هل وقعت القرعة على حام لإنشاء مطمر في البقاع الشمالي؟

 لم تؤثر الأمطار وهالة التحذيرات المخيفة صحياً وبيئياً لتداعياتها المقلقة على قرار الأهالي والبلديات المزمع إنشاء مطامر فيها وفق خطة اللجنة المكلفة معالجة ملف النفايات، فهي مستمرة في رفضها الذي يشلّ عمل اللجنة ويؤخر التنفيذ. فعلى الرغم من بوادر الحلحلة التي لاحت أمس من الأفق العكاري، ثمّة ما يؤخر إعلان بشرى الحلّ المتكامل وأبرزها أن التحضيرات اللوجستية لم تنته، وهي إن انتهت ينقصها موافقة الأهالي والبلديات، فأهالي برج حمود وكذلك البلدية ،كما أهالي الناعمة ما زالوا حتى الساعة يتمسكون بقرار الرفض. فيما لم تكشف اللجنة بعد عن الموقع الرابع الذي قد يثير بدوره موجة جديدة من الرفض والجدل ما سيؤدي إلى هدر المزيد من الوقت، وقد ترددت معلومات لـ "النهار" أن الموقع المرجح قد يكون في حام في منطقة البقاع الشمالي.

في برج حمّود يتمسّك الأهالي والبلدية والنوّاب بموقف واحد، فإقامة المطمر وفق رئيس البلدية انترانيك مسرليان "غير واردة والمسألة بالنسبة إلينا خط أحمر". وأضاف "سبق وكرّرنا موقفنا مراراً ولن نتراجع، منذ 20 عاماً ونحن نحمل العبء عن غيرنا وهذا يكفي معليش خلي غيرنا يحمل شوي". ولفت إلى أن "معمل سوكومي خنقنا ونحن نتنشق روائح النفايات المنبعثة منه يومياً منذ 24 عاماً. نحن كبلدية وأهالي ونواب نتكاتف ولن نقبل بمطمر يقضي على ما تبقى من حياتنا. التواصل في هذا الشأن يتم مع نوابنا ونحن لدينا كامل الثقة بهم".
ويدعم أفديس باتشانيان موقف مرسليان "هل من دولة في العالم تقترح إنشاء مطمر على شاطئ؟ في كل الأحوال شاطئ برج حمود ميت فقد سبق أن لوثوا البحر والنفايات تنتشر في كل مكان، وها هي الأمطار تهطل لتفاقم المصيبة وكل ما نجنيه كأهالي هو تنشق الروائح الكريهة طوال اليوم، ومواجهة أمراض الكوليرا والسرطان والجراثيم التي تفتك بعائلاتنا". وأضاف "خطتهم حكي فاضي لن نقبل بإنشاء المطمر، لا ثقة لنا بهم سبق واختبرناهم وجبل نفايات برج حمود يشهد على ذلك وعلى معاناتنا طوال 20 عاماً". وأضاف "يكفينا سموماً فليبحثوا عن مطامر في مناطق أخرى، يكفينا ما نتنشقه يومياً خصوصاً وأن ثمّة من يقوم يومياً بحرق النفايات على الأوتوستراد البحري ولا تتعب القوى الأمنية نفسها بملاحقة من يقوم بذلك أو توقيفه".

من الناعمة
يختلف المشهد في الناعمة عنه في برج حمود، فالأهالي عبر حملة إقفال مطمر الناعمة يقفون وحدهم في وجه الخطة وما تقترحه على مستوى إعادة فتح المطمر لـ 7 أيام فقط. ويكرّر منسق الحملة أجود عياش موقفها المعروف: "لن نقبل بمشروع السبعة أيام مهما كلفنا الأمر والحراك المدني هو من يدعم الحملة على الأرض". وعما إذا كانت اللجنة تحاور الحملة في هذا الشأن قال: "كلا فأحداً لا يتواصل معنا لأننا رفضنا المساومة فيما البلديات أعلنت موافقتها وهي في النهاية لا تمثل إلا نفسها لأننا كشعب موقفنا معروف، وقد نصبنا في الأمس خيمتنا عند مدخل المطمر ولن نسمح بإعادة فتحه مهما كان الثمن".
أمّا عن بلدية الناعمة فيقول رئيسها أمين فخر الدين أن "موقفها واضح وبات معروفاُ، فنحن في البداية كنا رافضين نهائياً لإعادة فتح المطمر، لكننا بعد زيارة رئيس الحكومة تمام سلام قدمنا مجموعة من المطالب التي أبدوا تجاوباً معها، لكننا في النهاية يجب أن نعود إلى أهلنا وقاعدتنا". وعن موقف أهالي الناعمة المعروف بمعارضة إقامة المطمر قال: "من الطبيعي أن يكون هناك أصوات معارضة، في النهاية هؤلاء هم أهلنا ونتفهم مخاوفهم وهواجسهم تماماً لكن في النهاية لا بدّ من تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة، شرط أن تكون مسألة إعادة فتح المطمر ضمن خطة متكاملة، على ألا تتعدى مدّة الـ 7 أيام فقط".

في سرار
في الأمس، منحت إتحادات بلديات عكار موافقتها المبدأية على إقامة مطمر في خراج قرية سرار لوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق فوفق رئيس إتحاد بلديات الأسطوان عمر الحايك "الموافقة مشروطة بتوافر الشروط الصحية وبمواصفات أوروبية على أن تتم الأعمال بإشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP". وعن المواقف التي لا تزال معترضة في مجموعة من البلديات التي تقع في جوار سرار قال: "لن نستقبل شاحنة واحدة من النفايات إلا برضى الجميع، وما يقال عن نقل النفايات إلى عكار بمؤازرة أمنية عار من الصحة. في النهاية من الطبيعي أن يكون هناك أصوات معارضة وهذا حق، لكن مجموعة من الخبراء سيشرحوا التفاصيل للجميع، فكلنا نعاني هاجس عدم الثقة ولكن في النهاية لا بدّ من حلّ للأزمة. سنشرف على الأعمال ونسأل عن كل التفاصيل فموافقتنا مبدأية وغير محسومة". أما عن الأعمال التي تجري في المطمر قال: "بدأ العمل في الموقف، حيث تصل النفايات قبل أن تنقل إلى المطمر، لكن حتى الآن لم يبدأ العمل فيه إذ لم يتمّ تلزيمه، وبحسب الوزير شهيب التلزيم سيتم خلال أيام وسيشرح لنا أصحاب الإختصاص كل خطوات التنفيذ للموافقة عليها قبل المباشرة بأي عمل".

مجدل عنجر
انتهت معمعة الإعتراض في مجدل عنجر "فقد رفضنا المشروع وانتهت العملية عند هذا الحد" هذا ما أوضحه رئيس بلدية مجدل عنجر سامي العجمي لـ"النهار" وأضاف "لا مكان للمطمر بيننا، وما حدا بيقطّع عنا شي بالقوّة خصوصاً وأن المطمر سوف يؤذي تربتنا وآبارنا ومياهنا وصحتنا وهذا ما لا يمكن القبول به. في النهاية نحن أبناء بلد واحد ويمكننا أن نساعد كل المناطق فليس لدينا مشكلة مع بيروت أوغيرها، لكن هذه المساعدة لا يمكن أن نقدمها على حساب صحتنا". وختم "اعتقد أن الموضوع انتهى عند هذا الحد ونشكر الدولة لأنها غيّرت رأيها في شأن إنشاء المطمر".

[email protected] 
Twitter: @azarpascale