ماذا يقول شبانٌ من خندق الغميق عن إشكالات الأحد؟

"لو نزلنا بطلب من قيادتنا لما بقي DT، نحن شباب لدينا عنفوان وحشكة"، عبارة ابتدأ فيها حسن أحد شباب الخندق الغميق كلامه رداً على اتهام ابناء منطقته بضرب المتظاهرين بعد شتم الرئيس نبيه بري. وأضاف"يطلقون الاحكام جزافاً نعم قد يكون لبضعة شباب من المنطقة يد في تلقين من سوّلت له نفسه شتم زعيمهم، لكن ذلك لا يعني ان تكال الاتهامات ويصبح ابناء الخندق كلهم في خندق واحد من الاتهام".

المنطقة الشعبية التي يتصورها الناس مغارة علي بابا، هي من أكثر المناطق هدوءًا، فلا تحرّكات كثيفة للسكان في أحيائها الضيّقة، الا في الكافيتريا عند مدخل أحد شوارعها المؤدّية الى وسط البلد حيث يتمّ توقيف الناس وضربهم أثناء توجّههم الى المظاهرات او عودتهم منها بحسب ما يتداول. بالاضافة الى تجمعات لبعض الشباب على بعض الارصفة التي تحولت الى كافتيريات مؤقتة.

"شعب الله المختار"
"هنا أطيب شعب الله، نعم قد يكون بعض الشباب من أهل الخندق ضربوا متظاهرين لشتمهم الزعيم، لكن لا يعني انهم يمثلوننا، شاهدتُ التلفاز ولم أجد سوى شخصين او ثلاثة من المنطقة شاركوا في الاشكالات، نُتَّهم فقط لأننا اقرب نقطة الى وسط البلد"، بحسب علي الذي كان جالساً في الكافيتريا، عيناه حمراوان كالدم وانفعاله اشد من الوصف، واضاف "تمّ توقيف ثلاثة شبّان من عندنا، كما يوجد مذكرات توقيف بحق 25 ولولا ستر الله لتم توقيفي اثناء بحثي عن اخي في التظاهرات".
يقاطعه وسام ليقول "المتظاهرون من جميع الطوائف ومن تسوّل له نفسه ان يشتم الزعيم سواء الشيعي او الدرزي او السنّي سيضرب، في هذا البلد كل شخص يتبع زعيمًا، وانا لو كنت في اي مكان وشتم احد الرئيس بري سأبرّحه ضربًا، في الامس شتموا جنبلاط وبري والحريري، لماذا لا يقولون ان الاشكالات افتعلها مناصروهم بدلا من توجيه اصابع الاتهام إلينا فقط".

"لسنا زعران"
من على دراجته النارية سمع خليل الحديث، نزل عنها ليقول رأيه بما يدور "شباب الخندق لديهم نخوة وقبضايات، ليسوا زعرانا، لدينا ضباط وأطباء ومهندسين، لكن كون الخندق اقرب منطقة الى وسط البلد بات في واجهة الاحداث، فاذا جاء شاب من منطقة بعيدة سيقولون اتى من الخندق او اختبأ فيه، بالقوة يريدون ان يشوّهوا صورتنا، اذا نزل بعض الأشخاص من المنطقة فهم اقليّة، قد يكون لمتابعة ما يحدث وقد يكونون انفعلوا حين سمعوا شتم رئيسهم"، وقال: "يرفعون شعار الكل يعني الكل، لماذا التصويب على اشخاص محددين وذكر أسمائهم، تركوا الفساد وصوّبوا على برّي لا لشيء الا لأنه يريد حواراً".
ماذا عن التجمعات على مداخل الخندق وضرب الناس كما تداول البعض؟ " قد يكونون من منطقة اخرى قاموا بهذا العمل، نحن لا نتدخل مع احد حتى لو وقف في منطقتنا، قد نضطر احيانا الى تفريقهم لكن ليس اكثر من ذلك".

وكر للمخدرات؟
لماذا يصوّر الخندق كأنه وكر للمخدارت، عن ذلك اجاب علي : "الفقر يولد كل شيء، في كل المناطق يوجد متعاطون وتجار حشيش وكوكايين، نحن كغيرنا من المناطق لا بل لا يرون فينا سوى ذلك، ويغمضون أعينهم عن اننا محرومون من ابسط مقومات الحياة، الفقير يقولون عنه يتعاطى، لكن الغني الذي يتاجر ومنهم وزراء فنعرفهم بالاسماء، ولا أحد يتجرأ على الحديث عنهم".

النفايات باتت عادة
جالساً على كرسي في "كافتيريا" في الهواء الطلق، واشماً يديه برسومات غريبة، كلامه غير مفهوم وكأنه في حالة من الهذيان علق نبيل "الشيوعي استغل التظاهرة ومطالب الناس، انا من الذين نزلوا في اول تظاهرة لأطالب كما الجميع بالماء التي لا تمر من امامنا والكهرباء التي بينها وبيننا خصام، والنفايات التي عودونا عليها، فنحن واياها "عشرة عمر"، تحت منزلي مكب كبير يبلغ من العمر سنين، والاجمل من ذلك ان السكان يقتصرون المهمة ويرمون النفايات من الشرفات".

مندسون لا مناصرون
الى ذلك، قال المسؤول الإعلامي لحركة أمل طلال حاطوم لـ"النهار": "ليس كل من قال انه من الحركة يعني انه منها، ومن افتعلوا اشكالات ليسوا من مناصرينا قد يكونون مندسين في الحراك". ولفت إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تتّهم بها حركة امل بذلك، وقد اصدرنا سابقاً بيانا دعينا فيه الى التزام الهدوء وعدم الانجرار وراء القتنة. في الامس رفعت صورة ثلاثة زعماء، واتُّهم مناصرو الرئيس بري بافتعال اشكالات ما يؤكد ان هناك استهدافًا للرئيس في اللحظة التي يدير فيها حوارا تاريخيا في البلد".
وختم "البعض يرى ان البلد لا يمشي الا بالفوضى والدخول الى المؤسسات العامة والفتنة، نحن حريصون على الحفاظ على الناس الشرفاء الذين مطالبهم محقة، الشباب لديهم صرخة ألم والرئيس دعا إلى حوار لمعالجة اسبابها".