الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تدهور "مقلق" لحرية الصحافة في تركيا قبل الانتخابات

المصدر: "أ ف ب"
تدهور "مقلق" لحرية الصحافة في تركيا قبل الانتخابات
تدهور "مقلق" لحرية الصحافة في تركيا قبل الانتخابات
A+ A-

بضعة سطور تكفي للتعرض للطرد، فقد تم هذا الصيف صرف الكاتب الصحافي التركي قادري غورسيل بقسوة بسبب "تغريدة" انتقدت الرئيس رجب طيب اردوغان، وانضم الى لائحة طويلة من ضحايا الحرب التي يخوضها النظام التركي ضد الاعلام المستقل.


في 20 تموز شهدت مدينة سوروتش الحدودية مع سوريا هجوما انتحاريا ادى الى مقتل 32 ناشطا من اجل القضية الكردية. ولم تتبن اي جهة القضية لكنها نسبت سريعا الى تنظيم الدولة الاسلامية.


واتى رد فعل الصحافي البارز في صحيفة ملييت حادا. وقال غورسيل بعد يومين على حسابه على تويتر "من المربك ان يتصل مسؤولون اجانب بالمسؤول الرئيسي عن الارهاب الذي يمارسه تنظيم الدولة الاسلامية في تركيا لتقديم التعازي اليه بعد سوروتش".


وهو يتهم كغيره اردوغان بدعم تنظيم #الدولة_الاسلامية لتسريع سقوط نظام الرئيس السوري بشار #الاسد، الامر الذي ينفيه الرئيس التركي تكرارا.


واتى رد ادارة صحيفة ملييت فوريا. فبعد ساعات على تغريدة ابرز كتابها منذ ثمانية اشهر، دانت "موقفه التخريبي" وسرحته بلا اي نوع من الاجراءات.
والصحيفة المعتدلة والتي تلقى احتراما واسعا تملكها مجموعة دميرورن التي يعتبر رئيس مجلس ادارتها مقربا من "القصر".


وباتت قضية غورسيل مؤشرا جديدا الى الضغوط المتزايدة التي يمارسها الرئيس منذ سنوات على وسائل الاعلام المستقلة.


وصرح غورسيل ان "اردوغان يريد اقامة سلطة مطلقة لحزبه الوحيد على الحكومة. لذلك يعمل على اسكات اخر الاصوات المنتقدة في وسائل الاعلام التقليدية".


وفي الاسابيع الفائتة ادى تجدد المعارك بين القوات المسلحة ومتمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد حيث اكثرية السكان من الاكراد والانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في الاول من تشرين الثاني الى تفاقم التوتر بين وسائل الاعلام والسلطات.


فبعد اتهام صحيفة حرييت بتحوير اقوال اردوغان استهدف مقرها في اسطنبول قبل ايام بهجومين نفذهما متظاهرون هتفوا تأييدا للرئيس.
كما اوقف ثلاثة صحافيين اجانب، هما بريطانيان وهولندية، كانوا يغطون النزاع مع الاكراد وطردوا من البلاد.


ودان رئيس الوزراء احمد داود اوغلو بشدة الهجمات على حرييت فيما يكرر اردوغان في كل مكان وزمان ان تركيا "تتمتع بالصحافة الاكثر حرية في العالم".


لكن الحصيلة التي ترصدها منظمات حرية الاعلام تبقى متشائمة.


وقال يوسف كانلي المسؤول عن جمعية الصحافة من اجل الحرية التي يمولها الاتحاد الاوروبي "لا امل اطلاقا، حرية الصحافة تتراجع في تركيا". واحصت جمعيته في الشهرين الاخيرين تسريح 140 صحافيا على الاقل.


وافادت الاستاذة اصلي تونج من جامعة بيلغي في اسطنبول "انها عملية تطهير، لا اكثر ولا اقل"، تجريها "الحكومة بتعاون بعض ارباب الصحافة قبل الانتخابات".


وفي الاسبوع الفائت هدد الكاتب جام كوتشوك في صحيفة ستار المقربة من النظام الكاتب في صحيفة حرييت احمد هاكان بالقتل متهما اياه بدعم حزب العمال الكردستاني. وكتب "يمكن سحقك كالذبابة...لست على قيد الحياة الا لشعور بالشفقة عليك".


ولفتت كارين دويتش كارليكار من مركز بين الاميركي الى انه "مع اقتراب موعد الانتخابات يستمر هامش حرية وسائل الاعلام في التراجع بوتيرة مقلقة".
وعندما لا تكفي الضغوط لا تتردد السلطات في اللجوء الى القضاء.


فالشكاوى المرفوعة بتهمة "الاهانة" تتكاثر ضد الصحافيين الذين يجرؤون على انتقاد اردوغان. والاثنين اوقف مدير النشر في مجلة نقطة وصودرت نسخ العدد الاخير منها لنشرها صورة ساخرة مركبة لاردوغان يلتقط صورة لنفسه (سيلفي) امام نعش جندي.


والثلاثاء فتح القضاء التركي تحقيقا ضد مجموعة دوغان الاعلامية الكبرى التي تملك خصوصا صحيفة حرييت بتهمة القيام "بدعاية ارهابية" كما افادت وكالة انباء الاناضول.
واوضحت الوكالة ان المجموعة متهمة بنشر صور غير مموهة لجنود اتراك قتلوا خلال الهجمات الاخيرة التي نفذها متمردو حزب العمال الكردستاني ضد القوات الامنية في جنوب شرق البلاد، وبانها في المقابل موهت صورا اخرى لمتمردين اكراد.


ومن الاتهامات الاخرى الموجهة الى دوغان بحسب وكالة الاناضول، بثها مؤخرا مقابلة على شبكة سي ان ان تورك مع مقاتلة شابة انضمت الى صفوف حزب العمال الكردستاني.


وقال استاذ وسائل التواصل قرقماز عالمدار "لا يمكن الحديث عن حرية الصحافة في هذا البلد"، موضحا ان "هناك عددا من المواقع الاخبارية المستقلة (...) لكن الجمهور الواسع لا يعرفها".


وختم غورسيل ان "التعديات على الصحافة مستمرة منذ 2008" مشيرا الى "انها الحملة الاخيرة في جهد يرمي في النهاية الى اخضاعها بالكامل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم