الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

"بنك الغذاء اللبناني" ... لتوزيع أطعمة على فقراء لبنان

ميليسا لوكية
"بنك الغذاء اللبناني" ... لتوزيع أطعمة على فقراء لبنان
"بنك الغذاء اللبناني" ... لتوزيع أطعمة على فقراء لبنان
A+ A-

إذا حجبت الحروب التي تزنّر المنطقة العربية الجانب الإنساني وأساءت إليه، إن من خلال قتل المواطنين العزّل بطرق وحشية أو بالتعدّي على كراماتهم وتفقيرهم، فإنَّ المبادرات لترميم وجهها لا تزال قائمة، بما يؤكّد أنَّ بعض الضمائر لا يزال حياً. فـ"بنك الغذاء اللبناني" يتسلّح بمبادرة محض إنسانية، تهدف إلى انتشال الفقراء من بقع العوز لإعادة تأهيلهم وتحصينهم في وجه البؤس والفقر.


 


"بنك الغذاء" جمعية تأسّست في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، بعدما تبيّن أنَّ الخط الفاصل بين الجائعين وهادري الطعام آخذة في التمدُّد، ثم اتّسعت رقعة انتشاره إلى أنَّ حط رحاله في لبنان في عام 2011. وتُعنى هذه الأخيرة بتوزيع الفائض من الأطعمة الناتجة من الفنادق، المطاعم أو شركات تحضير الطعام على من هم في أمس الحاجة إليه.
وقد بدأت حكاية البنك في العالم العربي بعدما نالت الفكرة إعجاب الدكتور المصري معزّ الشهدي، صاحب سلسلة فنادق ومطاعم عدّة في مصر، الذي كان مُشاركاً آنذاك في أحد المؤتمرات الذي يُنظمها البنك في الولايات المتحدة، فحملها إلى مصر في عام 2006 حيث لاقت نجاحاً وترحيباً، إذ تمكّن البنك، بإدارة رجال أعمال مصريين، من مساعدة نحو 25 ألف أسرة وإعادة تأهيلها.
وتشير المديرة التنفيذية في "بنك الغذاء اللبناني" سهى زعيتر لـ"النهار" إلى أنَّ الشهدي اجتمع مع عدد من رجال أعمال لبنانيين طرحوا بدورهم الموضوع على مجموعة من المؤسسات التي تخوّفت في بادىء الأمر من إمكان حدوث حالات تسمُّم إذا لم يُحفظ الطعام بطريقة مناسبة وعلمية. لكنّ القلق سرعان ما تبدّد، على حد تعبير زعيتر، حين عقد البنك اتفاقاً مع هذه المؤسسات يُلقى بموجبه اللوم على البنك نفسه في حال وقوع مثل هذه الحالات.
وتُضيف أنَّ الجمعية شرعت في مهمتها في جمع الطعام "المطبوخ" وتوفير طرق لتوزيعه على كلّ الأراضي اللبنانية، علماً أنَّها لا تتعامل بطريقة مباشرة مع "المستحق"، بل عبر جمعيات تقوم بنفسها بتوزيع الطعام بشاحنات مبرّدة، شرط أن يكون لديها إفادة بالأعضاء، علم وخبر، نظام داخلي وأساسي إلى التقيد بالشروط التي يضعها البنك. وهنا، يُذكر أنَّ عدد هذه الجمعيات التي تتعامل مع البنك وصل عددها حالياً إلى نحو 65 جمعية.
وتشرح زعيتر عن مبادرة أخرى يقوم بها البنك أيضاً، تتمثل في جمع الأطعمة الجافة، كالمعلّبات، البقول وغيرها، وتوزيعها على شكل حصص غذائية للأسر، مع الحرص على إرسالها إلى خارج بيروت بما أنّ هذه المواد تتحمّل مشقة الطريق ولا تُفسدها حرارة الشمس. وقد تبرّعت شركات عدّة بمبالغ للبنك ليتمكّن من شراء المواد، المصنوعة في لبنان لـ"تشجيع الإنتاج اللبناني وتحريك العجلة الاقتصادية"، وتالياً توزيعها.
ولئن المواد الغذائية التي شارف تاريخ صلاحيتها على الانتهاء تُتلف بإشراف مراقبين من وزارات الصحة، المال والاقتصاد، على أن تستردّ المؤسسة المستوردة لهذه المواد نحو 10% من قيمتها، فإنَّ البنك يعمل حالياً على التوسط لدى وزارة المال لإقناع هذه المؤسسات بعدم تلف المواد بل التبرع بها، على أن تسترد هذه المؤسسات والشركات أموالها من القيمة المضافة.
وأخيراً، تشير زعيتر لـ"النهار" إلى أنَّ نشاطات البنك باتت تشمل حالياً تلاميذ المدارس الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة، ليتبنّوا هم أيضاً عائلات محتاجة ومساعدتها، بما لاقى تجاوباً لدى هؤلاء، كذلك تعمل على تعزيز نشاطاتها وجمع التبرعات لتتمكن من مواصلة رسالتها.


 


[email protected]
Twitter: @melissaloukieh


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم