الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سيناريوان للتدخل الروسي و"قلب الطاولة" تحت مجهر الغرب

ريتا صفير
سيناريوان للتدخل الروسي و"قلب الطاولة" تحت مجهر الغرب
سيناريوان للتدخل الروسي و"قلب الطاولة" تحت مجهر الغرب
A+ A-

لم تطغ التطورات العسكرية التي تشهدها الساحة السورية على الاهتمام الغربي بالواقع اللبناني. ومع ان التدخل الروسي في سوريا وابعاده يحظى باهتمام البعثات الديبلوماسية العاملة في لبنان، الا انه يتواكب مع متابعة حثيثة "لقياس" ارتدادات التحولات السورية محليا من زاويتين. الاولى وتشمل الوضع الامني - وتحديدا تعزيز الاستقرار - عبر التدعيم المستمر للمظلة الدولية الداعمة للبنان، علما ان "جرعة" الدعم التي تلقتها القوى المسلحة اللبنانية من الجانب الاميركي اخيرا تدخل في هذا الباب. اما الزاوية الثانية، فتتضمن مراقبة حركة اللجوء الشرعية وغير الشرعية من لبنان واليه، وتداعيات هذه الحركة، ولاسيما ان حالات الـ"one way ticket" في اتجاه الغرب الى تزايد. وبين هذين الحدين، ترصد البعثات الديبلوماسية الغربية مجموعة عوامل، من شأنها ان تنحو بالاحداث في اتجاه تصعيدي، قد يطيح معه "بالاستقرار اللبناني الهش"، وهي تتوقف، بذلك، عند مجموعة مفارقات في مقدمها:
- الاتجاه الذي يمكن ان تسلكه الاحداث السورية على وقع التدخل الروسي المستجد، علما ان البعثات الغربية تترقب ما نجم سورياً عن لقاء القمة الذي عقد نهاية الاسبوع في الاليزيه، والذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو لمناقشة الوضع في اوكرانيا. ووقت تنفي مصادر ديبلوماسية رفيعة "التكهنات" عن تنسيق مسبق، روسي – غربي، حيال التدخل العسكري في سوريا، ترسم سيناريوين محتملين لما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع في الجوار المشتعل، لتترك آثارها على لبنان. السيناريو الاول، وعنوانه اعادة اطلاق العملية السياسية على اساس "جنيف 1"، وذلك على خلفية موازين عسكرية جديدة على الارض. ويمكن، على ضوء ذلك، الشروع في عملية "الانتقال السياسي" التي تجمع الاطراف على اختلافها، على عناوينها، لكنها تختلف على تفاصيل حدوثها، علما ان الانظار تتجه الى دور مرتقب لايران في هذا الصدد. اما السيناريو الثاني، فيبدو عسكريا. ومعه، يرجح ان "يغرق" الروس في "افغانستان جديدة"، لينحصر تدخلهم في حماية مصالحهم العسكرية ومعها الاقلية العلوية. ويمكن ان يؤشر ذلك الى نهاية وحدة الاراضي السورية، ويحمل معه "ملامح" تقسيم.
- لبنانياً، يراقب الغرب كيفية "امتصاص" البلاد للتحولات المحيطة. وفيما تتردد اصداء اللقاء الذي جمع هولاند بالرئيس حسن روحاني، ولاسيما لجهة تأجيل بت الاستحقاق الرئاسي الى الشهر المقبل، تكشف المصادر الغربية عن حركة لقاءات فرنسية – عربية سيشهدها الاليزيه في الاسابيع المقبلة. وتزامنا، يتم الاعداد لزيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف الى باريس (متوقع ان تتم في 4 تشرين الثاني)، على ان تليها او تسبقها زيارات لمسؤولين عرب آخرين. ويبدو، على ضوء ذلك، ان زيارة الرئيس الفرنسي "المؤجلة" الى لبنان، سيبقى حصولها رهن التطورات والظروف وما ستؤول اليه حركة الاتصالات الفرنسية والغربية في هذا الخصوص.
- حكوميا، يبقى الموقف الاخير لرئيس الحكومة تمام سلام، ولاسيما لجهة تحذيره "بقلب الطاولة" على الجميع، موضع متابعة. وفي حين يلقى تحميل رئيس الحكومة المجتمع الدولي مسؤولية شح المساعدات ردودا مستغربة، تحرص مصادر ديبلوماسية متابعة على اثارة نقطتين في هذا الخصوص.
الاولى ومفادها ان المجتمع الدولي ابدى ويبدي توجها لزيادة المساعدات الى الدولة اللبنانية عبر انخراط مانحين غربيين جدد، وثمة "معطيات جدية جدا" في هذا الباب. غير ان هذا التوجه يبقى رهن تعاطي الحكومة اللبنانية ككل مع هذه المساعدات، علما ان التجارب السابقة في هذا الملف او مرادفاته تبدو "غير مشجعة." وفي الاطار عينه، تتوقف المصادر الديبلوماسية، عند "التباين" الذي يطبع التعاطي الرسمي مثلا في ملف اللجوء. فوقت تتكرر في هذا الباب "اتهامات" مسؤولين رسميين عن سعي المجتمع الدولي الى توطين اللاجئين على اختلافهم، في لبنان، يجدد مسؤولون آخرون دعوتهم الدول الغربية الى مزيد من الانخراط على الساحة اللبنانية، سواء عبر دعم المؤسسات او زيادة التمويل.
- ترصد الدوائر الديبلوماسية بدقة تصاعد ازمة اللجوء من المنطقة في اتجاه اوروبا، ولاسيما من لبنان. وبعد كلام السفير الالماني مارتن هوث لـ"النهار" عن وجود الف الى الفي فرد يتركون لبنان بطريقة غير شرعية في اتجاه الغرب يوميا، تفيد دوائر ديبلوماسية متابعة ان العدد بلغ اخيرا 20 الف مهاجر اسبوعيا، من دون ان تستثني احتمال وجود "قبة باط" محلية لحركة النزوح هذه، لاسباب عدة، ضمنها الابقاء على "ورقة ضغط" على دول الغرب. وبعد زيارة وزيري خارجية النروج وهولندا الى لبنان واثارتهما ملف اللجوء، يتوقع ان يصل الى لبنان وزير خارجية المجر في 9 الجاري للغاية نفسها، علما ان ثمة اخذا وردا ما زال يحوط الزيارة وتاريخها، نظرا الى تزامنها وامكان سفر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الى اللوكسمبور للمشاركة في مؤتمر عن ازمة الهجرة، اذا... بددت الهواجس في هذا الخصوص.


[email protected]
Twitter:@SfeirRita

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم