الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بين الطريق الجديدة والشياح "قلوب مليانة" وقرب جغرافي وابتعاد سياسي

علي منتش
A+ A-

رغم بعد الطريق الجديدة في السياسة عن الضاحية الجنوبية، الا انهما قريبتان في الجغرافيا. أمر قد يكون يحمل من الايجابية ما يحمله من سلبية. فالتقارب بين المنطقتين قد يوفر نوعاً من التقارب بين قاطنيهما، اي بين مناصري الثنائية الشيعية ومناصري "تيار المستقبل"، مما يؤدي الى توسيع العلاقات الاجتماعية بين الطرفين وتاليا تخفيف الاحتقانات، او اقله منع انغلاق المنطقتين على بعضهما. هذا نظريا، لكن الواقع ليس كذلك، وخصوصا في ظل الاحتقان السياسي والطائفي الكبير، مما قد يؤدي الى انشاء خطوط تماس فعلية، بعدما تكونت خطوط التماس النفسية.
عند الحديث مع اهالي المنطقتين تبدو الديبلوماسية مفقودة، يتحدثون عن الآخر بصراحة ممزوجة بحذر، كل المشاكل سببها الآخر، وكل الخراب سببه الآخر. "المشكلة طائفية. بصراحة".
من مستديرة شاتيلا، النقطة الاساسية التي تربط الشياح بالطريق الجديدة يمكن ملاحظة كل الشيء، فالدخول من جهة يريك اعلام "تيار المستقبل" وبعض الاعلام الاسلامية، وصور مشايخ السنة، وعند الخوض في الجهة الثانية، تقابلك اعلام حركة "أمل" و"حزب الله" واللافتات المؤيدة للمقاومة.
من خارج السياق يبدو من يتكلم بايجابية مبالغ فيها عن الآخر. من يتكلم بافلاطونية عن الوضع، في افضل الحالات ينأى البعض بأنفسهم، يقولون ان الوضع ليس كما يجب "هناك احتقان طائفي يؤثر في المجتمع، انا لا مشكلة لدي مع احد ولا مع اي طائفة".
بعيدا عن الاختلاط الشكلي الذي يحدث يوميا في المنطقتين عن طريق العمل ربما، اذ ان هناك عدداً كبيراً من اهالي الضاحية الجنوبية يعمل في الطريق الجديدة، تبدو القصة قصة "قلوب مليانة".
يقول خالد ابو خالد من سكان الطريق الجديدة، ان الوضع في المنطقة عادي، "نحن لسنا ضد احد لكن هناك محاولة دائمة للاعتداء علينا. المشكلة اساسا في اهل السنة، لاننا ابتعدنا عن ديننا، اصبحنا متسامحين في كل شيء، يلعنون رموزنا الدينية فنتناسى الامر. انظر اليهم كيف يتمسكون بدينهم، وان كانت عقيدتهم خاطئة، لكن تمسكهم بالدين هو الذي يقويهم، علينا ان نكون مثلهم".
لا ينفي ابو خالد حصول علاقات بين عدد قليل من اهالي المنطقتين "في النهاية نحن لسنا في حرب، لكن الغالبية العظمى في طرفنا تؤيد جهة او خطاً سياسياً معيناً، في المقابل يؤيد معظم الناس في الضاحية جهة مناهضة، والاحتقان في البلد في أوجه، وبالتالي ان الحديث عن ان العلاقات جيدة شيء خرافي".
في الشياح، يعدنا علي ع. بالتكلم صراحة شرط عدم ذكر اسمه كاملا، يقول ان المشكلة طائفية او هكذا يفهمها: "شباب الشياح لا يحبون اهل الطريق الجديدة لان هؤلاء يشتمون الامام علي، واهالي الطريق الجديدة لا يحبون اهالي الشياح لانهم يشتمون عمر، التواصل بين اهالي المنطقتين ضعيف جداً، ومن رابع المستحيلات أن يحصل التلاقي السني – الشيعي".
أكثر الامور التي توتر الوضع بين الطرفين، وفق علي، "هو قيام اهالي الطريق الجديدة باحتضان المتطرفين الذين يدعون الى قتل الشيعة". معتصم حمادة من ابناء الشياح ايضا، يبدو اكثر ديبلوماسية، يتحدث عن الخلاف الذي صنعه السياسيون، "وهذا امر مؤسف، يجب ان يكون هناك علاقات طبيعية، الا ان التلاقي اليوم بين اهالي المنطقتين قليل جداً، وهذا امر خطير سيؤدي الى الانفجار".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم