الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الابعاد الحقيقية لزيارة نتنياهو لموسكو

رندة حيدر
الابعاد الحقيقية لزيارة نتنياهو لموسكو
الابعاد الحقيقية لزيارة نتنياهو لموسكو
A+ A-

تعكس الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين #نتنياهو لموسكو برفقة رئيس أركان الجيش #الإسرائيلي ومدير الاستخبارات العسكرية الاهمية الكبيرة التي توليها إسرائيل للدور الذي تقوم به #روسيا في #سوريا ، والنظرة الإسرائيلية الجديدة الى روسيا بوصفها اللاعب الاساسي القادر على رسم ليس مستقبل سوريا فحسب بل مستقبل الاستقرار في المنطقة باسرها. كما تكشف الزيارة في الوقت عينه التراجع الكبير الذي طرأ على مكانة الولايات المتحدة في نظر إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
تنظر إسرائيل الى التدخل الروسي في سوريا بانه في آن معاً مدعاة للخوف والقلق لكنه قد يشكل فرصة أيضاً ايجابية. أما سبب القلق فيعود الى ان هذا التدخل لن يعزز صمود بشار الأسد بل ايضاَ سيشكل تعزيزاً لنفوذ إيران و"حزب الله" اللذين يقاتلان الى جانب الأسد الأمر الذي لا بد أن ينعكس سلباً على أمن إسرائيل، ناهيك بالتخوف الأساسي من انتقال منظومات السلاح الروسي المتطور الى ايدي "حزب الله". اما الفرصة فتكمن في الدور الايجابي الذي يمكن ان تلعبه روسيا في راي إسرائيل في لجم نفوذ إيران و"حزب الله" في سوريا، وفي الوقت عينه كبح تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا الذي في نهاية المطاف يشكل تهديداً على أمن إسرائيل ايضاً.
اهداف عسكرية وسياسية
بالاستناد الى الصحف الإسرائيلية، سيحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس اركان الجيش ومسؤول الاستخبارات اقناع الروس بان تحالفهم مع إيران و"حزب الله " مضر بمصالحهم على الامد البعيد، كما سيسعون الى التوصل الى تفاهمات معهم بشأن هامش الحرية الذي تملكه إسرائيل للدفاع عن امنها لدى تعرضه في رايها للخطر، ووضع نوع من قواعد للتنسيق بين الطرفين تمنع حدوث اي احتكاك مستقبلاً بين الطيارات الحربية الروسية والطيران الإسرائيلي في اجواء سوريا. كما سيطلب نتنياهو من بوتين احترام موسكو للخطوط الحمراء التي وضعتها إسرائيل في وجه نشاط إيران و"و"حزب الله" في سوريا، واهمها منع انتقال الصواريخ الروسية المتطورة من سوريا الى لبنان، ومنع إيران من اقامة بنية عسكرية لعملياتها في الجولان ضد إسرائيل.
لكن الى جانب ذلك هناك اكثر من هدف سياسي يسعى نتنياهو الى تحقيقه من خلال زيارته اهمها:1-اظهار نتنياهو عدم ثقته بقدرة الولايات المتحدة الأميركية على حماية مصالح إسرائيل وتوجهه الى روسيا مباشرة من دون المرور بالولايات المتحدة؛ 2- التفاهم مع الروس على مستقبل سوريا، فرغم انه ليس لإسرائيل اي تأثير على تطورات الحرب السورية الا ان لديها تخوفاً من مغبة ما يسميه الخبراء الإسرائيليوننشوء "سوريا الصغرى" التي تكون ظاهرياً خاضعة لسيطرة الأسد لكنها عملياً واقعة تحت سيطرة روسية - إيرانية وتمتد على 30 في المئة من الاراضي السورية وتتمركز في الجيب العلوي والمنطقة الساحلية؛3 - البحث مع الروس في كيفية حماية دروز سوريا الذين هم على علاقة وثيقة بدروز إسرائيل ويطالبونها بحماية اخوانهم من خطر التنظيمات الاصولية؛ 4- تعويل إسرائيل على تفاهم روسي اقليمي واسع النطاق يستطيع ان يعيد شيئاً من الاستقرار الى دولة المنطقة من خلال لجم النفوذ الإيراني واعادة نوع من التوازن الى النزاع الدائر بينالمحور الشيعي بزعامة إيران، والمحور السني المعتدل بزعامة السعودية.
بالطبع، لا تملك إسرائيل اوراق ضغط كبيرة على روسيا لدفعها الى مراعاة مصالحها في سوريا، قد يكون في امكانها التلويح بتزويد اعداء روسيا بالسلاح مثل جورجيا وأوكرانيا، لكنها لا ترغب في الوقت الحاضر تعكير علاقاتها مع روسيا بعدما تحولت الى الدولة العظمى الوحيدة القادرة على لعب دور حاسم في سوريا.
[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم