الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

هل سيخف حِمل لبنان من اللاجئين بانتقالهم إلى دولتهم الجديدة؟

المصدر: "النهار"
كلودا طانيوس
هل سيخف حِمل لبنان من اللاجئين بانتقالهم إلى دولتهم الجديدة؟
هل سيخف حِمل لبنان من اللاجئين بانتقالهم إلى دولتهم الجديدة؟
A+ A-

بعدما عرض الملياردير المصري نجيب ساويرس في الأول من أيلول الجاري شراء جزيرة في #إيطاليا أو #اليونان لجعلها دولة جديدة خاصة باللاجئين الهاربين من #سوريا ومن دولٍ أخرى تشهد نزاعات، تكاثرت ردود الفعل من مؤيدين ومعارضين وفضوليين...


 


 جزيرة "إيلان" في المتوسط


فتغريدة ساويرس تبعَتها موجةٌ من التغريدات التي رحّبت بالفكرة، خصوصاً لناحية حلّها مأساة اللاجئين اليوم، فيما استوضح البعض الآخر عن الأمر معتبرين أن ليس هناك من جزيرة كبيرة قادرة على استيعاب أعدادهم الهائلة. فجاء ردّ ساويرس على هؤلاء بالقول إنه مستعدٌّ لشراء أكثر من جزيرة واحدة ولتأمين #فرص_عمل في الدولة الجديدة، ما دفع آخرين بطرح السؤال حول اسمها، فاقترح ساويرس في 3 أيلول الجاري كلمة Hope أي "أمل" بالإنكليزية، لكنه عاد عن اقتراحه بعد يومَين ليُعلنَ في تغريدة أخرى عن أن اسم الجزيرة سيكون "إيلان"، تخليداً لذكرى الطفل السوري الغارق.


لكن تحفّظَ العديدُ من المغرّدين أيضاً عن الفكرة، فهي تعطي للكيان الإسرائيلي شرعية معينة، بعدما لجأ اليهود إلى أرض #فلسطين بعد الحرب العالمية الثانية وأنشأوا "دولة" خاصة بهم، فيما لفت البعض الآخر إلى عدم استقبال أيّ من الدول العربية الخليجية أي لاجىء سوري، على الرَّغم من أنها أَوْلى بهم من النواحي العربية والإسلامية والجغرافية.


واعتبر آخرون أن الحل يكمن في عودة اللاجئين إلى أرضهم عند انتهاء الحرب حتى لا تتغير معالم سوريا وتاريخها وثقافتها، وانتقد مغرّدون ساويرس داعينه لأن يؤمّن فرص عمل في #مصر أولاً، كما أن منهم من دعاه للتطلع إلى اللاجئين الفلسطينيين أيضاً.


لكن الفكرة لا تزال "في الهواء" وقد لا تتحقق إلا جزئياً، بما أن ساويرس غرّد قائلاً إن شراءه الجزيرة يمكن أن يشكل حلاً موقتاً بدل دولة دائمة، إلى حين عودة اللاجئين إلى سوريا ودولهم الأخرى، مشدّداً على أن المال ليس المشكلة، فالعقبة تكمن في إيجاد الجزيرة أولاً.


 


لا لدولة جديدة... نعم للحل السياسي في سوريا وعودة اللاجئين


لبنان معنيٌّ بالأمر طبعاً، نظراً إلى تحمّله العبء الأكبر من اللاجئين قياساً على حجمه، ففي التقرير الأخير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة، تبين أن من أصل كل 1000 شخص في لبنان، ما يقارب ربعهم هُم لاجئون من سوريا (232 من أصل 1000 لبناني).


وأوضح مصدرٌ ديبلوماسي متابع لملف اللاجئين السوريين في لبنان لـ"النهار" أنه يجب التطلع إلى مدى إمكانية تنفيذ حل شراء الجزيرة، وليس إلى الفكرة بحد ذاتها، مشيراً إلى أن اللاجئين في لبنان قد لا يكونون فعلاً معنيين "بما أن غالبية اللاجئين المقترحين لهذه الدولة المرتقبة، تشمل الذين خرجوا من المنطقة وهُم في طريقهم إلى أوروبا، فيما اللاجئون في مخيمات لبنان والأردن والعراق وتركيا يُصَنّفون من العائدين فور هدوء الأوضاع".


ولفت إلى أن الحل الفعلي محلياً يكمن في أخذ موضوع اللاجئين السوريين على مجمل الجد بشكلٍ مستمر، عبر إنشاء مخيمات منظّمة على الحدود الشرقية للبنان بدل المخيمات العشوائية داخله، وعبر التركيز على حماية المجتمع المحلي. "فعندما ندعم الفلاح اللبناني مثلاً للاستثمار في أرضه، سيعمل لديه لاجئون سوريون، ويستفيد الطرفان، فيما إذا ظلّت المساعدات تتدفق على اللاجئين، سيظلّون منافسين لليد العاملة اللبنانية، خصوصاً مِن أولئك الذين يدخلون لبنان للعمل ويعودون أدراجهم إلى داخل سوريا في المناطق الآمنة، أي إنهم ليسوا أصلاً لاجئين!".


وذكّر بموقف وزير الخارجية جبران #باسيل الذي كان أوّل من حذّر من خطر تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، ودعا منذ عام 2012 لإنشاء #منطقة_عازلة يتركزون فيها، من دون أن تصبح الأمور أكثر عشوائية، وأكد المصدر أن الموقف الرسمي من وزارة الخارجية لا يزال نفسه، أي الحل السياسي السلمي في سوريا، حتى يعود اللاجئون أدراجهم، من دون أن يغيّروا بديموغرافيات الدول الأوروبية، ومن دون أن يواجهوا القمع والاتهامات بالإرهاب هناك، متسائلاً في الوقت نفسه: لماذا لا تستقبل الدول العربية الخليجية اللاجئين السوريين في أراضيها، بدل اضطرارهم للتوجه إلى #ألمانيا وغيرها من الدول الأبعد جغرافياً؟


 


 [email protected] / Twitter: @claudatanios

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم