الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

موحدون في "جمول" ومنقسمون في الحراك

المصدر: "النهار"
محمد نمر
موحدون في "جمول" ومنقسمون في الحراك
موحدون في "جمول" ومنقسمون في الحراك
A+ A-

"جمول" او جبهة المقاومة اللبنانية، اسم لا يغيب عن أذهان معاصري فترة الاحتلال الاسرائيلي. مقاومة وطنية لم تحمل أجندات طائفية، تفجّرت حممها مع دخول القوات الاسرائيلية إلى بيروت في العام 1982.


انتهت.. لم تنتهِ
بعد 33 عاماً على انطلاق هذه المقاومة، تستعاد محطات عن مرحلة انكفاء "جمول" منذ أواسط الثمانينات من القرن الماضي. ويَعتبر جورج بطل، أحد المناضلين في هذه المقاومة ورفيق جورج حاوي أن "لا مقاومة اليوم وما يحصل كلام فارغ واستعراضات"، فيما لا يزال أعضاء الحزب #الشيوعي الحاليين يؤمنون بأن "الحزب لم يشِخ"، ومنهم عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي علي سلمان، ويقول: "المقاومة لا تزال حاضرة بأهدافها التي ناضلت من أجلها، وصحيح ان الجزء الاساسي من تحرير الأرض اكتمل، وبقيت بعض الاراضي اللبنانية، تلال كفرشوبا وشبعا وغيرها، لكن ما زالت المقاومة مستمرة على الأقل في الجانب الآخر". ويضيف: "إذا كان الجانب العسكري مجمداً، فاليوم تتلاقى المقاومة مع الحراك الشعبي من جانبين، بعدها العسكري الذي لا يزال يتم العمل عليه، وبعدها الاقتصادي من خلال الحراك الشعبي والمطالبة بالحقوق. ونحن نعود إلى الشعار الأساسي الذي رفعته هذه المقاومة، وهو تلازم التحرير مع التغيير. والمقاومة تتجدّد بهذه الشعارات التي ترفعها اليوم".
ولا ينكر سلمان خروج كوادر من الحزب، لكنه يوضح أن "الحزب الشيوعي طوعي، وهناك كوادر خرجت لقناعات لديها، وبتقديري أن الإرث لا يزال في عقل وقلب كل شخص شارك في أعمال جبهة المقاومة الوطنية أينما كان".


 


احتلال بيروت وعمليات المقاومة
استعاد جورج بطل ذكرياته مع سؤالنا عن انطلاقة المقاومة اللبنانية الوطنية، وقال: "سمّيت بذلك بعد خروج الفلسطينيين لرفع كل التباس، وتأكيد هويتها اللبنانية بعد احتلال الاسرائيليين لقسم كبير من لبنان، وخصوصاً بيروت، وهذا قرار أعلنه الشهيد جوج حاوي مع محسن ابرهيم، وكنا حينها جاهزين لدخول بيروت، وخلال دخول الاسرائيلي سقط لنا ثلاثة شهداء صودف انهم "سنّي ومسيحي وشيعي". وبعدها بدأت العمليات وأول عملية حصلت قرب صيدلية بسترس في منطقة الصنائع، وكانت فادحة لناحية خسائر الاحتلال الاسرائيلي، وكان رأي جورج حاوي أنه عندما تجري أول عملية بنجاح ستكرّ السبحة. واستمرت العمليات إلى حين ايصال الاسرائيليين إلى الشريط الحدودي، إذ تتالت انجازات المقاومة الوطنية اللبنانية ما بين عام 1982 وأول التسعينيات. أما انجازات المقاومة الاسلامية فحصلت بعد سنة 1990 إذ شاركت جزئيًّا في عمليات جبهة منظمة العمل الشيوعي والحزب القومي السوري الاجتماعي، ولم تكن هناك مشاركة فلسطينية، لأنهم كانوا قد تركوا لبنان، وإذا لوحظت مشاركة في المقاومة اللبنانية فكانت فردية".


أسباب انتهاء المقاومة
هذه المقاومة برأي بطل لم تأخذ حقها، وجرى نسيانها. ويقول: "كانت جمول قويّة وتردّ على أي اعتداء، وحصلت اعتداءات عليها وإطلاق رصاص على الظهر"، لكنه يعتبر أن "مرحلة الانكفاء في الجبهة بدأت مع غياب قائدها ومفجّرها ومنظّمها جورج حاوي عندما استقال من قيادة الحزب نهاية 1992. وترافق ذلك مع انهيار الاتحاد السوفياتي آواخر الثمانينات وبداية التسعينات، الذي كان كالزلزال في المركز الأساسي للحركة الثورية، فضلاً عن التعامل السوري مع الشيوعيين"، مذكراً بأن "الحزب كان قوة أساسية في الحرب الأهلية والأقوى في المنطقة الغربية، وذكر فؤاد بطرس، وزير الخارجية ايام الرئيس السابق الياس سركيس، في مذكراته انه عندما اقترح اسم جوج حاوي وزيراً غضب حافظ الأسد وقام عن كرسيه وقال: لا تذكروا لي هذه السيرة، ولن يصل أي شيوعي إلى الوزارة أو غيره".


ويضيف: "اضافة إلى هذه العوامل بات الاقبال الشيوعي على هذه المقاومة متراجعًا بسبب عملية الاحباط التي انتشرت في صفوف الحزب، ولم يستطع أي مسؤول أن يعالج هذه الحالة. وكان لا بد من تغييرٍ ما حينها، لأن الشيوعي كانت لديه قضية وبات يشكّك فيها بعدما انهار الاتحاد السوفياتي الذي يجسد المثال لما يناضل في سبيله الشيوعي، وبات يطرح السؤال: سأموت في سبيل ماذا؟ وباتت هناك عصبية لبعض الناس وبدأت الناس تفقد الثقة وطردت مجموعات كثيرة وأسماء كبيرة موجودة حالياً في الساحات اللبنانية".


 


"لا يوجد مقاومة"
بعد 33 عامًا يقول بطل: "لا توجد اليوم مقاومة وما يحصل كلام فارغ، هناك استعراضات بالصور، ولم يعد هناك شيء اسمه "جمول" ومن يقول غير ذلك يكون كاذباً على مسؤوليتي ولم يعد لديهم القدرة". وتساءل: "من يقوم بعمليات في لبنان؟"، معتبراً أن "الازمة بدأت قبل خالد حدادة (الامين العام الحالي للحزب) فهو من نتائج الأزمة، ولم يستطع أحد ايجاد نظرية جديدة لليسار، وطاولة لينين راحت ولم يعد في استطاعتنا تكرار كلامه".
ويشير إلى أن "الحزب الشيوعي اليوم منقسم، وأتمنى عليهم أن ينجحوا في عقد مؤتمر، وأنا لستُ على خلاف معهم، وكان هناك مشروع أعلنه حدادة بتوحيد الشيوعيين، لكن لم نشهد أي خطوة الى الأمام ".
يشكّك بطل في "استقلالية الحزب الشيوعي اليوم"، مذكراً بأن "الحزب كان مستقلاً ويجذب كل الناس من كل الطوائف، فنانيين وشعراء وكتّاب، لكن هذا التاريخ أصيبَ بضربات قاتلة".


 


الشيوعي والحراك الشعبي
برز حضور الحزب الشيوعي هذه الايام بفعل #الحراك_الشعبي، ويقول علي سلمان: "المقاومة موجودة في الحراك بشعاراتها وليس بعناصرها او عددها، وكل الرفاق الذين قاتلوا تحت لواء جبهة المقاومة، وهم اليوم جزء عضوي من حركة شعبنا في نيل حقوقه ومطالبه، وليس بالضرورة عددياً، بل عبر المواقف والشعارات والصرخات الحاضرة. ونحن منخرطون في كل ما يتوفر لنا من إمكانيات في هذا الحراك".


ويضيف: "شهدنا خلال اليومين الماضيين صيحات من اكثر من طرف، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا وآخرها من رئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شماس الذي يتّهم الشيوعيين بقضايا معينة، وهناك شعار يجب أن يرفع بتكنيس النفايات السياسية ".


 


الحراك والأحزاب
أما بالنسبة إلى جورج بطل "فمن هم في الشارع ليسوا من جبهة المقاومة، بل هم اشخاص لا يزالون في الحزب، وآخرون هم شيوعيون اختلفوا وتركوا الحزب وموجودون في الشارع لأن الحزب هو الذي أسس الحركة الوطنية، وهو من قام الاضرابات والتظاهرات وأنا سجنت مرتين، وأطلق علينا الرصاص". ويضيف: "الموجودون في الساحة من كل أطراف الشيوعيين، أما من نزل إلى "الزيتونة باي" فهم جماعة الحزب الشيوعي"، معتبراً أن "كل تنظيم سياسي يريد أن يستفيد من هذا التحرك ويلعب دوراً، لكن الأكيد أن الحراك لم يولد من رحم أحزاب ولن تستطيع الأخيرة السيطرة عليه بل هو حركة شعب".
ويقول: "الجميع يريد أن يأكل من الحراك قطعة ويضع شعاراته، ولهذا السبب لاحظنا تراجعاً ليس في العدد فقط"، معتبراً أن "الحراك الذي لا يحشد الآلاف في الشوارع ليس حراكاً، وأتحدى أي حزب - لا أقصد الاحزاب الطائفية - أن تحشد أكثر من 500 شخص"، لافتاً إلى أن "القول باسقاط النظام هو شعار أوهام، لا يوصل إلى مكان بل يؤدي إلى حال من الاحباط".


[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم