الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"رأي عام ارثوذكسي" يتحرك ضد "الحروب الدينية": لا تستغلوا المسيحيين!

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
"رأي عام ارثوذكسي" يتحرك ضد "الحروب الدينية": لا تستغلوا المسيحيين!
"رأي عام ارثوذكسي" يتحرك ضد "الحروب الدينية": لا تستغلوا المسيحيين!
A+ A-

ميزة هؤلاء الموقّعين انهم جميعًا "ارثوذكس": يمثلون "رأيا عاما ارثوذكسيا حراً"، ويجمعهم موقف واحد. نحو 70 اسمًا حتى الساعة، والعدد الى تزايد. الموقف "مبدئي لا اكثر ولا اقل"، يقول الوزير السابق طارق متري لـ"النهار"، "وقفة ضمير"، بتعبير وزير الاعلام رمزي جريج. "عريضة ضد الحروب الدينية" يسمّون وقفتهم، والموقعون "شخصيات سياسية وكتابا وصحافيين ومثقفين"، وفقا للبيان الرسمي للعريضة، وايضا دينية، لمزيد من الدقة، لكون احداها رجل دين ارثوذكسي، له مسؤولياته في الكنيسة الانطاكية الارثوذكسية.


بكل بساطة، العريضة "موقف، وقيمتها في مضمونها"، يقول متري الذي تصدّر اسمه لائحة الموقعين. يعرف جيدا "اننا لن نغيّر بها العالم، لكن صمتنا يعني ان ليس لدينا شيء نقوله". بالنسبة اليه، انها احدى الاوقات التي "يلزم الضمير المرء اخلاقيا، وحتى روحيا، ان يقول الامور كما يؤمن بها. هذا هو سبب عريضتنا". الصمت اليوم لم يعد خيارا، او حتى مسموحا به، خصوصا بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا وما صدر عن مسؤولين كبار في الكنيسة الروسية الارثوذكسية من دعم له."نريد بعريضتنا ان نوضح موقفنا تماما"، يقول النائب عاطف مجدلاني.


"رفض قاطع"


في الموقف "المبدئي"، "البديهي" للعريضة، "الرفضقاطع لتوظيف المشاعر الدينية في خدمة المصالح السياسية،واضفاء الشرعية الدينية على مواقف الدول وتحركات جيوشها والتنظيمات المسلحة، وتبرير الحروب والعمليات الإرهابية باسم الدين".المطلوب اساسا في رأي جريج "ابعاد امور الدين عن السياسة، فصل الدين عن الحروب في المنطقة، وعدم التذرع به ليخوض اي كان معارك سياسية او حربية".


بتعابير اخرى لمجدلاني، "ما تهدف اليه العريضة هو حماية الاديان من الحروب، خصوصا اننا نعاني حروبا بشعارات دينية، في وقت لا تمت الى الدين بصلة". الكلام جدي للتأكيد "ان لا دخل للدين بتلك الحروب التي نعرف جيدا انها حروب مصالح، لها اسباب اقتصادية او اسباب اخرى غير دينية".


واذا كان شبهاجماع على ان "العريضة ليست سياسية"،غير ان اعتبارات عدة تكوّنت في الخلفية وحفزتايضا اطلاقها. "ملاحظة اولى" يسجلها متري،"وهي ليست اخبارا غير مؤكدة، وتقول بان ثمة زعما في الوسائل الاعلام الروسية الكنسية والسياسية، ان احد اغراض التدخل العسكري الروسي- ويقول بعضهم اول اغراضه- هو حماية المسيحيين في سوريا. وهناك مسيحيون في المشرق العربي في سوريا ولبنان ممن يعتقدون ان العودة الى القرن التاسع عشر ممكنة، ويهللون للتدخل الروسي وانه يحميهم".ويتدارك: "نعتقد ان هذا التدخل لا يحميهم، لا بل يسيء اليهم. ربط مصير المسيحيين بمصير التدخل الروسي العسكري او اي نظام سياسي او دولة، يضر بهم ولا يفيدهم بشيء".


العريضة واضحة في هذه النقطة. "ندين اقحام ذريعة حماية المسيحيين تحقيقا لأهداف قومية او سياسية، كما جاء في دفاع البعض عن التدخل العسكري الروسي في #سوريا". ملاحظة ثانيةيضيفها متري. "يعتقد بعضهم ان العلاقة الكنسية للارثوذكس بروسيا تستتبع تماهيا سياسيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. غير اننا نقول بان الامرين مختلفان. يمكن ان يكون المرء ارثوذكسيا راسخا في الايمان، لكنه لا يوافق على السياسة الروسية، لاسيما اعطاء الشرعية الدينية لعملية عسكرية".


"كارثي"


مرتين،"غرّد"متري على "تويتر" منتقدا موقف الكنيسة الارثوذكسية الروسية من التدخل الروسي العسكري في سوريا. كلمة واحدة،"كارثي"، تختصره وفقاللصحافي في "لوريان لو جور" ميشال حجي جورجيو. ويقول: "لدينا تجربة في العيش المشتركفي لبنان، ونريد الحفاظ عليها. موقف الكنيسة ليس طبيعيا لجهة اقحام الدين لتبرير عملية سياسية او عسكرية. ما يحصل يأخذنا في رحلة الى اقاصي العنف، وليس نموذجا يمكن ان نعتمده او نريده".


المشهد كان لافتا في الايام الماضية، اي "محاولة بعض الافرقاء السياسيين ان يبنوا في لبنان سياسات على الموقف الروسي، او ان يقوموا "بهمروجات" داعمة لروسيا في عدد من المناطق،مما يتسبب بتوتر اسلامي-مسيحي غير مسبوق"، يحذر حاجي جورجيو. انطلاقا من كل ذلك، كان لا بد من التحرك. "نريد ان نوضح الموقف، موقفنا".


ابعد من ذلك، تظهر العريضة ان "هناك رأيا عاما ارثوذكسيا ضد زج الدين في الحرب.وتلك هي فعاليتها"، يقول مجدلاني. ان يكون مطلقو العريضة ارثوذكس يكسبها، في رأيحاجي جورجيو، "مشروعية ارثوذكسية". الفكرة واضحة. "نحن شخصيات ارثوذكسية يجمعنا نصوضعناه على "الفايسبوك"، وبدأ الناس يوقعونه"، يقول متري. العريضة موجهة الى الارثوذكس وغير الارثوذكس، الى الجميع. "ندعو كل من يشاركنا في الرأي الى زيارة صفحة حملتنا على الفايسبوك :PETITION AGAINST RELIGIOUS WARS". 


[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم