"أبو رخوصة" تعبير اقتصادي

أعادت الضجة التي أثيرت حول عبارة "أبو رخوصة" التي استعملها الدكتور نقولا شماس في مؤتمره الصحافي في 17 ايلول 2015، السؤال عما اذا كان اعداء لبنان أساؤوا اليه بقدر ما أساء اللبنانيون الى أنفسهم، فيذكرنا التساؤل بالقول "لا ينال عدو من جاهل ما يناله الجاهل من نفسه".
فعلى أثر بحث يقوم به خبير اقتصادي تهب عاصفة حول تعبير اقتصادي يجهله الجهال، ومكروه منهم لكونه تعبيراً علمياً. ان "ابو رخوصة" يعني
"bottom notch" والمناطق التي ينخفض فيها الاستهلاك والدخل كمية ونوعية "low income and con "sumption region هي مناطق أبو رخوصة".
ففي المرحلة الدقيقة كالتي نمر فيها والتي تتفاعل فيها العوامل السلبية السياسية والامنية مع عوامل اقتصادية وصحية، أصبحت تتهدد البنية الاقتصادية والصحة العامة والوضع الأمني، وبدلاً من التعامل مع الابحاث الاقتصادية، كالتي يقوم بها الدكتور نقولا شماس، والتي تستدعي في ضوء خطورة المرحلة، دراسة وتعميقا وتفسيرا وتوضيحا وتفصيلا ونقدا واكمالا باحصاءات واستنتاجات رقمية لتوضيح الرؤية ولوضع المخططات، نشهد بدلاً من ذلك انتقاداً كلامياً شعبويا يتجاهل المفردات الاقتصادية، ونفسا يتجانس مع النفس الخطابي الانتصاري الذي طالما سبق وواكب وعقب هزائمنا العسكرية والسياسية والاقتصادية.
ان الدكتور نقولا شماس (اول رئيس غير اميركي لجمعية خريجي جامعة MIT) وأمثاله يتكلمون بما يكرهه من يجهل معنى دراساتهم، اذ ان الانسان عدو ما يجهل.
ففيما يقف لبنان على مفترق طرق وتبدأ على حدوده الحرب العالمية الباردة الثانية، نأمل أن تتولى مجموعة من الخبراء امثاله اوضاعنا الاقتصادية والسياسية بعيداً عن مواقف اصحاب الانتقادات التي استطاعت أن تنال، من طريق تكثير وتحوير الشعارات والمطالب، من الحركة الاجتماعية التي يعرفها اليوم لبنان، وهي أنبل حركة عرفها خلال تاريخه، انطلقت من مطلب محق وواقعي عبر حدود العصبيات الطائفية والانتماءات العقائدية والخيارات السياسية.