الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

في الأشرفية القرطاسية ببلاش

المصدر: "النهار"
فيفيان عقيقي
في الأشرفية القرطاسية ببلاش
في الأشرفية القرطاسية ببلاش
A+ A-

في الأشرفية أحياء وشوارع كثيرة أشهرها سرسق وبسترس الراقيان، يليهما دفوني وشارل مالك ذوا الطابع الأرستوقراطي، إنها الصورة المطبوعة بها منذ عقود. لكن خلف هذا النموذج الراقي تترامى أحياء يعاني أهاليها تدهور الحالة الاقتصاديّة، ومقابل القصور والأبنية الفاخرة، هناك كرم الزيتون والجعيتاوي وحي السريان التي تعجّ بالعائلات الفقيرة، وتغيب عنها الحركة الإنمائيّة.


اقتراب العام الدراسي، يضيف هماً إلى هموم الأهالي، خصوصاً مع ارتفاع الأقساط المدرسيّة، وتنامي نسبة البطالة ومعها التضخمّ المالي، واقع دفع جمعيّة LOGOS إلى تنظيم نشاط في حديقة السيوفي يكون بمثابة "البحصة التي تسند الخابية"، وزعت خلاله الحقائب المدرسيّة والقرطاسيّة على الأولاد.


فقر الناس وغيبوبة الدولة
وزّعت المناشير في شوارع الأشرفيّة للإعلان عن النشاط وتمّ الاتصال بالأهالي لحضهم على تسجيل أولادهم للاستفادة من القرطاسيّة التي ستوزّع. يعمل داني موظّفاً محدود الراتب في إحدى الشركات، متزوّج منذ عشر سنوات، وتعينه زوجته لتأمين حاجات المنزل كلها. لديه ابنتان اصطحبهما إلى حديقة السيوفي السبت الماضي، ويقول لـ"النهار": "الوضع الاقتصادي متأزم، الأقساط المدرسيّة مرتفعة، الأشغال شبه متوقّفة، والرواتب بالكاد تكفي لإعالة العائلة. صحيح أن النشاط رمزي ولكنّه يساعد ويخفّف عبء العودة إلى المدرسة من خلال الحقائب والقرطاسيّة التي وزّعت على الأولاد. جلبت الفتاتين لتشاهدا المسرحيّة وتشاركا في الألعاب المنظّمة، ولتحصلا في الوقت نفسه على الهدايا المخصّصة لهما. الأوضاع في لبنان لا تسمح بالعيش الكريم، المواطن يئن ويرزح تحت خطّ الفقر، يعاني الأمراض والأوبئة والفساد والعوز، ولا يدري إن كانت حياته مهدّدة إذ لا يعلم إن كان شبه الأمن المستتب راهناً سيصمد كثيراً، الدولة عاجزة عن رفع النفايات من الشارع وتالياً لن تهتمّ بتأمين عيش كريم لنا".


"أبو رخوصة" في الأشرفية
داني ابن الأشرفية هو عيّنة من بين الألاف من أهلها الذين يعانون غلاء المعيشة في لبنان، وحاله حال العائلات التي شاركت في النشاط الذي استفاد منه 300 تلميذ تراوح أعمارهم بين 4 -12 سنة، بحسب ما يؤكّد زياد عبس، مؤسّس الجمعيّة لـ"النهار": "بدأنا تسجيل الأسماء منذ أسبوع، وكان من المفترض أن يستفيد 250 تلميذاً من أبناء الأشرفيّة، لكن زاد العدد إلى 300، أي 50 ولداً إضافياً". تسعى الجمعيّة من خلال النشاط الرمزيّ إلى المحافظة على طابع المنطقة التاريخي، ويضيف عبس رابطاً بينه وبين "سوق أبو رخوصة" الذي نظّمته جمعيّات الحراك المدني في وسط بيروت: "تزيد الحاجة عند الناس سنوياً، وابن الدائرة الأولى (الأشرفيّة والرميل والصّيفي) معرّض لهجرة داخليّة، نحن نسعى إلى الحفاظ على التنوّع في الأشرفيّة الذي يكفله وجود الطبقة المتوسّطة التي يتقلص عددها، وتخسر مقوّماتها منضمّة إلى الطبقة الفقيرة. الأشرفية ليست حجراً ومباني فخمة فقط، هناك أناس يعانون، والأولويّة للبشر لا للحجر".


نشاطات "لوغوس"
تأسّست الجمعيّة منذ خمس سنين، تنظّم نشاطات اجتماعيّة شهريّة، ولا تغيب عن الأعياد والمناسبات الهامّة. كان لها نشاطات سابقة في جبيل وبعض قرى الجنوب حيث افتتحت ثلاثة معامل صابون بلدي لتشجيع الأهالي على البقاء في ضيعهم، وقدّمت مشاريع رمزيّة لمساعدة الفلاحين. بعد النشاط المخصّص للعودة إلى المدارس، تستعدّ لتنظيم يوم طبيّ يستفيد منه الأولاد وتوعيهم حول مبادئ العناية بالنظافة البدنيّة وصحّة الأسنان، ولا يستثنى المسنون من خلال إخضاعهم لفحوص دمّ مخبريّة تستتبع بزيارات طبيّة منزليّة لمتابعة حالاتهم، إضافة إلى تحضير مشروع سكني عبارة عن شقق صغيرة لا تتخطّى مساحتها المئة متر مربّع لتشجيع أهالي الأشرفية على التملّك في منطقتهم والحدّ من موجة النزوح.


[email protected]


Twitter: @VIVIANEAKIKI


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم