الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

القوى الأمنية اعتقلت العشرات ساعات وردّت على محاولات الاختراق مناصرون استفزتهم هتافات ضد الصدر وبري فتعرّضوا للمعتصمين

عباس الصباغ
القوى الأمنية اعتقلت العشرات ساعات وردّت على محاولات الاختراق مناصرون استفزتهم هتافات ضد الصدر وبري فتعرّضوا للمعتصمين
القوى الأمنية اعتقلت العشرات ساعات وردّت على محاولات الاختراق مناصرون استفزتهم هتافات ضد الصدر وبري فتعرّضوا للمعتصمين
A+ A-

لم تكن الثالثة ثابتة. الحراك الشعبي الذي حشد انصاره في 29 اب و9 ايلول تعرض لانتكاسة امس. والمعتصمون في وسط بيروت وجدوا انفسهم بين كماشة القوى الامنية ومناصرين لـ"امل"، وتعرضوا من الطرفين بعد ساعات من المواجهات المحدودة بين المحتجين وفرقة الفهود قرب مبنى "النهار".


الاعتصام بدأ هادئاً صباح امس وقبل انطلاق الجلسة الثانية للحوار، ولكن تعاطي القوى الامنية تغير بعض الشيء اذ ردت عناصر مكافحة الشغب على محاولات سحب السياج الحديد والقاء القارورات الفارغة والشتائم، وعمدت الى توقيف نحو 40 شاباً وشابة ما لبثت ان اطلقتهم مساءً.


"ما تكلبجني، ايدي عم توجعني"
بعد أقل من ساعة على بدء اعتصام حملة "طلعت ريحتكم" وغيرها من الحملات توترت الاجواء قرب مبنى "النهار" رغم عدم وضع الاسلاك الشائكة لمنع المعتصمين من التقدم في اتجاه مبنى البرلمان. وبعد مناوشات محدودة، اندفع عدد من العناصر الامنية نحو المعتصمين واوقفت انتقائياً عدداً منهم بينهم فتيات، واقتادتهم الى شاحنة ركنت امام فندق "لوغراي"، ولوحظ تدخل شرطيات من قوى الامن الداخلي لسوق الفتيات بعد تكبيلهن، وكانت احدى الموقوفات تصرخ "ما تكلبجني ايدي عم توجعني"، وخلال توقيف الناشط عربي العنداري وسحبه على الارض صرخ احد الضباط وهو برتبة مقدم "لا تضربوه" واندفع في اتجاهه لحمايته من هراوات انهالت عليه، ومن ثم اقتيد الى الشاحنة عينها وكان فيها 5 موقوفين بينهم 3 فتيات.
وحاول المعتصمون على الاثر اختراق الحواجز الحديد قرب مبنى "النهار" فتصدت لهم فرقة مكافحة الشغب لمنعهم واوقفت المزيد منهم، واستقدمت تعزيزات أمنية إضافية إلى ساحة الشهداء، ونقل الصليب الأحمر 5 مصابين من المتظاهرين بفعل التدافع. ولم تنته المواجهات عند هذا الحد، فتكررت على مراحل مع ازدياد اعداد الموقوفين وارتفاع عدد المصابين من المتظاهرين وعناصر قوى الامن الداخلي.


"انا دمي للاستاذ"
وخلال الاعتصام الذي شارك فيه عدد متواضع ترددت هتافات ضد الطبقة السياسية، ولكن احد المعتصمين انتقد على الهواء مباشرة وفي شكل لاذع الشهيد كمال جنبلاط والسيد موسى الصدر ثم وجه شتائم الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبعد نحو ساعة وصل عدد من الشبان الى قبالة اللعازرية واعتدوا على المعتصمين في الخيم التي اقيمت قبل نحو اسبوعين، وفيها عدد من المضربين عن الطعام وانصار "التيار النقابي المستقل"، واستمر الهرج والمرج فترة محدودة ثم تجددا، ورمي الشبان المعتصمون بالحجارة وسجل عراك استخدمت فيه العصي اسفر عن اصابة عدد منهم، ولدى الاستفسار من احد الشبان عن الدوافع لاعتدائهم على المعتصمين قال: "انا دمي للاستاذ ولا يمكن ان اسمح لاحد بشتمه".
وبعد تدخل القوى الامنية والفصل بين المتعاركين انسحب الشبان وبعضهم كان قد وصل على متن دراجات نارية، علماً ان عدداً منهم اكدوا أنهم مع الحراك الشعبي وتعنيهم المطالب التي يرددها المعتصمون الا ان "شتم الرئيس بري او التعرض للسيد الصدر غير مقبول".
وقرابة الخامسة دعا منظمو الحراك الى اعتصام مفتوح في ساحة رياض الصلح حتى اطلاق الموقوفين، وكان عدد من الناشطين في حملة " بدنا نحاسب" توجهوا الى قبالة مقر وزارة الداخلية للمطالبة بإطلاق الموقوفين، ثم توجهوا مع اخرين الى ثكنة الحلو وظلوا هناك حتى اطلق جميع الموقوفين واعتصم عدد اخر امام مخفر الجميزة للغاية عينها. ولاحقاً اعلن العنداري اطلاق جميع الموقوفين.
وكان عدد من اهالي العسكريين المخطوفين شاركوا في الاعتصام قرب " النهار" وما لبثوا ان غادروا لدى بدء الصدامات.


"أمل" تنفي علاقتها وقوى الأمن توضح
وأصدر المكتب الاعلامي المركزي لحركة "أمل" بياناً بعد اتهام الحركة بالاعتداء على المعتصمين جاء فيه: "مرة أخرى، بالأمس اتهم حرس المجلس النيابي، واليوم حركة "أمل"، والمتهم الرئيسي هو من يعتدي على كرامات الناس عبر الشاشات، مما يحرك مشاعر الناس، لذلك، مع الاحتفاظ امام القضاء المختص تجاه من وجه كلاما نابيا في حق الاخ رئيس الحركة، نتمنى من الجميع الحفاظ على الهدوء وعدم الانجرار الى الفتنة، علما ان لا علاقة لحركة "امل" بما جرى".
بدورها افادت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ان عناصرها في وسط بيروت عملت على توقيف الأشخاص الذين يعتدون عليها بالضرب والذين يحضون المتظاهرين على العنف وخرق الحواجز الأمنية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم