الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"دواليب الترقيات" لم تصل بعد... الى سليمان والكتائب

المصدر: "النهار"
منال شعيا
منال شعيا
"دواليب الترقيات" لم تصل بعد... الى سليمان والكتائب
"دواليب الترقيات" لم تصل بعد... الى سليمان والكتائب
A+ A-

يبدو ان اكثر ما يشغل بال السياسيين اليوم هو الترقيات الامنية. وبات الحديث عن مخرج لائق بالمؤسسة العسكرية اولا وبحسابات القوى السياسية ثانيا هو الطاغي على طاولة البحث.
فلا طاولة الحوار التي تستعد لجولة ماراتونية الاسبوع المقبل، ولا طاولة مجلس الوزراء المفترض ان تفعلّ نهاية الاسبوع الحالي، ينقصها ملف ساخن اكثر من ملف الترقيات، وعلى اكثر من صعيد. اذ من المفترض ان يعيد هذا الملف رسم خريطة سياسية بين مختلف القوى، ويعطي مؤشرا للمرحلة المستقبلية التي تواجهها اكثر من تحد محلي واقليمي.
واذا كان رئيس " اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط يظهر دوما بمظهر "المدوزن" للتسويات والمخارج، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري يجاريه في هذه " الحنكة"، وسط "تنبه" الفريق المسيحي من اي انزلاق او هاوية.
هكذا باختصار، يتخوّف حزب الكتائب والفريق الوزاري المحسوب على الرئيس ميشال سليمان من اي "دعسة" ناقصة في ملف الترقيات، متسلّحين بجملة معطيات.
اولا: لا يجوز المس بالمؤسسة العسكرية وسط الاخطار الجمة التي تواجهها.
ثانيا: يستحيل تسجيل سابقة في هذا الخصوص، لا سيما ان الملف متصل بالمجلس العسكري في قيادة الجيش وبتوفير معايير العدالة بين عدد من العمداء.
ثالثا: لا يجوز تصوير الامر كأنه رضوخ لمطلب رئيس " تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون.
وسط كل هذه " الدواليب" تسير القوى السياسية في "طبخة" الترقيات. ولهذه الاسباب، نشطت حركة الاتصالات ليلا على خطي الكتائب والرئيس سليمان، لكونهما ابرزالمعارضين لهذه التسوية ومن دون اتضاح الموقف النهائي لـ"التيار المستقبل".


وفي وقت يحكى عن مخرج ستتضح معالمه فور عودة الرئيس تمام سلام من نيويورك، تبرز العناوين الاساسية لهذه التسوية والتي تتمحور حول شرط اكتمال المجلس العسكري، بحيث لا تنحصر الترقية بثلاثة عمداء فقط وترفيعهم الى رتبة لواء بل ان تشمل ترقية ثلاثة عمداء اخرين وتعيينهم في المراكز الشاغرة في المجلس، وهم شيعي وارثوذكسي وكاثوليكي. بهذا النمط، تسير الامور عادة في لبنان!


انما المشكلة الاكبر تبقى في رفع عدد الالوية في المجلس العسكري، كما ان ابشع ما في التسويات هو ما لمح اليه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل من " استمرار الغرف السوداء"، في اشارة منه الى اللقاء السداسي الذي عقد الاسبوع الفائت في ساحة النجمة، مباشرة بعد طاولة الحوار، وسط تغييب الكتائب وقوى اخرى، فكان ان شكلّ انتقاصا لروحية الحوار، ولو في الشكل فقط.


ربما لان موقف الكتائب معروف سلفا برفض اي تسوية على حساب الجيش، اذا كانت ستمس بمعايير العدالة وتضرب استقرار المؤسسة.
وسط هذه الاجواء، يكشف وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" ان " موقف الحزب من اي تسوية يجرى العمل عليها، في شكل واضح وثابت".
يقول: "الكتائب ستحضر جلسة الحكومة مهما كلف الامر، فنحن من المطالبين بعدم شل الحكومة، وان عدم انعقاد مجلس الوزراء هو مخالفة".
اما عن موقف الحزب من الترقيات الامنية، فيجدد القول ان " موقفنا مبدئي. نحن مع وحدة الجيش ونطالب بوضع المعايير العادلة بين العمداء التي ينبغي ان تؤخذ في الاعتبار. من هنا، فنحن لن نضع العصي في الدواليب لمجرد المعارضة، بل ينبغي توافر معطيات قانونية والعمل على صيغة جديدة، لان المهم استقرار المؤسسة".


وعن الاتصالات التي جرت امس بين الوزير وائل ابو فاعور موفدا من جنبلاط والجميل، قال قزي: " كل دقيقة تجرى اتصالات ، الا اننا سنبقى حزبا متمسكا بالدستور، ويطالب دوما بنزع السياسة عن القضايا الدستورية".
وعلى خط سليمان، لا تبدو ان الامور اكثر ليونة. يعتبر وزير الشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي ان " الحل الوحيد الذي نقبل السير به هو تأجيل تسريح كل ضابط عميد يصل الى التقاعد، سنة، الى حين انتخاب رئيس للجمهورية".
يقول الحنّاوي لـ"النهار": " نحن نريد الحفاظ على هيكلية الجيش والمؤسسة العسكرية، فالترقيات لها معايير. وكل ما يعمل عليه اليوم خارج هذه المعايير".
ويتابع: " ما دامت لم تتوافر هذه المعايير، لن نسير بأي تسوية. ما يجري اليوم يضرب التوازن ويدّمر معنويات الضباط، والابشع انه يضع الضباط على ابواب السياسيين".
واذ يستبعد انعقاد جلسة للحكومة الجمعة المقبل، يقول: " نحن نسجل للتاريخ اننا لن نقبل بضرب العدالة في المؤسسة العكسرية".


[email protected]
Twitter:@MChaaya

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم