السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الحوار على حافة الهاوية والمقترحات إلى سلّّة المهملات؟

هدى شديد
الحوار على حافة الهاوية والمقترحات إلى سلّّة المهملات؟
الحوار على حافة الهاوية والمقترحات إلى سلّّة المهملات؟
A+ A-

"اليوم الثلثاء هو موعد مفصلي، اما لتطيير الحلٰ، أو لتظهير تفاهم سياسي حول قضية التعيينات الأمنية، وتالياً اعادة تفعيل الحكومة من خلال المخرج الذي يعمل عليه النائب وليد جنبلاط من خلال وزير الصحة وائل أبو فاعور، وباتصالات يتولاها عن "التيار الوطني الحر" وزير التربية الياس بو صعب، ويشارك فيها وزير المال علي حسن خليل، بإشراف من رئيس الحكومة تمام سلام.


هذا المخرج بات معروفاً، ويقوم على استكمال عقد المجلس العسكري، وملء الشغور فيه، وفق قانون الدفاع وتعديلاته سنة ١٩٧٩، الذي يحدّد عدد من يحملون رتب لواء في الجيش بثمانية. فبعد التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي وللأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، يجري ملء الشغور في ستة مواقع أخرى، ليكون ذلك بداية الطريق الصحيح الى الحلّ. هذه المعلومات أكدتها أوساط مشاركة في الاتصالات، متوقعة الحسم او بداية الحسم لهذا الملف اليوم، بالتزامن مع اجتماع القيادات السياسية على طاولة الحوار.
ورداً على أسئلة يطرحها بعض المعارضين لهذا المخرج عن المعيار في اختيار العمداء للترقية: هل هي السن او الأقدمية او الكفاية، في ظل وجود عدد كبير من العمداء الذين يتمتعون بهذه الاحقية، تشير الأوساط المشاركة في الاتصالات الى "ان قائد الجيش كما أعضاء المجلس العسكري يعيّنون دائماً بقرار من السياسيين. فلا العماد ميشال عون ولا العماد إميل لحود ولا العماد ميشال سليمان ولا العماد جان قهوجي، جاؤوا الى قيادة الجيش لأنهم كانوا الأكبر سناً او الأكثر كفاية، بل لأن تفاهمات بالسياسة أوصلتهم الى هذا المركز، والحال هي نفسها في تعيينات المجلس العسكري، التي تأتي بقرار يترجم التفاهم السياسي. والقول خلاف ذلك ليس ألا من باب العرقلة".
وتضيف مصادر اخرى جازمة بان فريق "المستقبل"، خلال جلسة الحوار الاخيرة مع "حزب الله" أعطى تعهداً بالمضي في هذا المخرج قبل ان يعود وينقلب عليه لاحقاً في الاعلام، مع ترجيح امكان تأجيله المضي في هذا الخيار الى اللحظات الاخيرة، اي الى ما بعد عودة رئيس الحكومة من نيويورك.
في المقابل، ما زال فريق وازن داخل الحكومة يعارض هذا المخرج، ويصف أحد الوزراء من يعمل على هذا الحلٰ بـ"محامي الشيطان الذي يحاول إلباس هذه الخطيئة المميتة لرئيس الحكومة"، معتبرا ذلك "همجية سياسية"، و"من يتوهم ان هذا حل أؤكد له انه في الواقع ليس الا عقدة". وقال: "لم يسبق للحكم في لبنان ان دخل مثل هذا الحقل المغناطيسي السياسي لجهة انعدام الأوزان وفقدان الإرادات. نحن نهبٌ للاستقطاب المغناطيسي الإقليمي".
وبين وجهتي النظر، تشير مصادر اخرى متابعة الى "ان اي حلحلة في هذا الملف لم تتحقّق بعد، والاتصالات ما زالت تراوح مكانها. وقد تبقى الأمور معلٰقة الى حين عودة الرئيس سلام من مشاركته في اعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مطلع الشهر المقبل. وهو الذي أعلن بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري انه سيدعو الى جلسة لمجلس الوزراء ربما يراهن على حلحلة اللحظات الاخيرة قبل انتهاء ضياع المهل وضياع الحكومة هذه المرة من غير رجعة".
اما الحوار في جلسته الثالثة، فبالرغم من حرص الرئيس نبيه بري ومعه "حزب الله" على استمراره، لم يعد الفريق الآخر يراهن على إيجابيات فيه. وفي هذا السياق، يسأل أحد المشاركين فيه اذا كان هذا "حواراً ام خواراً" ولا سيما بعد اختيار العماد ميشال عون الفوضى على رئيس غيره، وملاقاة قيادات "حزب الله" له بإعلانهم "ان عون مرشحهم الى الأبد"، "فكل ما سيحمله المشاركون من مقترحات عملية طلبها الرئيس بري ذاهبة في هذه الحال الى سلٰة المهملات"، وفق تعبير هذا الوزير.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم