخل القاعة. وأجلس الأسير في مقعد خلف المقاعد المخصصة للصحافيين والاعلاميين محاطا بعناصر الشرطة العسكرية المولجة الامن في مبنى المحكمة العسكرية. وضعه الصحي بدا افضل مما كان عليه من وهن ولون سحنته. هو دأب على ممالسة لحيته المرخاة موزعا نظراته العابسة حوله. كان الانتشار الامني كثيفا في القاعة والتجمع الاكبر كان في محيط الأسير المجلبب بعباءة الدين البيضاء من لون القلنسوة التي يعتمرها. والى الجهة الاخرى من المقاعد جلست والدته واحدى زوجتيه امال المنقبة كليا بالسواد قابلهما الأسير في غرفة احد الضباط 15 دقيقة بأمر من العميد ابرهيم جاهر به في القاعة. وفي الجهة نفسها الى الامام جلس ثلاثة من اهالي شهداء الجيش بينهم والدة النقيب الشهيد جورج ابي صعب ومحاميهم زياد بيطار.

العميد ابرهيم وطلبات الأسير

وبعد تقديم دفوع الدفاع التي أثير فيها طلب بطلان التحقيقات التي اجريت في وزارة الدفاع مع الأسير كون قضيته باتت امام #القضاء الجالس وتبنى مطلبه المحامي محمد المراد وكيل عدد من الموقوفين، الى مخالفة بملاحقة الأسير رجل الدين من دون اذن من دار الافتاء وعدم جواز محاكمة قاصرَين في جلسة علنية، طلبت المحكمة تكليف طبابة المستشفى العسكري تعيين اربعة اطباء اختصاصيين نفساني وطبيب سكري وصحة عامة وطبيب عيون يكشف على نظر الأسير المعاني من تقلص في القرنية تمهيدًا لإيداع اللجنة المحكمة تقريرا مفصلا عن وضعه الصحي قبل الجلسة المقبلة. وفي ضوئه سيصار الى اتخاذ الموقف المناسب لجهة طلب وكيله المحامي عبد البديع عاكوم ان يواكب الطبيب الخاص للأسير اللجنة، قال رئيس المحكمة، لمتابعة حالته ان كانت حاله الصحية تستوجب تعيين لجنة طبية مدنية.

وعلمت"النهار" ان رئيس المحكمة قابل بعد الجلسة لمدة 15 دقيقة الأسير الذي شكا من نظره وخفتان الضؤ في زنزانته والحائل دون تمكنه من القراءة. فوعده العميد ابرهيم بتحسين هذه الناحية. ولوحظ قيح جرحين في يدي الأسير الذي يعاني من السكري. ومصدرهما حكة من حساسية يعانيها. وبدا الأسير خلال اللقاء حاضرًا ذهنيًا ومتزنًا وهادئًا تكلم عن مطالبه بارتياح.

هو الشق الانساني في التعامل مع موقوف والذي يختلف عن الشق القانوني في الملف، تضيف المصادر القضائية.

ويحرص المحامي عاكوم على تأكيده عبر "النهار" مراعاة "اقصى درجات تأمين حقوق الدفاع من المحكمة والنيابة العامة العسكرية ويعملان في شكل منصف جدا"، مشيرا الى ان وكلاء الدفاع سيزورون موكلهم الخميس او يوم الجمعة. وتزوره زوجته امال وشقيقته الجمعة.