السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الضربات الروسية تقتل أكثر من 43 مدنياً... وجدل حول حقيقة الأهداف

المصدر: "ا ف ب"
الضربات الروسية تقتل أكثر من 43 مدنياً... وجدل حول حقيقة الأهداف
الضربات الروسية تقتل أكثر من 43 مدنياً... وجدل حول حقيقة الأهداف
A+ A-

شن الطيران العسكري الروسي اولى ضرباته الجوية في #سوريا بناء على طلب الرئيس السوري بشار #الاسد، في حين دار جدل حاد حول المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية وما اذا كانت تابعة لتنظيم #الدولة_الاسلامية ام لتنظيمات اخرى.


وجاءت هذه الضربات قبل ساعات من قيام روسيا بتقديم مشروع قرار الى مجلس الامن يدعو الى قيام "تنسيق بين كل القوى التي تواجه تنظيم الدولة الاسلامية والبنى الارهابية الاخرى".


الدفاع الروسية


واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان الطيران الروسي قام بعشرين طلعة جوية واصاب "ثمانية اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية" في سوريا، مدمرا بشكل خاص مركز قيادة للتنظيم المتطرف.


وقالت الوزارة في بيان "هاجمنا ثمانية اهداف. وقد اصيبت جميعها. ان الاهداف وخاصة مركز قيادة لارهابيي تنظيم الدولة الاسلامية دمرت تماما".
الا ان الولايات المتحدة شككت بحقيقة الاهداف التي قصفها الطيران الروسي ورجحت الا تكون مواقع للتنظيم.


أشتون كارتر


وقال وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر تعليقا على الغارات الروسية "يبدو انها حصلت في مناطق لا توجد فيها على الارجح قوات لمجموعة الدولة الاسلامية". واضاف كارتر "ان مقاربتهم محكومة بالفشل"، مضيفا "ما يقومون به لن ينجح وهو غير بناء".


واعتبر ان الاستراتيجية الروسية عندما لا تلحظ وجود عملية انتقالية سياسية ورحيل بشار الاسد عن السلطة انما تؤدي الى "صب الزيت على النار".


كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في تصريح صحافي من نيويورك ان "هناك اشارات تفيد بان الضربات الروسية لم تستهدف داعش" مضيفا "ان الضربات يجب ان توجه الى داعش والمجموعات الارهابية الاخرى وليس الى المدنيين والمعارضة المعتدلة".


كما قال مسؤول عسكري اميركي ان هذه الغارات الروسية استهدفت قوات معارضة وليس جهاديي الدولة الاسلامية، بعكس التصريحات الروسية.
وقال المسؤول الاميركي طالبا عدم الكشف عن اسمه "لم نشاهد اي ضربات ضد داعش (تنظيم الدولة الاسلامية)، وما شاهدناه هو ضربات ضد المعارضة السورية". وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت ان الضربات استهدفت مسلحي التنظيم.


جون كيري


وفي السياق نفسه قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في كلمة القاها امام مجلس الامن الدولي ان الولايات المتحدة لن تعارض الضربات الجوية الروسية في سوريا اذا كان الهدف "الحقيقي" منها هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية. وتابع "اوضحنا اننا سنشعر بالقلق البالغ اذا ضربت روسيا مناطق ليست فيها اهداف لداعش والقاعدة". وقال ان "اية ضربات من هذا النوع ستضع علامات استفهام حول نوايا روسيا الحقيقية وهل هي القتال ضد داعش ام حماية نظام الاسد". وقال ايضا "علينا ان لا نخلط، ولن نخلط، بين قتالنا ضد داعش ودعم الاسد".


البيت الأبيض


الا ان البيت الابيض كان اكثر حذرا في تعليقه على الموضوع نفسه معتبرا انه من المبكر تحديد المواقع التي استهدفتها الغارات الروسية.


وقال المتحدث جوش ايرنست انه "من المبكر بالنسبة لي ان اقول ما هي المواقع التي استهدفوها، وما هي الاهداف التي ضربوها".
ويأتي هذا التسارع في التدخل الروسي في سوريا على خلفية اختبار قوة بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد، حيث ان الاول يعتبره "طاغية" لا يمكن ان يكون له دور في مستقبل سوريا، في حين ان الثاني يعتبره اساسيا في الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية.


وكان كيري اتصل بنظيره الروسي سيرغي لافروف واعتبر الضربات الروسية غير بناءة. كما اعتبرت واشنطن ان هذه الضربات لن تغير شيئا في المهمات العسكرية التي يقوم بها التحالف الدولي بقيادة ا لولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في كل من سوريا والعراق.


وبقيامها بقصف مواقع جهادية في سوريا تؤكد روسيا للولايات المتحدة انها ماضية من دون تردد في دعمها للرئيس السوري رغم مرور اكثر من اربع سنوات على اندلاع الاحداث في سوريا وسقوط اكثر من 240 الف قتيل.


واعلنت واشنطن عن الضربات الروسية قبل تأكيدها من وزارة الدفاع الروسية. وقال متحدث عسكري روسي ان "الضربات الدقيقة" دمرت "معدات عسكرية" ووسائل اتصالات و"مخازن اسلحة وذخائر" لتنظيم الدولة الاسلامية. كما اعلن مصدر امني سوري ان الضربات استهدفت "مواقع ارهابية" في محافظتي حماه وحمص.


الائتلاف السوري


ومن ناحيته، ادان الائتلاف السوري المعارض بشدة "القصف الوحشي الذي نفذته طائرات حربية روسية لمواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدى إلى إيقاع ضحايا مدنيين؛ بينهم أطفال ونساء".


وقال في بيان اصدره الاربعاء إن القصف "وما يتوارد عن إرسال وحدات روسية خاصة إلى ثكنات ومطارات عسكرية تمهيدا لعمليات برية؛ يمثل عدواناً سافراً على الشعب السوري بكافة مكوناته ( ...) كما يُقوض مزاعمها(روسيا) في السعي لإيجاد حل سياسي".


ريف حمص والأهداف


اما مدير الدفاع المدني في ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة عبد المنعم اسطيف فقال لوكالة فرانس برس عبر الانترنت "نقلت فرقنا اليوم 43 شهيدا مدنيا بينهم ستة اطفال واكثر من مئة جريح" جراء الضربات الروسية التي استهدفت تلبيسة والرستن والزعفرانة والمكرمية.



وقال ان "طائرتين حربيتين متلازمتين شنتا بدءا من الثامنة صباحا ضربات جوية في الزعفرانة ثم تلبيسة وقرية المكرمية المجاورة ثم الرستن.. وذلك بعد تحليق طائرات استطلاع لنحو 5 ساعات".


وبحسب اسطيف، تبع القصف الجوي للمرة الاولى اشتعال حرائق ضخمة تطلبت حضور فرق الاطفاء الى جانب فرق الاسعاف.


ونفى اسطيف استهداف اي مقار للفصائل، موضحا ان المقار التابعة لجبهة النصرة وحركة احرار الشام موجودة على اطراف هذه المدن والبلدات التي تديرها مجالس محلية مدنية.


واكد احمد وهو ناشط ميداني ساهم في اسعاف الجرحى في ريف حمص الشمالي لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان الضربات الجوية استهدفت المدنيين و لم تستهدف اي مقر لاي فصيل نافيا اي وجود لتنظيم الدولة الاسلامية في المنطقة. وقال ان " اكثر من خمسين منزلا تدمروا بالكامل جراء القصف الجوي على مدينة تلبيسةحيث استشهد 22 شخصا".


واوضح ان القصف على الرستن "استهدف سوقا للخضار والفاكهة وتسبب بمقتل 8 اشخاص بينهم 4 اطفال


ودعا الائتلاف "مجلس الأمن الى التحرك المسؤول لإلزام موسكو بوقف عدوانها والانسحاب الفوري من كامل الأراضي السورية" معتبرا انه "لا بد للعالم أن يدرك بأن سلوك الحكومة الروسية العدواني يشكل دعماً مباشراً لقوى الإرهاب، وعامل تغذية لها، خاصة أنه ينتهج نفس أسلوب النظام في استهداف المدنيين بقصد قتلهم وتهجيرهم".


وتسيطر "جبهة النصرة" (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) على معظم المناطق التي استهدفها القصف الروسي في محافظة حمص، حيث تسيطر قوات النظام على مدينة حمص مركز المحافظة باستثناء حي الوعر، وعلى مناطق اخرى في المحافظة، فيما يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في الريف الشرقي ابرزها مدينة تدمر الاثرية.


اما المناطق التي طالها القصف في حماة، فمعظمها تحت سيطرة فصائل اسلامية واخرى "معتدلة"، فيما تسيطر جبهة النصرة وفصائل مبايعة لتنظيم الدولة الاسلامية على بعضها الاخر.


بوتين


وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع للحكومة الروسية ان على روسيا ان تتحرك بشكل استباقي لضرب الجهاديين في سوريا قبل ان يصلوا الى بلاده.


وقال في تصريحات متلفزة "الطريقة الوحيدة الصحيحة لقتال الارهاب الدولي هي التصرف بشكل استباقي وقتال المقاتلين والارهابيين على الاراضي التي يسيطرون عليها والقضاء عليهم، وعدم انتظاروصولهم الينا".
كما قال بوتين الداعم الثابت للاسد، انه يامل في ان يقبل الرئيس السوري ب"تسوية".
وقال "التسوية النهائية والدائمة للنزاع في سوريا ممكنة فقط على اساس اصلاح سياسي وحوار مع القوى السليمة في البلاد".
واضاف "اعرف ان الرئيس الاسد يتفهم ذلك وانه مستعد لمثل هذه العملية".
واكد بوتين ان التدخل العسكري الروسي في سوريا يقتصر على الضربات الجوية دعما للقوات الحكومية السورية مستبعدا في الوقت الراهن ارسال قوات على الارض.
واضاف "تم ابلاغ كافة شركائنا بالمخططات والتحركات الروسية في سوريا" داعيا "كافة الدول المهتمة بمكافحة الارهاب" الانضمام الى مركز التنسيق الذي انشأته سوريا وايران والعراق وروسيا في بغداد.


تركيا


من جهة ثانية طالب رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء باقامة "مناطق امنة" في سوريا لحماية المدنيين الفارين من البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام السوري، ومن هجمات تنظيم الدولة الاسلامية.
ودعا داود اوغلو الى التحرك العاجل لتحقيق "الامان للسوريين النازحين داخل بلدهم، واقامة منطقة امنة خالية من القصف الجوي الذي ينفذه النظام والهجمات البرية التي يقوم بها داعش (الدولة الاسلامية) وغيره من المنظمات الارهابية".


واتهم رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا الاربعاء موسكو بان الهدف من غاراتها الجوية هو "الابقاء" على الاسد في السلطة وليس قصف مواقع تنظيم الدولة الاسلامية، كما اعلن عن مقتل 36 مدنيا في القصف الروسي على موقع في محافظة حمص.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم