الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"سولو الليل الحزين": خرق الركود الدرامي

المصدر: "دليل النهار"
نسرين الظواهرة
"سولو الليل الحزين": خرق الركود الدرامي
"سولو الليل الحزين": خرق الركود الدرامي
A+ A-

تعيش الدراما اللبنانية في السنوات الأخيرة صولات وجولات كما لو أنها في حلبة سباق، البعض القليل يدفعها خطوات إلى الأمام، والأكثرية تسدد إليها انكسارات تردها خطوات إلى الوراء.


هذا اللا إستقرار الذي تعانيه الدراما اللبنانية يجعلنا نأمل خيراً مع بداية أيّ عمل درامي. غير أنّ بعض الخروقات فقط تستحق المتابعة، ومنها مسلسل "سولو الليل الحزين" الذي انطلق الأسبوع الماضي عبر شاشة "المستقبل"، التي تحاول جاهدة ردّ اعتبار الدراما اللبنانية. إلا أن هذه الأمنية لن تتحقق بين ليلة وضحاها بل تحتاج إلى التزام تسبقه حملة إعلانية ضخمة تُعيدها إلى خريطة المحطات المحلية الملتزمة عرض الدراما.
كان سهلاً على مسلسل "سولو الليل الحزين" أن يخرق بعض الركود الدرامي. قلم الكاتب طوني شمعون برع في جذب المشاهد من الحلقة الأولى ضمن حبكة درامية لافتة وبناء درامي سليم يوظف المنطق بذكاء. الأسبوع الأول من المسلسل مهّد لصراع الخير والشر ضمن مجموعة خطوط تجمعها وتفرّقها فوارق إجتماعية تعكس تعدد وجوه الحياة حتى الظالمة منها. شمعون هذه المرة قدم أفضل سيناريواته إذ اقترب أكثر بعباراته وقفشاته من لغة الشباب، بعيداً عن الكليشيهات والسرحات الشعرية التي يستعين بها البعض. وبدا أسلوبه أكثر من أي وقت مضى أقرب الى السهل الممتنع ضمن حوار واقعي ومنطقي.
وقد يكون نص الكاتب شمعون قد نعم بحظ أكبر هذه المرة، لأن تحويله من الورق إلى الصورة الحية تمّ على يد مخرج فنان هو إيلي برباري نجح من اللحظة الأولى في لفت الإنتباه، وكان يجذبنا بموازاة سير القصة بكادراته وحركة كاميراته، الأمر الذي يرسّخه من المخرجين الذين سيضيفون بصمة جمالية إلى الدراما اللبنانية تستحقها... علماً أن برباري وقع أحياناً في المبالغة عبر تشتيت المشاهد بزحمة كادرات وحركة كاميرا زائدة، في حين أن الدراما لا تحتمل كل هذه المبالغة ولا تحتاج اليها.
يلفت في مسلسل "سولو الليل الحزين" تقديم بعض الوجوه التمثيلية الجديدة إلا أن معظمها كان يحتاج إلى إدارة أفضل حتى لا تُظلم بعض المشاهد والحوارات الدسمة التي كانت تحتاج إلى أداء جيد. لكن في المقابل ساندها بعض الشخصيات اللافتة وخصوصاً وسام حنا في دور سيشكل مفترقاً في مسيرته. إضافة إلى دور ألكو داود المحوري الذي يؤديه بمتعة واندفاع. كارلوس عازار دوره في تطور مستمر في انتظار النقلة التي تستحقها موهبته. كذلك الأمر بالنسبة الى تاتيانا مرعب التي تؤدي اليوم أفضل أدوارها الدرامية... أما المغني فادي أندراوس فهو من المواهب التي يمكن أن يُبنى عليها...
"سولو الليل الحزين" إنطلاقته تُنبئ ببداية مشرّفة ستشكل إضافة الى #الدراما اللبنانية، وعلامة يمكن البناء عليها للمحافظة على هذا المستوى المقبول على صعيد النص والتنفيذ.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم