الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أزهر الكرز في تشرين وأورقت العرائش في كروم زحلة... فما سبب جنون الطبيعة؟

المصدر: زحلة – "النهار"
دانيال خياط
أزهر الكرز في تشرين وأورقت العرائش في كروم زحلة... فما سبب جنون الطبيعة؟
أزهر الكرز في تشرين وأورقت العرائش في كروم زحلة... فما سبب جنون الطبيعة؟
A+ A-

لا ينفع التطرف في شيء، ولا حتى في الطبيعة. فقد أزهرت أشجار الكرز، في شهر تشرين الأول، في فصل الخريف، في كروم زحلة ووادي العرائش على ارتفاع1200الى 1300 متر عن سطح البحر، وعادت العرائش في تلك الكروم وأورقت من جديد ونمت عليها "قطنة" العناقيد المقبلة، في مشهد يتناقض مع أوراقها الممزقة وعناقيدها التي تُركت تتساقط جراء تضرّرها من عاصفة البَرَد في ايلول الفائت. وذلك في ظاهرة ناتجة عن "تطرف العوامل المناخيةوتضخمها"، على ما يوضح رئيس مجلس ادارة مصلحة الابحاث العلمية الزراعية، مديرها العام ميشال افرام، لافتاً الى اننا: "سنشهد ظواهر سلبية كثيرة مثلها، بسبب التغيّرات المناخية".



ففي الاسبوع الثاني من ايلول الفائت شهد لبنان عاصفة رملية، "بغير وقتها وغير مسبوقة في تاريخ لبنان، استمرت اسبوعا" حيث سجلت مصلحة الأبحاث "تراكم ميللمترين من الرمال. ولم تليها مباشرة أمطار تغسل آثارها، كما يحصل بالربيع"، يلفت افرام.
انما في 15 ايلول، شهدت مدينة زحلة حصراً، ولنحو ربع ساعة، امطاراً غزيرة مصحوبة برياح شديدة، سرعان ما تحوّلت الى عاصفة بَرَد، تسبّبت حباتها الكبيرة بأضرار كبيرة في أوراق الأشجار والعرائش، وأتلفت عناقيد العنب في كروم بأكملها في زحلة ووادي العرائش.
ويشرح إفرام أن "حبات البَرَد تتشكل عندما تتلاقى رياح باردة برياح حارة، مصحوبة بأمطار غزيرة. وهذا ما حصل في زحلة، كان الطقس دافئا جداً بعد عاصفة الرمل، ووصلت رياح باردة. لم يكن منخفضًا جويًّا او عاصفة شاملة غطت كل لبنان، بل عاصفة محلية قوية، تركزت فوق منطقة زحلة، وكانت حبات البرد كبيرة بخاصة في منطقة الكروم".



تطرف المناخ
في ظاهرة هي ايضا نتيجة لتطرف العوامل المناخية، اذ ان "الرواعيد" الناتجة عن تصادم بين كتلتين هوائيتين دافئة وباردة تحصل في آخر الربيع، وليس في آخر الصيف، يقول افرام، لافتا من جهة ثانية الى ان "حبات البَرَد التي تتساقط في فصل الشتاء تكون صغيرة، والاشجار تكون قد تعرت من اوراقها فلا آثار سلبية عليها".



بعد عاصفة الربع ساعة في اواخر الصيف، التي أتلفت أوراق العرائش والأشجار المثمرة في تلك الكروم والبساتين، استمر الطقس دافئاً. ويشرح افرام "لو ان الحرارة انخفضت، لما كان هناك آثار سلبية، بل كان الضرر قد اقتصر على الاوراق والفاكهة. لكن بما ان الطقس ظل دافئاً فإنه بالنسبة للأشجار، وكأن موسماً مرّ عليها بتساقط اوراقها، وبدأ آخر باستمرار الطقس دافئا، فعادت وأزهرت". وهذا ما يفسرّ اسباب التغيرات الفيزيولوجية في الاشجار المثمرة لكروم زحلة وعرائشها التي عادت لتنبض بالحياة، على ابواب دخولها في سبات في فصل الشتاء. ويضيف افرام بأن للأشجار والعرائش "فترات فيزيولوجية معتادة عليها بحسب المناخ، انما اليوم تعرضت لعوامل مناخية غيرت لها مسيرتها الفيزيولوجية وهذا ما يؤدي الى اضعافها".



لذا فانه يتوقع بأن "انتاج هذه الأشجار، سيكون ضعيفاً في الموسم المقبل، بعد ان أعطت المخزون الذي فيها للأزهار الآن. في وقت لن يستمر الزهر لفترة طويلة وسيتلف وتخسر معه مخزون البراعم، لأننا مقبلون على طقس بارد في تشرين الثاني وكانون الأول".



ورداً على سؤال، أشار بأنه "اذا استمر الطقس دافئاً، من الممكن ان تعطي ثماراً الا انها تحتاج الى فترة طويلة من الدفء". وفيما درجات الحرارة تصل الى 30 درجة في تشرين الأول في البقاع، فان افرام يقول بأنه في المبدأ "سيستمر الطقس دافئاً، معتدلاً لغاية نهاية الشهر الجاري، مع احتمال هطول أمطار منتصف الاسبوع المقبل. ولا يبدو اننا سنشهد البرودة القاسية قبل منتصف تشرين الثاني".


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم