الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كوثر الأربش لـ"النهار": لن نخاف من رجال الدين

المصدر: "النهار"
ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
كوثر الأربش لـ"النهار": لن نخاف من رجال الدين
كوثر الأربش لـ"النهار": لن نخاف من رجال الدين
A+ A-

رغم حزنها على رحيل ابنها، كوثر الأربش لم تيأس. هي الكاتبة السعودية التي واجهت موت ابنها بالنضال لمد الجسور مع الآخر والحوار لنبذ العنف والدفاع عن حق المرأة. وتحدثت الأربش لـ"النهار" على هامش ملتقى "وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار" الذي نظمه في عمان مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بعنوان "متحدون لمناهضة العنف ضد #الدين"، عن تجربتها كإمرأة بعد رحيل ابنها، وعن أنها تشعر بالآخر، حين فكرت أن والدة قاتل ابنها قد شعرت أيضا بالألم لقتله المصلين والأبرياء. ودعت الى تقبل الآخر المختلف وهي التي عانت كثيراً عندما كانت تطرح قضايا دينية فيواجهها المعترضون على وسائل التواصل الاجتماعي انه لا يحق لها الحديث بالدين بصفتها إمرأة. وقالت أن المرأة يمكن أن تتكلم بالدين وبكل الأمور من دون خوف معتبرة أن التطرف كالسرطان.



وأظهرت الكاتبة السعودية كوثر الأربش وهي والدة محمد العيسى الذي سقط وهو يحاول منع الانتحاري الداعشي من تفجير نفسه في مسجد العنود في الدمام، قدرة على غيصال وجهة نظرها في الملتقى. وفي الحوار بينها وبين مشاركين من ديانات مختلفة وجدت تقاطعات مشتركة ضد العنف وقبول الآخر والتعايش رغم الاختلاف.
وأوضحت أن الإختلافَ في مجتمع احادي سيكون أشبهَ بالمشي على الألغام، وأنه من المستحيل أن تكون حُراً وأنت خائف. إلا أنني نسيت وأنا أركض، لأني كنت مشغولةً بهاجس الوصول.
في سبع عشرة تغريدة كتبت ملخصاً عن إسماعيل الصفوي، هكذا بدأت، وكانت الملاسنة. في الواقع هم من أرادوها غوغاء، أنا أردتها حواراً. وكلما جنحتُ للحوار، جنحوا للمعارك. ولم أكف، لأني لم أعد خائفة.



ثلاثة أعوام ونيف، وأنا من خلال "#تويتر" أفعل ذلك، أنبذ العنف وخصمي الطائفي يشد حبل التهم. قال لي الأصدقاء والمحبون: لا تردي على السفهاء، هكذا يسمونهم، لكنني كنت أرد "وكنت كلما جنحتُ للحوار على "تويتر"، جنحوا للمعارك. ولم أكف، لأني لم أعد خائفة. أنبذ العنف وخصمي الطائفي يشد حبل التهم. لكنني رغم ذلك كنت أرد. كنت أراهم أصدقاء لا أعداء، هذا هو منهجي. كان لا بد من عدم الإصغاء لنصحهم، لأن هؤلاء السطحيين والبسطاء، لا يجدون من يحاورهم، فيتلقفهم دعاة القتل والتكفير والتطرف الجاهز، ويعبئونهم بالسلاح. كان لابد لي أن أضيء، شعلة في ظلام الإختلاف. مع عقول اعتادت أن الحوار الديني، أشبه بالمطارحة حتى الفوز أو الموت بلا خيار ثالث، كتقبل الآخر مثلاً.



وبرأيها ان لا بد للحوار الديني أن يواكب الذهنيةَ المعاصرة، ذهنيةُ الحق الإنساني في الإختلاف. "فمن أنت؟ رجل دين، مفكر، مثقف، داعية! اليوم برامج التواصل وشبكاته الاجتماعية هو مكانك، هو الميدان الحقيقي. فإما أن تتحدث بلغة العصر، برسائل واضحة، جذابة، متفهمة للعقل الشاب، ذكية، متخففة من الأسلوب الجامد والأكاديمي، أو تبقى لتحدث نفسك بلغة ميتة، في غرفة مغلقة لا يطرق بابها أحد".
وتقول: هكذا علمتهم ثقافةُ المناظرة. أنا لم أردها هكذا. فرضت أسلوبي. بدلاً من مصارعة الديكة التي تختتم بالطريقة التالية: ألقمته حجراً.. فبهت الذي كفر.
لم أردها حجرا، أردتها فكرًا، حقيقة يتبعها الآخرون لو كانت عليهم، لو كانت ضدهم، ويتمسكون بها أكثر حينما تكون معهم.
كانوا يطلبون مني الأدلة التي تتبع لرموزهم.. فأرد: لستُ في مناظرة، أنا كاتبة، أنا أفكر، مستقلة، لا يعنيني من قال ذلك، لا قدسية لأحد، لا قدسية سوى للأنبياء وكلام الله الوديع.
كنت أريد أن أخلص الخطاب الديني من المنبرية، والتلقين وتعطيل السؤال، والأهم من ذلك كله "احتكار الأجوبة". أردته نهراً جارياً، يغتسل من مياهه الجميع، أن أترك للعقول أن تنمو، للمتلقي أن يفهم الجوانب المضيئة الأخرى. أما الطائفيون، المتشددون كانوا يتوعدون بالتكفير والشتم... بالويل والثبور. للأسف كانوا هكذا، كانوا يريدون الإفحام، حجز الخصم في زاوية ضيقة، الزاوية التي تقول: "أنا استحق الوجود، أنت لا، أنت تستحق الموت". كل ذلك، أردت له ومن خلال مئةٍ وثمانين حرفاً أن يندثر في أطلال الماضي.



تختم، "نزلت الميدان الإلكتروني، شاركت هناك. وهذا ما يجب أن يفعله كلُ صاحب قلم وفكر ألا يترك القاعة، فالكرسي الذي لا يشغله عاقل سيظفر به متطرف، تكفيري، داعٍ للعنف، هذا ما سيحدث بكل تأكيد. كل من يخاف الشاتمين ومستلبي الإنسانية والكرامة، هو مناضل مزيف. علينا أن نواجههم بصدر عارٍ. فإذا صوبوا علينا النصال، ننزف بأقلامنا، ننزف ولكن بشرف. هكذا يكون النضال".



[email protected]



twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم