الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هذا واقع التلامذة السوريين في المدارس الرسمية... فماذا عن اللبنانيين؟

المصدر: "النهار"
نيكول طعمة
هذا واقع التلامذة السوريين في المدارس الرسمية... فماذا عن اللبنانيين؟
هذا واقع التلامذة السوريين في المدارس الرسمية... فماذا عن اللبنانيين؟
A+ A-

انطلاقاً من الواقع الذي شهدته 144 مدرسة رسمية للتعليم الأساسي في لبنان العام المنصرم، وتلك التي التحق بها حوالى 106 آلاف تلميذ سوري لاجئ، تستمر هذه الأزمة بالتفاقم مع استمرار تدفق التلامذة السوريين، ما يُحتم على تلك المدارس استيعابهم لمتابعة المنهاج اللبناني. فهل صحيح أن أعداد التلامذة اللاجئين السوريين للسنة الدراسية الحالية 2015- 2016 باتت تتجاوز أعداد اللبنانيين، لا سيّما أنه يُحكى عن 400 الف ولد في سن الدراسة؟ وهل وزارة التربية متأهبة لإحتواء المزيد من المشكلات لدى استقبال التلامذة من غير اللبنانيين في إطار خطة الاستجابة للأزمة السورية التي أقدمت عليها الوزارة قبل عام؟


عن هذه التساؤلات وسواها، تجيب عبر "النهار" مديرة وحدة إدارة ومتابعة تنفيذ برنامج التعليم الشامل في وزارة التربية صونيا الخوري، قائلة، "استحدث وزير التربية الياس بو صعب هذه الوحدة كي تكون الذراع التنفيذي لخطة وزارة التربية في إطار الاستجابة للأزمة السورية، على أن تكون ممولة على حساب المنظمات والدول المانحة، وأيضاً للتخفيف من الأعباء على موظفي الوزارة ضمن عملهم الوظيفي في الدولة".
تذكر الخوري أنه "تسجّل في العام الدراسي الماضي في المدارس الرسمية بدوام قبل الظهر نحو 44 ألف تلميذ من غير اللبنانيين مقابل 62 الفاً بدوام ما بعد الظهر".


وللسنة الثانية توالياً، تمضي الوزارة في تطبيق الخطة وهي قائمة على قدم وساق، خصوصاً "بعدما التحق العام الماضي حوالى 106 آلاف تلميذ سوري لاجئ بمدارسنا الرسمية" تقول، "وها هي الخطة تلزمنا إدخال 200 الف تلميذ في التعليم النظامي في السنة الدارسية الحالية، وأتوقع أن يصل عدد التلامذة السوريين هذه السنة إلى 150 الف تلميذ".


وماذا عن العدد الـ200 ولد المتبقين من الـ400؟
"تشير الإحصاءات إلى أن ما يقارب الـ400 الف ولد هم في عمر التعليم، أي من 3 سنوات إلى الـ17 سنة"، موضحة في هذا السياق، "أن الذين نتكلّم عنهم تراوح أعمارهم من 6 إلى 14 سنة، وهم في مرحلة التعليم الإلزامي أي الأساسي في الحلقات الثلاث".
وبما أن الدوام الصباحي هو المعتمد في المدارس، والأخيرة قد لا تكون مهيئة لاستقبال هذه الأعداد الكبيرة من التلامذة السوريين وغيرهم، "لهذا السبب لجأنا إلى نظام بدوام مسائي مخصص لهم".


وبحسب الخوري، ففي العام الدراسي الماضي، استقبلت 144 مدرسة رسمية التلامذة السوريين، وهذه السنة افتتحت وزارة التربية 259 مدرسة موزعة على الأراضي اللبنانية، "وهي مستعدّة لفتح المزيد من مدارسها المخصصة لتدريس السوريين بدوام ما بعد الظهر إذا اقتضت الحاجة".
يُذكر أنه يُشترط ألا يقل عدد التلامذة السوريين في المدرسة المعتمدة بدوام ما بعد الظهر عن الـ250 تلميذاً كحد أدنى، وألا يزيد عن 750 تلميذاً حداً أقصى.
وبسؤالها عن المنهاج الذي يُدرّس بدوام مسائي للتلامذة اللاجئين السوريين، "المنهاج اللبناني المعتمد قبل الظهر هو نفسه يُطبّق بدوام مسائي، مع توفير المساعدة لهؤلاء في مواد العلوم والرياضيات عن طريق تسهيل شرح المفردات والمصطلحات الصعبة باللغة العربية".


كلفة التلميذ 600 دولار وماذا عن كلفة تعليم السوريين؟
أوضحت الخوري أن "كلفة التعليم بدوام قبل الظهر تتكفل به الدولة اللبنانية لأنه من ضمن النظام التعليم أو المنهاج اللبناني المعتمد، وبذلك قد تسدّد المنظمات المانحة عن كل تلميذ غير لبناني مبلغ 100 دولار بدل تسجيل لصندوق المدرسة و60 دولاراً تذهب لصندوق مجلس الأهل. في حين تتحمل الدولة اللبنانية قيمة 100 دولار عن التلامذة اللبنانيين مقابل 60 دولاراً كان يُسددها الأهل حتى العام الفائت".
ومع تأزم الأزمة السورية في البلد التي باتت تشكل عبئاً اقتصادياً واجتماعياً على كاهل الأهل إلى درجة لا تسمح ماديات شريحة كبيرة منهم دفع 60$ عن أولادهم، تقول الخوري، إن الوزير بو صعب أوعز إلى الجهات المانحة بتغطية هذا المبلغ للتلامذة اللبنانيين بدل أن يتكبّدها الأهل. هكذا بات التلميذ اللبناني مغطى من دولته بمبلغ 100$ المخصصة لصندوق المدرسة، وأيضاً من المنظمات المانحة بـ 60$ التابعة لصندوق مجلس الأهل.
وتقدّر الخوري كلفة تعليم التلميذ من غير اللبنانيين بدوام مسائي بـ600 دولار مُثبتة من قبل الجهات المانحة. "ويُقسّم هذا المبلغ بطريقة مدروسة بين كلفة الكادر التعليمي والإداري في المدرسة، إلى الكلفة التشغيلية، فاستهلاك المبنى واستنزافه". وكشفت عن الخطة التي تطبقها الوزارة أنها تلحظ مضاعفة الدعم المالي لهذه السنة من المانحين.


أما مسألة تأمين الكتب المدرسية، "فاستطعنا العام المنصرم توفير الكتب مجاناً للتلامذة اللبنانيين وغير اللبنانيين، وكان ذلك على نفقة "وكالة التنمية البريطانية"، تؤكد الخوري، "بينما سيُموّل الكتب هذه السنة World Bank".


[email protected]
Twitter: @NicoleTohme

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم