الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

لافتات ترحّب بعودة داعي الإسلام هل حان وقت التسوية؟

مصطفى العويك
لافتات ترحّب بعودة داعي الإسلام هل حان وقت التسوية؟
لافتات ترحّب بعودة داعي الإسلام هل حان وقت التسوية؟
A+ A-

الملفات القضائية الكثيرة والمتعلقة بما اصطلح على تسميتهم بـ"الاسلاميين" من الملفات الأكثر حساسية لارتباطها الوثيق بالوضع الأمني الداخلي، وجرت العادة على تحريك الشارع ومن ثم "تسخينه" في الغالب على خلفية متصلة بهذه الملفات الحساسة، هكذا جرى عند توقيف عدد من المشايخ او القريبين منهم، سواء في طرابلس او بيروت او صيدا، مما أوجد علاقة غير مستقرة بين الحالة الاسلامية في شكل عام وبين الاجهزة الامنية اللبنانية، فباتت الاولى تنظر الى الثانية على انها متواطئة عليها وتتقصد ضربها وتتبع نشاطها تمهيدا لشل حركتها، بينما تعتبر الاجهزة الامنية ان بعض الاسلاميين بتصريحاتهم او بسلوكياتهم يمكن أن يشكلوا خطرا على السلم الأهلي، فتتحرك تلقائيا لمنعهم من التمادي في الاخلال بالأمن وتدارك حركتهم ولجمها، كحال نجل مؤسس التيار السلفي داعي الاسلام الشهال، أو كحال التحذيرات الكثيرة التي وصلت الى الشيخ سالم الرافعي بضرورة عدم "تعلية السقف" تجاه الدولة والاجهزة الامنية، وهناك من ثبت فعلا تورطه في احداث أمنية مباشرة كحالة الشيخين خالد حبلص واحمد الاسير اللذين باتا في عهدة القوى الامنية، وسلكت قضيتهما مسارها القضائي العادي في انتظار جلاء الحقيقة.


في حالة داعي الاسلام والذي سطر القضاء في حقه مذكرة توقيف غيابية على خلفية دهم منزل والد بلال دقماق ومصادرة مخزن أسلحة، لاحظ الشهال ان كرة هذا الملف تكبر حيناً وتصغر احياناً، وفي حين يحكى عن تسوية معينة لعودة الشهال الى لبنان تضمن عدم تعرضه للاجهزة الامنية من جديد، اعتقلت القوى الامنية نجليه زيد وجعفر على التوالي، مما اعتبر ضربا لتسوية كان يحضر لها، إلا أن مصادر متابعة قالت لـ"النهار" ان ملف داعي الاسلام غير مرتبط بملفات نجليه باعتبار ان زيد وجعفر شاركا في عمليات عسكرية الى جانب "جبهة النصرة" في عرسال وداخل الاراضي السورية، واتصلا بقادة في تنظيم "داعش"، وهما متهمان بالعمل على تجنيد شباب لمصلحة "جبهة النصرة"، اما ملف داعي فهو مختلف كليا، وبالتالي اذا كانت هناك من تسوية تضمن عودته الى لبنان فهذا لا يعني انها تشمل موضوع ولديه في شكل يؤدي الى اطلاق سراحيهما.
"النهار" اتصلت بالشهال الموجود حاليا في تركيا، فنفى وجود أي تسوية لضمان عودته الى طرابلس. وسبب الحديث عن التسوية هو رفع اصدقاء الشهال منذ حوالى اسبوع عدداً كبيراً من اللافتات في شوارع طرابلس ترحب بعودته الى بلده، وسبقتها بشهرين لافتات مماثلة توحي ان الرجل بات "بين اهله وأحبابه في طرابلس".
الشهال الذي نفى وجود أي تسوية في ملفه قال لـ"النهار": "عودتي الى لبنان ليست مرتبطة بأي تسوية. كان هناك سوء فهم لا أكثر ولا أقل مع الجهات الأمنية وتم حله ومعالجته والتفاهم عليه، وهذا امر لا يرتقي الى مرتبة المشكلة، وبالتالي لا شيء يمكن ان يطلق عليه اسم تسوية، بمعنى المفاوضات والشروط والشروط المضادة، هذا كله لا أساس له اطلاقاً".
وعن سبب رفع اللافتات أوضح أنها "كانت تنبئ بعودة قريبة كانت مقررة بين العيدين، ثم ارتأى بعض الأخوة من ان تكون بعد عيد الاضحى من باب التفرغ لحسن الاستقبال". ويبرر الشهال عدم عودته الى لبنان بالقول: "هناك أعمال أضطر الى القيام بها وقد أرجأتها منذ ما يزيد على عشر سنوات، وأشغال ضرورية مؤسساتية وشخصية وعائلية أرجأتها سنة وراء سنة بسبب الأوضاع". ولا يرى الشهال أن عودته الى لبنان في هذه الاوقات "ضرورية"، وبالتالي "اتفرغ لأعمالي الخاصة وأنهيها وبعد ذلك أعود، بخاصة. لقد خرجت من لبنان بطريقة قانونية وأعود بطريقة قانونية. وعودتي غير مرتبطة بأي تسوية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم