الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل يتخلى بوتين عن أوكرانيا من أجل الأسد؟

المصدر: "النهار"
هل يتخلى بوتين عن أوكرانيا من أجل الأسد؟
هل يتخلى بوتين عن أوكرانيا من أجل الأسد؟
A+ A-

اثار اعلان الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين تدخل بلاده العسكري في الحرب الدائرة في #سوريا جدلا واسعاً بشان اهداف هذه الخطوة وانعكاساتها على الصراع في #سوريا وعلى الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة "#داعش" وعلى التدخل العسكري الروسي في شرق #أوكرانيا، ودعم الروس للانفصاليين الموالين لهم في شبه جزيرة القرم الذي دفع الغرب الى فرض عقوبات اقتصادية عليها.


في تحليل كتبته مراسلة صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنشيل بابر في كييف، طرحت المراسلة التساؤل الآتي: "لماذا اختار بوتين الآن تحديداً للاعلان عن توسيع انتشاره العسكري في سوريا بصورة علنية؟ طوال السنوات الماضية كان الدعم الروسي لنظام #الأسد صامتاً، لكنه تحول الآن الى استعراض للقوة يشبه الى حد بعيد ارسل بوتين رجاله الى اماكن أخرى مثل شبه جزيرة القرم وفي شرق أوكرانيا.
وفي الواقع فان تعزيز القبضة الروسية في سوريا لا يعود فقط الى ضعف الأسد وتراجع قواته وخسارته لمناطق استراتيجية، بل إلى أسباب ومصالح اخرى لبوتين".


ونقلت المراسلة عن مسؤول سابق في شؤون الدول العربية في الاستخبارات العسكرية الروسية إيفان ياكوفينا، ان بوتين يريد من خلال اعلانه هذا ان يظهر بانه شريك في الحرب ضد "داعش"، وانه مستعد، بعكس الدول الغربية الاخرى،لارسال جنوده الى هناك لهذا الغرض، وعدم الاكتفاء بالهجمات الجوية. ويهدف من خلال ذلك الخروج من عزلته الدولية. ويلفت الى ترافق زيادة التدخل في سوريا بتحركات اخرى مثل بروز مؤشرات تدل على تخفيف روسيا تحركها العسكري على طول الحدود الشرقية مع أوكرانيا، ولجمها للانفصاليين الموالين لها، واظهارها للمرة الاولى منذ سنة اهتماماً جدياً بتطبيق اتفاق مينسك لوقف النار في شرق أوكرانيا. وفي مطلق الاحوال فمن الصعب بحسب يكوفينا معرفة ما اذا كانت هذه الخطوات الروسية هي مجردانسحاب تكتيكي فقط يسعى بوتين من خلاله الى التخفيف من العقوبات المفروضة عليه عندما ستطرح للنقاش في كانون الأول المقبل.


وتحدثت المراسلة مع عدد من الخبراء في الجيش الروسي الذين راوا انه من الصعب على هذا الجيش التحرك على جبهتين مهمتين مثل أوكرانيا وسوريا في وقت واحد. صحيح ان هذا الجيش من اقوى الجيوش في العالم، وقد خضع في السنوات الاخيرة لعملية تحديث لكن لديه نقاط ضعف كثيرة، لان معظم قواته البرية لا تضم مقاتلين متمرسين وتتألف بصورة اساسية من شبان روس يقومون بخدمتهم العسكرية ولم يخضعوا لتدريبات كافية. كما ان هذا الجيش لديه مهمات كثيرة جنوب القوقاز وطاجيكستان. ويلفت هؤلاء الى ان الجزء الاكبر من القوات الروسية التي سترسل الى سوريا هي من الطيارين، الى جانب قوة برية صغيرة ستسيطر على الجيب العلوي وعلى مرفأي طرطوس واللاذقية ومطار باسل الأسد. وسيكون من الصعب على روسيا ارسال اكثر من فرقتين او ثلاث فرق من الجنود.


ويرسم هؤلاء الخبراء صورة التعاون الروسي –الإيراني. من المتوقع ان يواصل "حزب الله" قتاله على الحدود مع لبنان وان يحافظ على الطريق الدولي الذي يربط دمشق بلبنان، أما مقاتلو "فيلق القدس" فسينتشرون خصوصاً حول العاصمة السورية وداخلها. لكن على ما يبدو فان عملاً مشتركاً روسياً –إيرانياً بالتعاون مع #حزب_الله ومع ما تبقى من الجيش السوري لن يكون قادراً على استعادة المناطق الواسعة التي خسرها النظام السوري، وبالتأكيد لن يستطيع الانتصار على "داعش"، لكنه سيكون كافياً للمحافظة على صمود الأسد طالما ان هذا يخدم مصالح بوتين.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم