الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

التناقضات الغربية في سوريا تعزز دور الأسد؟

المصدر: باريس - "النهار"
سمير تويني
التناقضات الغربية في سوريا تعزز دور الأسد؟
التناقضات الغربية في سوريا تعزز دور الأسد؟
A+ A-

قبل الانتقال الى نيويورك الاسبوع المقبل لبحث الملف السوري من جانبيه السياسي وادارة ازمة اللاجئين، عقد مساء الخميس اجتماع في باريس دعا اليه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس نظيريه الألماني فرنز والتر شتاينماير والبريطاني فيليب هاموند ومنسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي فريديريكا موغيريني لتنسيق مواقفهم وبلورة مقاربة مشتركة من الحل في سوريا قبل استحقاقات اللقاءات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.


وهدف الاجتماع سعي اوروبي الى تقريب وجهات النظر وتعزيز دور الوساطة التي يقوم بها موفد الأمين العام الى #سوريا ستيفان دي ميستورا لتطبيق مقررات "جنيف ١".


غموض


وامام فشل المبادرات الديبلوماسية والعسكرية ومواقف متناقضة لدول أوروبية حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد وكانت الدول الغربية ترفض البحث بأية عملية انتقالية سياسية قبل رحيله من السلطة، اصبح الموقف من هذا الرحيل غامضا حتى لا نقول غوغائيابعد تدخل موسكو عسكريا في سوريا.


فبينما وافقت الولايات المتحدة وبريطانيا على "اجندة تفاوضية" فان باريس لم تعد تطالب برحيل الاسد قبل التفاوض، بل البحث كما اعلنالرئيس فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون دون إعطاء مزيد من التفاصيل بعد لقائهما في لندن منتصف الاسبوع الى "الحاجة لتوفير دينامية جديدة للمسار السياسي في سوريا." وكان هولاند قد دعا الى مؤتمر دولي جديد للسلام.


حتى ان المستشارة الألمانية انغيلا مركل دعت الى الحوار مع #الاسد دون وضع شروط مسبقة.


الى جانب ذلك ينتظر المتابعون للملف السوري ما سيسفر عنه اللقاء بين الرئيسين الاميركي بارك اوباما والروسي فلاديمير بوتين، وهو اللقاء الرسمي الأول بينهما منذ العام ٢٠١٣ و سيشكل الملف السوري احدى أولوياتها خاصة بعد ان دخلت القوات الروسية بشكل مباشر او غير مباشر عسكريا في الملعب السوري وعززت حضورها العسكري في سوريا والبحر المتوسط لدعم نظام الرئيس بشار الاسد ولفرض الديبلوماسية الروسية واقعا جديدا لمحاربة الارهاب في سوريا والعراق. وكان وزير الدفاع الاميركي أشتون كارتر قد اعلن عن امكانية التوصل الى مجالات تعاون في هذا الملف.


كما ان القمة التي دعا اليها الرئيس الاميركي باراك اوباما في ٢٩ ايلول القادم والمخصصة لمكافحة الارهاب والاجتماع الوزاري لمجلس الامن في اليوم التالي الذي دعا اليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حيث من المتوقع ان تجدد روسيا خلاله دعوتها إقامة تحالف دولي واقليمي لمحاربة الارهاب على ان يضم الجيش السوري كما قوات المعارضة التي تقاتل تنظيم "داعش". لكن الغرب يرى في السياق ان غرض روسيا هو بالدرجة الاولى اعادة تأهيل النظام السوري من باب محاربة الارهاب.


ومن جهة اخرى فان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي طالب على الدوام برحيل الأسد ليّن موقف بلاده فأعلن "ان بشار يمكن ان يشكل جزءا من مرحلة انتقالية في إطار حل للازمة السورية". وكانت تركيا حتى مؤخراً ترفض اي حل سياسي يشمل الرئيس السوري وكانت تحمله مسؤولية الازمة.


تلزم المعطيات الجديدة على الساحة السورية العواصم الغربية البحث عن موقف موحد يؤثر في مسار الازمة. ولكن فيما ان الجميع متفقون على إعطاء دينامية جديدة للعملية السياسية لمحاربة "داعش" وتدفق أعداد غفيرة من اللاجئين السوريين الى أوروبا، فان التناقضات في المواقف بين الحلفاء مستمرة. فباريس متخوفة من موقف الادارة الاميركية التي لا تزال تعتبر ان الملف العراقي هو ضمن أولوياتها وان رحيل الاسد يمكن ان يتم في نهاية عملية الانتقال السياسي. وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري واضحاً عندما اعتبر ان طول المدة "خاضع للنقاش" والمطالبة بخروجه "لن تكون في الأسابيع او الاشهر الاولى". كما تعرب مصادر غربية عن "خيبتها من غياب اي رد غربي على تعزيز الوجود الروسي" واعلان موسكو عن "عدم استبعادها الاستجابة لطلب سوري بالتدخل المباشر في العمليات القتالية" اذا دعت الحاجة. وتقول مصادر ديبلوماسية " في حال تأخرت عملية الانتقال، فلن تحصل، وكيف يمكن مطالبة الاسد بالرحيل بعد ان يكون قد عزز مواقعه". وقد يفسر النظام الليونة الغربية بأنها ضعف، ويكون موقفه مزيداً من التشدد.


و أكدت باريس خلال اللقاء الوزاري مساء الخميس كما اعلن هولاندامام ميركل ان الموقف الفرنسي اكثر ليونة ولكنها لا تزال تشدد على "ان بشار لا يمكنه ان يشكل مستقبل سوريا... ولن تكون هناك عملية انتقال سياسي ناجحة سوى مع رحيله عن السلطة."


ورغم الدعم الروسي للنظام السوري لا تبدو عملية استمرار وجوده في المرحلة الانتقالية منتجة لأنه المسؤول الأول عن الصراع الذي دمر سوريا، واستمراره في الحكم هو استمرار الحرب الأهلية، واعادة تأهيل النظام النظام السوري من باب محاربة الارهاب بعيد المنال.


ومن خلال تعزيز حضورها العسكري، قررت روسيا إدارة الأزمة السورية لتقطيع الوقت الضائع قبل الانتخابات الاميركية المقبلة. وقد حافظت على امتيازاتها في سوريا من خلال دعمها للنظام الذي كان على وشك الانهيار.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم