الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الضفة في انتفاضة... واسرائيل تلوح بعملية برية

المصدر: رام الله – النهار
محمد هواش
الضفة في انتفاضة... واسرائيل تلوح بعملية برية
الضفة في انتفاضة... واسرائيل تلوح بعملية برية
A+ A-

بينما يلوح شبح انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب "تخوض معركة حتى الموت" في وجه ما سماه "الإرهاب الفلسطيني"، وأمر باجراءات مشددة جديدة بعد مقتل أربعة اسرائيليين في القدس، بينها "تسريع هدم منازل الإرهابيين".


بين مقتل أربعة اسرائيليين الخميس والسبت في عمليتين، الأولى قرب مستوطنة ايتمار بشرق نابلس والثانية في القدس حيث طعن فلسطيني من قرية سردا بشمال رام الله اسرائيلين ونزع مسدساً من ضابط اسرائيلي وقتله به وجندي آخر قبل أن يرديه شرطي اسرائيلي بالرصاص، شهدت الأراضي الفلسطينية اياماً صعبة ومواجهات تحاكي انتفاضة مصغرة في القدس ونابلس.
ومنع الجيش الاسرائيلي الفلسطينيين الدخول والخروج، وانتشر المستوطنون في معظم طرق الضفة حاملين الأسلحة، وألقوا الحجار والزجاجات الحارقة على السيارات الفلسطينية، مما قلص الحركة على الطرق الى ادنى مستوى واقتصرت على الضرورة. ولم يصل عدد كبير من موظفي السلطة الفلسطينية الى مراكز عملهم برام الله.
وتحولت القدس وأحياؤها العربية ثكنة عسكرية، ومُنع الفلسطينيون من دخول البلدة القديمة وأسواقها. وقتل الجيش الاسرائيلي فلسطينياً من قرية العيسوية،. وشن الجيش الاسرائيلي هجوماً على مخيم جنين لاعتقال فلسطيني، مما ادى الى اشتباك اصيب خلاله شبان بالرصاص. وتوجه جنود الى منزل منفذ عملية القدس في قرية سردا ودار اشتباك بالأسلحة النارية لنصف ساعة.
واقتحمت قوة عسكرية اسرائيلية بلباس مدني (وحدة المستعربين) المستشفى العربي في مدينة نابلس وأوقفت مريضاً. وشن المستوطنون هجمات في قرى بمحافظة نابلس وأخرى بغرب رام الله وشمالها وبيت لحم والخليل وقلقيلية، تصدى لهم شبان فلسطينيون يحرسون القرى، وتلتها مواجهات مع جنود اسرائيليين في عدد من نقاط الاحتكاك في محيط المدن والمستوطنات، فأصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحروق.
واعتدى مستوطنون على المحال التجارية والمطاعم في مجمع تجاري شرق القدس حيث رشوا عاملين عربيين بالغاز السام، وضربوا ثالثاً بمنطقة باب الخليل المجاورة.
ومنعت الشرطة الاسرائيلية الرجال دون الـ50 سنة من دخول المسجد الأقصى، وللمرة الأولى، حُظر دخول الفلسطينيين الى البلدة القديمة إلا من باب الأسباط.
وشهدت شوارع القدس انتشاراً مكثفاً للمستوطنين من دون اتخاذ إجراءات رادعة من الجنود الاسرائيليين، وهوجمت المنازل في باب المغاربة ووادي حلوة في سلوان.
وفي قلقيلية أصيب ولد فلسطيني بالرصاص واعتقل ستة فلسطينيين بعد مواجهات على المدخل الشرقي للمدينة.
وكان الجيش الاسرائيلي أقام حواجز عدة على الطريق بين قلقيلية ونابلس وعلى مفترق قرية جينصافوط وقرب قرية حجة شرق قلقيلية.
وفي الخليل أصيب عدد من الفلسطينين بحالات اختناق بالغاز بمواجهات في بلدة بيت أمر.
واخترق عشرات من مستوطنتي كريات أربع وكريات خمسة حارة جابر وشارع السهلة في البلدة القديمة وسط الخليل قرب الحرم الإبراهيمي. ودارت مواجهات على مثلث خرسا وقرية الطبقة جنوب المحافظة.
ووقع أشد المواجهات بين الفلسطينيين والمستوطنين في محافظة نابلس في قرى بورين وصرة وجماعين وسالم وحوارة وعورتا وبيت دجن وجالود، حيث صد الفلسطينيون هجمات المستوطنين والجنود، مما ادى الى اصابة العشرات بالرصاص.
بين السلطة واسرائيل
وبينما عقدت القيادة الفلسطينية لقاءات متواصلة واكتفت بإجراء اتصالات بمسؤولين عرب وأجانب، طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ"التدخل لإلزام إسرائيل وقف انتهاكاتها وسلسلة الاقتحامات لمدن الضفة الغربية وقراها وهجمات المستوطنين على قرى الضفة بحماية جيش الاحتلال".
وفي المقابل، عقد تنانياهو فور عودته الى تل ابيب من نيويورك جلسة حكومية طارئة، على أن تليها أخرى مساء اليوم الاثنين لدى انتهاء الاحتفالات بعيد "فرحة التوراة" اليهودي للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية. وأكد خوض "معركة حتى الموت".
ولمحت صحيفة "اسرائيل اليوم" إلى احتمال شن هجوم بري على الضفة الغربية، على غرار ما نفذه رئيس الوزراء الاسرائيلي سابقاً ارييل شارون عام 2000 مع اندلاع الانتفاضة الثانية. ونقلت عن مصادر مقربة من نتنياهو أن "اسرائيل لا تتجاوز سلسلة العمليات الإرهابية بصمت، وفي القدس يدرسون القيام برد شديد وقوي"، وأنه "إذا أراد (الفلسطينيون) انتفاضة ثالثة، سيتلقون "السور الواقي 2" وستنفذ الكثير من العمليات على الأرض تمس بقواعد (حركة المقاومة الإسلامية) "حماس"".
ومع ذلك، استبعدت مصادر سياسية اسرائيلية صدور قرارات غير مسؤولة مثل توسيع البناء في المستوطنات، وإن يكن نتنياهو أوعز إلى وزارتي الدفاع والمواصلات تعجيل التصديق على مخططات لشق شوارع التفافية آمنة للمستوطنين".
وتحدثت مصادر أمنية اسرائيلية عن تشديد الإجراءات على ما سمته "الخلايا الارهابية" في الضفة الغربية. لكن وزير المواصلات يسرائيل كاتس توعد الفلسطينيين أجمعين بدفع الثمن لدى تفقده خيمة الاحتجاج التي أقامها رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي دغان امام منزل نتنياهو. ولوح بوقف مئة ألف عامل فلسطيني وطردهم من أماكن عملهم في اسرائيل، و"منع الفلسطينيين من السفر على الطرق التي يستخدمها اليهود". وأشار إلى القيام بعملية سماها "أسوار القدس" قد يتم بموجبها فرض حظر التجول في الأحياء العربية للمدينة وحرمان سكانها من العمل في الأحياء اليهودية

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم