الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

علي برّو لـ"النهار": "اطّمنوا مش رح إحرق حالي"!

المصدر: "النهار"
إيلده الغصين
علي برّو لـ"النهار": "اطّمنوا مش رح إحرق حالي"!
علي برّو لـ"النهار": "اطّمنوا مش رح إحرق حالي"!
A+ A-


على وقع الحراك الشعبي الذي يقوده ناشطو ومجموعات المجتمع المدني في وسط البلد، لم يتسنّ لعضو الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارات العامة الدكتور علي برّو أن يحقّق الإنجاز الملموس الذي يريد خصوصاً في ما يتعلق بإقرار سلسلة الرتب والرواتب. فبعدما أضرب عن الطعام مدة 20 يوماً دعماً لمطالب هيئة التنسيق النقابية الصيف الماضي، التحق هذا العام مع الشبان الـ11 المضربين عن الطعام أمام وزارة البيئة، إنما ليس وفق هدفهم المتمثل باستقالة وزير البيئة محمد المشنوق قبل أن يفكّوا إضرابهم. فحين أوقف الشبان إضرابهم بعد تواصلهم مع المشنوق أكد برّو أنه مستمرّ في إضرابه. لكن حالته ساءت ليل الأحد الماضي "إثر الضغط طوال اليوم والتظاهرة ليلاً فشعرت بتشنّج كبير ودوخة ونوبة عصبيّة" يقول برّو في حديثه لـ"النهار".


هذا الرجل الستينيّ يتحلّى بروح شبابيّة جعلته يصرّ على استكمال إضرابه قائلاً في كل مرة كنا نلتقيه فيها بإصرار تام "بما أني أضربت 20 يوماً العام الماضي، فالحريّ بي أن أتجاوز هذا الرقم هذه السنة"، لكن صحّته لم تسعفه فكان قرار الطبيب في المستشفى الحكومي الذي نقل إليه ليل الأحد حاسماً "قال لي الطبيب سأسمح لنفسي أن أمنعك عن متابعة الإضراب".


16 يوماً من الإضراب عن الطعام هذا العام إضافة إلى 20 يوماً العام الماضي، هو ما حقّقه برو برفقة سيجارته التي لا تفارق أصابعه والماء المفروض عليه تناوله. لم يلجأ إلى الأمصال معتبراً أنه أقوى من الشبان الصغار وقادر على المتابعة أكثر منهم.


هل حقّق برو مبتغاه ومطالبه المحقّة؟ يجيب "العام الماضي أضربت انطلاقاً من حالة إحباط كمن كان مخدراً نتيجة ما آلت إليه المطالبة بسلسلة الرتب والرواتب. أما الحراك الشبابي هذا العام فقد دفعني أكثر، ولعلّ أبرز ما حققه هو إرباك فريقي 8 و14 آذار وذلك يتجلّى في ابتعاد الحكومة عن الشعب عبر العوائق الاسمنت التي تلجأ إليها وتزيلها كلّ فترة لأنها في حالة رعب".


يتمنى برّو لو استطاع إكمال إضرابه "ليتني كنت قادراً على الاستمرار، لكنني عائد إلى صفوف الحراك بشكل طبيعي". هل له أسلوب جديد يتّبعه فيُلهم الشباب إلى اتّباعه مثل الإضراب عن الطعام؟ "لا أفكر بأسلوب جديد في الوقت الحالي، الإضراب عن الطعام كان استكمالاً لما بدأته العام الماضي، لست بصدد التفتيش عن أساليب جديدة، إنما ما يقرّره الحراك بالاجماع وما سيعتمده من أساليب سأشارك به. لا أتصوّر أنني سألجأ إلى إحراق نفسي لا لا (يضحك)".


لبرّو أربعة مطالب كان واضحاً في شأنها إلى جانب خيمة اعتصامه التي نقلها من ساحة مبنى العازرية إلى رياض الصلح بعدما فكّ الشباب إضرابهم. مطالبه واضحة إلى جانب المطالب التي يرفعها الحراك الشعبي بمختلف مجموعاته: إقرار سلسلة الرتب والرواتب، و #قانون_انتخابي عادل، تحديد موعد قريب لانتخابات نيابية، والإفراج عن أموال الصندوق البلدي المستقل لتتمكّن البلديات من معالجة #أزمة_النفايات، يرفعها تحت راية "التحرّك النقابي المستقل".


لم يحظَ برّو باهتمام وسائل الإعلام ولا بمتابعة جديّة من المسؤولين، يذكر جيداً كيف زاره وزير الزراعة أكرم شهيّب العام الماضي خلال إضرابه وكيف جالسه فراشه على الأرض وأقنعه بضرورة فكّ إضرابه لأن السلسلة لن تجد طريقها إلى التنفيذ. هذا العام تغيّر الوضع، انعدمت الثقة، زادت الهوّة بين الوزراء والشعب، توسّطتها العوائق الاسمنت، وهراوات واعتقالات تعسّفية. فإن لم تحلّ أزمة النفايات وفق خطة طوارئ شاملة فهل من يجد وقتاً للبحث في السلسلة؟ سيخرج برّو إلى التقاعد بمعاش قدره 685 ألف ليرة فقط لا غير، عرفنا حين كنا نجالسه في أمسياته وهو مضرب عن الطعام أنّ هذا المبلغ لا يستوفي القروض التي يسدّدها إلى البنوك. "أيعقل هذا المعاش بعد 20 سنة من الخدمة في وزارة الزراعة أنا دكتور في الهندسة الزراعية؟ إنها قمّة الإذلال والنكران والفجور" يصرخ برّو الذي يتعافى اليوم من إضرابه عبر تناول المهلبيّة والحساء.


[email protected] 


Twitter: @ildaghssain

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم