الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الذكرى الـ 25 للراهبَيْن الأنطونيين شرفان وأبي خليل لغز لا تملك جوابه إلا القيادة العسكرية السورية

ب. ع.
الذكرى الـ 25 للراهبَيْن الأنطونيين شرفان وأبي خليل لغز لا تملك جوابه إلا القيادة العسكرية السورية
الذكرى الـ 25 للراهبَيْن الأنطونيين شرفان وأبي خليل لغز لا تملك جوابه إلا القيادة العسكرية السورية
A+ A-

في ذكرى الاجتياح السوري في 13 تشرين 1990 وما أعقبها، تبدو قضية الراهبين الانطونيين ألبر شرفان وسليمان ابي خليل كأنها نموذج يمكن تعميمه على سائر ملفات المعتقلين في ذلك اليوم الاسود.


أكثر الناس صراحة في ملف الراهبين كان العماد ميشال عون، الذي شرح في تصريح لـ"النهار" في 20 كانون الثاني 2000 ما جرى معهما، وقال: "لم يقتل اي من العسكريين المتمركزين في موقع دير القلعة خلال المعركة مع السوريين، وكذلك الراهبان شرفان وابي خليل اللذان شاهدهما الاهالي وتحدثوا معهما بعد هدوء المعارك، لكن الجيش السوري لم يتعامل معهما كجيش صديق، واختفت آثارهما مع العسكريين جميعاً، وشوهدوا في قافلة للجيش السوري في قرنايل، وجرى تجميعهم في بحمدون، ونقلوا من هناك الى السجون السورية".
واضاف متسائلاً: "اذا كانوا قتلوا خلال المعركة كما يدّعون، فأين هو رفاتهم؟ وهل يعقل ان يختفي رماد 35 عسكرياً وراهبين هكذا؟ كان يمكن القيادة السورية ان تجيب عن هذه الاسئلة خلال ساعة واحدة بواسطة برقية من القيادة الى قائد اللواء او الفوج الذي هاجم محور بيت مري(...)".
آنذاك عام 2000، دعا عون الى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها القوات السورية. وبعد هذا التصريح زار وفد من لجنة "سوليد" واهالي المعتقلين برئاسة غازي عاد، حاضرة الفاتيكان حيث التقى المسؤولين لمناشدة الكنيسة الكاثوليكية التدخل في موضوع المعتقلين لدى السوريين، لكن محاولات البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في الحصول على جواب شاف من الرئيس السوري بشار الاسد خلال زيارته التاريخية لدمشق بين 5 و 8 ايار 2001 لم تصل الى اي نتيجة. وقيل آنذاك أن النظام يريد ان يرى بطريرك الموارنة مار نصرالله بطرس صفير في دمشق، ويريد اعترافاً بالدور السوري الايجابي في لبنان، ثمناً للافراج عن معلومات عن الراهبين الانطونيين.
أما جهود عائلات الراهبين ومنظمات حقوق الانسان والرهبانية الانطونية فبقيت من دون جدوى، وكانت عائلة شرفان طلبت من الرئيس ميشال سليمان ادراج القضية في الملفات التي سيعرضها خلال زيارته اليتيمة لسوريا. وقيل حينها انهما سجينان في قسم خاص في معتقل تدمر، ولكن سقط سجن تدمر في يد "داعش" ولم يتبين أي شيء عن مصير معتقليه ولا تم الكشف على المقابر الجماعية التي جرى الحديث عنها. كما انتظر الناس كثيراً نتائج الحفريات التي قام بها الجيش اللبناني في محيط دير القلعة، حيث قيل إن مجزرة قد ارتكبت في حق عناصره، لكن لم تؤد عملية الحفر الى اي نتيجة، ليشاع لاحقاً ان الوحوش التهمت الضحايا! لكن الاكيد ان الجيش السوري يعرف وحده حقيقة ما جرى في دير القلعة، وعليه كشف ما جرى في ذلك اليوم الاسود.
وفي المناسبة، أحيت الرهبانية الأنطونية ذكرى الأبوين شرفان وابي خليل، بقداس ترأّسه الآباتي داود رعيدي الرئيس العام للرهبانيّة، في المعهد الأنطوني الحدت - بعبدا، وعاونه لفيف من الآباء، في حضور المطران بولس مطر ممثّلًا البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، والمطرانين غي نجيم وبولس صيّاح، وممثلين للنائب العماد ميشال عون، ورئيس حزب الكتائب، ورئيس حزب "القوات اللبنانية"، ونواب، ورؤساء بلديات ورؤساء عامّين ورهبان وراهبات، وعائلتي الأبوين المغيّبين، وحشد من الأقرباء والأصدقاء.
وبعد الإنجيل ألقى رعيدي عظة تحدث فيها عن معنى "شهادة اخوينا المغيّبَين، أو شهادة الكثيرين الذي ماتوا من أجل الوطن(...) ومعاناة عائلات المفقودين والأسرى، وآخرِهم العسكريون المخطوفون، الذين ما انفكّوا يطالبون بكشف مصيرِ أولادِهم ولا من مُجيب(...)". وكانت كلمة للآباتي انطوان راجح عن العجز عن الوصول إلى الحقيقة. وشكر الأب بطرس عازار كلّ من حضر وشارك في الصّلاة بتسميتهم فرداً فرداً. كما وُزِّع على الحضور كتاب أُعِدّ للمناسبة بعنوان "الأبوان ألبير شرفان وسليمان أبي خليل، في مجاهل القهر أم عن يمين الآب؟".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم