لبنانيون في بوركينا فاسو لـ"النهار": ما يجري في لبنان يخيفنا أكثر من الانقلاب هنا

بعد الانقلاب العسكري في #بوركينا_فاسو، كان لا بدّ من الاطمئنان على أحوال الجالية اللبنانية هناك. تحدّثنا إلى عائلتين لبنانيتين تعيشان هناكَ، ربما تلخّصان أحوال الـ1200 لبناني المقيمين في ذلك البلد.

وعلى رغم الذعر الذي أصابهم، يبدو أن اللبنانيين في بوركينا فاسو يجدون أن الأحداث التي تجري في لبنان أشدّ عنفاً وخوفاً من تلك التي قد تحصل في افريقيا.

نحن بخير
تواصلنا هاتفياً مع القنصل الفخري في بوكينا فاسو جورج رستم الذي أكد أن "كل اللبنانيين اتّخذوا الحيطة والحذر، وأن الأجواء التي تسود في البلاد يحكمها منع التنقل خلال الليل، إلاّ أن الناس المذعورين لا يمشون في الشوارع حيث إطلاق النار في الهواء لا يزال يحصل بين حين وآخر".

ويتحدث الحاج أحمد مروّة عن تخوفه من الوضع السائد، لاسيما انه رب عائلة مؤلفة من زوجة وابنة تبلغ من العمر 8 سنوات، ويقول أنهم لم يتعرّضوا لأي مضايقات حتى الآن، وأن الجالية اللبنانية المؤلفة من 1200 شخصاً في البوركينا، تتواصل مع القنصل باستمرار. وقد وصلت اللبنانيين رسائل نصية على هواتفهم تشرح لهم دقة الوضع الذي يحيط فيهم في البلاد وتنصحهم بعدم التجوّل.

قرب القصر الجمهوري

ويضيف مروّة أنه عندما تحصل أحداث مماثلة في أفريقيا، تتأثر المؤسسات التجارية التي يتواجد فيها العديد من اللبنانيين. ويشرح صاحب معمل الأنابيب والقساطل على أنواعها ان فتح معمله مسؤولية كبيرة في ظروف مماثلة، مؤكداً ان "علينا ان نتقيّد بالقوانين التي يفرضها هذا البلد".
حال الأولاد قد تظهر لنا الصورة بشكل مختلف، حيثُ قالت ابنة الحاج أحمد لوالدها مساء الأربعاء أنها تشعر بالتوتّر.
وفي وصف للمشهد منذ ليل الأربعاء حتى اليوم، يفيدنا مروّة الذي يعيش على بعد 15 كلم عن القصر الجمهوري، أنّ الجيش يمنع التجمّعات في الأماكن القريبة من القصر، إلاّ أن معظم الناس في البوركينا معتادون على التنقّل بالدراجات النارية.
ويتابع اللبنانيون هناك قناة "فرانس 24" طوال اليوم، كما يمضون وقتهم في الاتصالات الهاتفية مع الجيران للإطمئنان على أحوالهم.

"لن نترك بوركينا ونعود إلى لبنان"
و رداً على سؤالنا عن رغبته وعائلته في مغادرة البلاد والعودة إلى لبنان، يجيب: "لدينا تجارب كثيرة في البوركينا ولكننا نشعر بالأمان هنا اكثر من بيروت. طريقة التعامل مع الناس أجمل... في بيروت الناس يقتلون في الطرق ويُضرب المتظاهرون بالشوارع...".
ويضيف: "عملنا هنا باب رزقنا الوحيد وليس لدينا حلٌ آخر. في 24 كانون الأول 1998، تعرّضنا للسرقة في البوركينا، وهو أمر يتعرّض له اللبناني باستمرار، لأنه معروف بانخراطه في الأعمال التجارية والاستثمارات". وتساءل: " اذا رجعنا مين بدو يطلّع فينا".
ويخبرنا قصّة أشعرته بالاحراج، عندما كان يشتري البضائع من الوكيل في إسبانيا، وسأله الأخير عن أزمة النفايات في لبنان، محدثاً إياه عن الحلول المحلية التي تعتمدها بلاده، والتي تبدّي دور البلديات على دور الشركات الخاصة.

التواصل مع الحكومة الانتقالية

من جهته، نقل رئيس بلدية عينطورة المقيم في البوركينا جورج الحاج أنه لا يزال يعيش في مرحلة تخوّف، متمنياً ألاّ تتطور الأمور للأسوأ. ورداً على سؤالنا إن كان يرغب بالمجيء إلى لبنان هرباً من الوضع هناك، يفيدنا أنه يتردّد إلى بلده باستمرار كونه رئيس بلدية ولديه أعمال يجب أن ينهيها في لبنان. إلاّ أنه ناشد عبرنا الحكومة اللبنانية بالتفاوض مع الحكومة الإنتقالية في البوركينا لتأمين طائرة للبنانيين الذين يرغبون بالمغادرة، علماً أنّ المطار مغلق في هذه الأثناء وكذلك الحدود البرية.

أما ابنته البالغة من العمر 8 سنوات، فتسأله ماذا يجري منذ سماعها أصوات إطلاق النار والضجة التي لم يعتادوا عليها من قبل.
وكانت اللجنة العسكرية في #بوركينا_فاسو أعلنت عزمها إجراء انتخابات عامة بعد حلّ الحرس الرئاسي الحكومة الانتقالية.

وطالبت منظمات دولية الحرس الرئاسي في بوركينا فاسو بضرورة الإفراج الفوري عن مسؤولين في الحكومة الانتقالية بمن فيهم الرئيس ميشيل كفاندو.
وقالت الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا في بيان مشترك إن وحدة النخبة التابعة للجيش انتهكت دستور الدولة الواقعة في غرب افريقيا وستتحمل المسؤولية عن أعمالها.

وكان جنود من الحرس الرئاسي في بوركينا فاسو اقتحموا اجتماعاً للحكومة الأربعاء وأخذوا الرئيس ميشيل كفاندو ورئيس الوزراء ووزراء "رهائن".
ولم يقدم الحرس الرئاسي توضيحاً لتحركه الذي أكده رئيس البرلمان.